عصام شرف أمام لجنة النقل بـ"الشورى": إسرائيل تمارس ضغوطاً لوقف الجسر البرى بين مصر والسعودية.. ومشروعها للسكك الحديدية لن يؤثر على قناة السويس

أكد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء السابق، أن إسرائيل تعلم جيداً أن مشروع خط السكة الحديد الذى تعتزم بناءه لن يؤثر على قناة السويس، وقال خلال مشاركته فى اجتماع لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشورى اليوم: "قناة السويس تنقل 35 مليون حاوية سنوياً، وخط السكك الحديدية الإسرائيلى المزمع إنشاؤه لن ينقل أكثر من 2 مليون حاوية فقط على مدار العام إذا ما عمل بكامل قوته".

وطالب شرف، الذى شغل أيضاً منصب وزير النقل فى ظل النظام السابق، نواب الشورى، بعدم الالتفات إلى ما يصدر من الجانب الإسرائيلى فيما يتعلق بإنشاء خط سكة حديد مواز لقناة السويس. وقال: "إسرائيل تحاول تشتيت الانتباه فقط، لكن فى الوقت نفسه يجب الإسراع فى تنمية محور قناة السويس". وتابع: "الموقع (القناة) يروج لنفسه، ويملك كل مقومات النجاح، ولكن أحياناً أحس أن هناك من يحاول تأخير هذه الأمة".

وشدد رئيس الوزراء السابق، على ضرورة تطوير الدراسة المتكاملة عن تنمية محور قناة السويس، لافتاً إلى أن دراسات البنك الدولى، تؤكد أن مشروع شرق بورسعيد سيكون منافساً لسنغافورة".

وأكد شرف أن إسرائيل تمارس ضغوطاً- على حد قوله- لعدم بناء الجسر البرى بين مصر والمملكة العربية السعودية، لما له من آثار سلبية على مشروع السكك الحديدية الإسرائيلية. وقال: "حرام تكون قناة السويس مجرد ممر لعبور السفن ونقل الحاويات".

واستطرد: "هذا المشروع يمكن استغلاله لبناء تكتل اقتصادى مع دول كبرى لحمايتها من التعرض لهزات اقتصادية.. ليس هناك مشكلة أن تكون رسوم قناة السويس مجاناً فى مقابل أن يتم إنشاء هذا المشروع الذى سيدر دخلاً أضعاف ما تقدمه قناة السويس، ووقتها لن يستطيع أحد أن ينافسنا فى أسعار المرور".

وتابع : "إننا نملك الآن الإرادة السياسية، لكننا فى حاجة إلى إرادة شعبية، ودعم من الرأى العام، ولا نريد أن يكون المشروع تركة لخلافات الوزراء كما كان يحدث من قبل"، قائلاً: "نريد أن نرسل رسالة للعام أننا لسنا متخلفين، وإذا كانت اتفاقية السلام ستتعارض مع استغلالى لأرضى وسيادتى عليها، فنغيرها، لأنها ليست قرآن".

من جانبه، قال على يحيى بسيونى، الخبير الدولى فى مجال النقل البحرى، خلال اجتماع اللجنة: "ما تتحدث عنه إسرائيل عن قناة جديدة موازية لقناة السويس هو خيال بعيد عن الواقع، ولكن المشروع الأقرب للواقع هو خط السكك الحديدية الذى تنوى إنشاءه".

وأضاف بسيونى: "ما تقوم به إسرائيل هو خطة إزعاج لصرف نظرنا عن هدفها الحقيقى، وصمتنا بعد معرفة أن هذه المعلومات خيانة لمصر"، موضحاً أن إسرائيل ستقوم بإنشاء قناة عميقة داخل ميناء إيلات فى عمق أراضيها لمسافة 7 كيلو مترات لبناء مدينة لوجيستية عالمية، وتتحول إيلات إلى عاصمة البحر الأحمر السياحية، والسعى لاستقطاب صناعات مختلفة، لتحقيق قيمة اقتصادية مضافة.

بينما قال طاهر حزين، المستشار القانونى لمشروع شرق بورسعيد، إن شرق البحر المتوسط لا يتحمل إلا مشروعاً محورياً واحداً، من ينفذه "هياخد الشغل كله"، وأضاف أن أزمة هذه المشروعات تتمثل فى البنية التشريعية، خاصة أن التجار الدوليين لا يتعاملون مع الدول التى تحتوى تشريعاتها على تعقيدات كثيرة.