لن يكون هناك أمل فى تغيير إلا إذا انحنيت لتلتقط ورقة ملقاة فى الطريق!
لن يكون هناك معنى للتغيير إلا إذا زرعنا فوق كل متر رمادى.. شجرة خضراء!
لن يكون هناك سببا للتغيير إلا إذا مشينا بالسيارة فى الحارة المخصصة لنا فى الطريق. وقفنا فى طابور منظم، لم نبصق على الأرض، تكلمنا بما نقتنع به، دخلنا فى مرحلة تحد لظروفنا الصعبة، قررنا العمل بجدية لنختصر وقتا طويلا من العمر.
المرشحون للرياسة كاذبون، ولا واحد فيهم تكلم عن طريقة يغير بها سلوك الناس، كلهم تكلموا عن ماذا سيقدمون للناس، هذه كذبة.. لأن: ليس مهما أن تغير الرئيس.. المهم فعلا أن تغير الناس، تكتشفهم، تجعلهم قادرين على الحلم وعلى الرغبة فى النجاح والإرادة، هات لى مرشح واحد تكلم عن طريقة يجعل بها الناس تستيقظ لتعمل وتنظف بلدها وتحول حياتها من الجحيم إلى الجنة، الرئيس مهما كانت عبقريته ومهما كان صدق نواياه لن يعمل وحده.. مهمته أن يوقظ الهمم ويرتفع بمستوى طموح الشعب لبلده.
كلهم كاذبون.. كلهم يتكلمون عن الشعب ولا يتكلمون معه، وكنت أتمنى من واحد فيهم أن يوفر كل ملايين الدعاية وهى ملايين فعلا ويشارك الأحياء الشعبية فى تنظيفها والاستماع إلى شكاوى الناس فيها وإلى أحلام البسطاء والمعلمين الذين يحكمون هذه الأحياء بهيبة وخبرة.
تصور معى مثلا مرشحا يختار عددا من الأحياء الصغيرة وينفق مصروفات دعايته خلال المائة يوم الماضية على تقديم نموذج لما يمكن أن يفعله فى البلد حين يحكم، آلاف الأحياء الشعبية البسيطة فى انتظار إشارة لكى تصبح نظيفة ونموذجية بدون مصروفات كثيرة.. لكن بإرادة سكان الحى، آلاف الطاقات المهدرة والمعطلة عندها استعداد لتحول هذه الأحياء الفقيرة العشوائية المهملة إلى منطقة نظيفة وجميلة، مقشة وألوان وفرشاة وشخص يقود الفكرة، تصور معى مرشح للرياسة يترك لنا ذكرى أنه فى مائة يوم دون سلطة أو سلطان يعيد استخدام أغلى ثروة نملكها وهى ثروة البشر فى تجديد حياة الناس، نظافة شارع تفجر داخل كل إنسان مشاعر الانتماء، وهذا ما نريده تماما. الانتماء سوف يصنع الأمل والطموح والأمان والإبداع والعمل، كل مرشح للرياسة اختار الطريق الأسهل، الكلام! كلهم تفرغوا للكلام.. حتى إننى أسأل نفسى بجدية: متى يفكر هؤلاء فى برامجهم الانتخابية التى يتكلمون عنها على مدار 12 ساعة يوميا على الأقل؟
حتى الآن نشترى كلاما، وندافع عن مرشح ضد أخر بالكلام، لا منطق ولا خطة حقيقية، مرة أخرى: رئيس جمهورية الكلام المكرر والمستهلك والبايخ وعديم الفائدة، الكلام هو الذى يحرك العواطف فنتحمس لمرشح على حساب مرشح، ويقينا أن مصر لا تحتاج إلى كلامنجية أو رجل ثرثار أو يبيع لنا الكلام الناعم. مصر فى احتياج إلى رجل دولة.. عنده فكر وفكرة وإرادة، يتكلم أقل ليجد وقتا ليفكر ويعمل وينفذ، هذا وطن يمكن أن يكون فى يوم وليلة -فعلا- وطن أفضل، على الأقل يشعر بالثقة، يقف على قدميه، يجد من يتوحد خلفه للأمام، نحن شعب قوى إذا وجد قائدا قويا يقوده إلى مستقبل أفضل.
لابد أن يكف مرشحو الرياسة عن الضحك على الشعب، لن نكون فى يوم ما دولة صناعية كبرى أو زراعية قوية، لن نكون دولة أولى، لكن بسهولة يمكننا أن نصبح دولة متحضرة، دولة مستقرة، دولة قوية، دولة نظيفة، دولة قائدة، التاريخ الحديث يقول إن مصر لها ملامح فى أزهى عصورها ومع أروع زعمائها، ملامح دولة متوازنة.
كنت أتمنى قبل 23 مايو أن أجد هذا الرئيس الذى لا يبيع لنا الوهم، ويكون صادقا فى عرض مشاكلنا وليس مشاكله، ويكون قادرا على صناعة الأمل فى نفوس المصريين، لا أن يكتفى بما تنقله وسائل الإعلام عنه وهو يحل مشاكل بالفعل ولا يكتفى بوعود بحلها.
كنت أتمنى أن أسمى رئيسا للدولة لا ينفق جنيها على حملته الانتخابية.. وكل جنيه معه يزرع به شجرة أو ينظف به مترا فى أرض بلده. على الأقل إذا لم يفز.. تذكرناه بالرجل القوى الذى يثق فى نفسه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر المهدي
أفعال لا أقوال
عدد الردود 0
بواسطة:
شذى الورد
نريد رئيساً