كارنيجى: الإعلام فرض شروطه على الثورات العربية لحين قيام ثورته الخاصة

الأحد، 13 مايو 2012 04:23 م
كارنيجى: الإعلام فرض شروطه على الثورات العربية لحين قيام ثورته الخاصة الثورة المصرية
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الكاتبة والصحفية بيسان الشيخ، إن الثورات الإعلامية فرضت شروطها على الإعلام إلى أن يحين موعد ثورته الخاصة، وأوضحت الكاتبة فى مقال لها بنشرة صدى، الصادرة عن مركز كارنيجى أن المانشيت الذى خرجت به صحيفة الأهرام يوم 12 فبراير 2011، أى اليوم التالى لإعلان تنحى مبارك، والذى جاء بعنوان "الشعب أسقط النظام" حمل شىء من الرمزية التى توحى برضوخ وسيلة الإعلام الرسمية الأكثر انتشارا بين المصريين لرغبة الشعب وقراره، بل وتبنيها لهذه الرغبة وهذا القرار.

واعتبرت الكاتبة أن جرأة الأهرام فى رفع المانشيت فوق "اللوجو" الخاصة بها أو كلمة الأهرام، أقرب ما تكون إلى اللحظة الثورية عن أن تكون انقلابا فعليا على الموروث المهنى القديم. لكن المفاجآت التى شهدها الإعلام المصرى والاستقالات الجماعية والإقالات وكشف فلول الإعلاميين الذين لفقوا مقابلات لم يجروها أصلا، قد فتح بابا لم يعد من الممكن غلقه مهما طال أمده.

وتطرقت الشيخ للحديث عن الإعلام فى سوريا ومدى تأثير الثورة عليه، وقالت إنه فى ظل غياب قدرة الصحفيين المهنيين على مواكبة الأحداث، أصبح من المستحيل تغطية الأخبار دون الاعتماد على ما تسميه الكاتبة "عيال" الفيس بوك ويوتيوب. وفى ظل التهديدات المستمرة لمصدر أى معلومة عن سوريا، أصبح المراسلون أنفسهم وأكثر من أى وقت مضى رهائن النظام يحاسبهم على ما تنشره مؤسساتهم الإعلامية حتى لو لم يحمل توقيعاتهم أو يصدر عنهم مباشرة.

وفى ظل ما تشهده الثورة السورية من تحولات، فإن الإعلام يلهث خلفها محاولا اللحاق بها قدر المستطاع، وأصبحت الوسائل الإعلامية قادرة على غربلة مصادر المعلومات وبناء روابط الثقة مع النشطاء على الإنترنت، فأصبحوا أشبه بمراسلين معتمدين لديها.

وتابعت الكاتبة قائلة إنه لاشك فى أن الثورات العربية قد فرضت شروطها على وسائل الإعلام التقليدية وأجبرتها على تغيير نهجها. فليس مثال "الأهرام" سوى مؤشر على الرغبة باللحاق بنبض الشارع. ولاشك أيضاً أن باب التغيير فُتِح فى المؤسسات الإعلامية لجهة التعامل مع الأخبار ومصادرها، لكنه لايزال يغلق بين الحين والآخر.

فصناع القرار فى الصحف والقنوات الإخبارية سواء فى القطاع الرسمى أو الخاص ليسوا هم جيل الصحفيين المتتبعين للفيس بوك ويوتيوب وتويتر، بل ينتمون إلى حقبة إعلامية تختلف جذرياً عن الحقبة التى ينتمى إليها عناصر فريق عملهم. وفى الوقت الذى ينكب فيه الأخيرون على معاينة مواقع التواصل الاجتماعى قبل مواقع الوكالات الرسمية، لايزال مدراؤهم مترددين ومشككين فى تلك الوسائط. ولعل من فضائل الثورات على المؤسسات الإعلامية السماح لموظفيها بفتح فيسبوك ويوتيوب خلال أوثات العمل وهو ما كان ممنوعاً قبل ثورة تونس، لاعتقاد راسخ أن تلك المواقع هى ملهاة ومضيعة للوقت.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة