سلطت وكالة "رويترز" الإخبارية الضوء على إرث مبارك الملوث قبل انتخاب رئيس جديد للبلاد. وتحدثت الوكالة عن القصر الرئاسى فى مصر الجديدة الخالى منذ 15 شهرًا بعد قيام الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق، وقالت إن الشرطة العسكرية تحرس أبواب القصر الذى تم بناؤه عام 1910 كفندق فاخر مكون من 400 غرفة، وأصبح شاغرًا بعد سقوط مبارك.
وتابعت رويترز قائلة: إن المصريين لم يقتحموا القصر الرئاسى أو ينهبوه مثلما فعل التونسيون والليبيون بعد سقوط كلٍّ من زين العابدين بن على ومعمر القذافى العام الماضى. ويشعر سكان حى مصر الجديدة بالسعادة بانتهاء إغلاق الطرق الذى كان يعطل المرور لساعات فى كل مرة يذهب فيها مبارك إلى أى مكان، لكن البعض لا يزالون يجدون صعوبة فى تصور حدوث تغييرات، مثل سارة حسين التى تقول إنه مثل كل شىء لا يزال القصر غير خالٍ من المباركِيِّين، فالقصر والدولة ليسا للشعب، والنظام لا يزال فى السلطة.
وتحدثت الوكالة الإخبارية عن الأوضاع الحالية فى البلاد التى تشرف على انتخابات رئاسية بعد أيام قليلة، وقالت إنه لا يوجد الكثير من الوضوح فى مصر، فتوقفت عملية كتابة الدستور، ولا أحد يعرف كيف ستقسم الصلاحيات بين الرئيس والبرلمان، والجيش من جانبه قلق من الإسلاميين وغيور على سلطته الخاصة، وربما يتنحى عن الإدارة اليومية للبلاد، لكنه سيسعى على الأرجح إلى دور سياسى لم يحدد بعد، حيث يرى نفسه شريكًا فى حماية الثورة. وقد أطاح المجلس العسكرى بمبارك لحماية النظام وليس لتدعيم التغيير الثورى، كما تقول الوكالة، ولذلك لم يصل الإصلاح بعد إلى الأعمدة الأساسية للنظام، الجيش والقضاء والشرطة والأمن والمخابرات.
ونقلت رويترز عن روبرت سبرنجبورج، الأستاذ بكلية البحرية العليا فى كاليفورنيا، والمتخصص فى شئون الجيش المصرى، قوله: إنه لم يحدث تغيير للنظام فى مصر، ولكن حدث تغيير داخل النظام، فى ظل انتشار احتجاجات الشوارع.
وتمضى رويترز فى القول: إن مبارك ربما يكون قد ذهب، لكن إرثه لا يزال باقيًا. وأشارت إلى أن البعض يقارنه بسابقيه، الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر، فيقول أيمن نور: إن السادات كان فريدًا فى ذكائه، وعبدالناصر فى كاريزمته، لكن مبارك كان نصف موهوب فى كل شىء، ولم يكن لديه مؤهل استثنائى. وأضاف نور لرويترز: إن مبارك كان من الطغاة التقليديين فى النظم نصف الديمقراطية، فكان طاغية تحت مظلة القانون. لكن رويترز ترى أن هذا لم ينطبق على صداقة مبارك مع الغرب الذى قدره لمحافظته على معاهدة السلام مع إسرائيل التى لم تحظ بشعبية.
من ناحية أخرى يقول ستيفين كوك، خبير شئون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: إنه بدون مبارك سيكون أصعب على الولايات المتحدة أن تفعل الأشياء التى كانت تفعلها فى الماضى.
وتشير الوكالة إلى أن مبارك يمضى أيامه الآن بالمركز الطبى العالمى بين الجلوس فى إحدى الصالات أو المشى فى الحديقة ومشاهدة التليفزيون ورؤية أقاربه، حسبما أفاد مصدر بالمستشفى، والذى قدم لمحة نادرة وغير مصرح بها عن نشاط الرئيس السابق.
وترى رويترز أن هذه المعلومات تشير إلى أنه بصحة أفضل من الصورة التى التقطت له أثناء محاكمته عندما ظهر راقدًا على سرير يرتدى نظارة داكنة ويشارك قليلاً فى الإجراءات.
وتطرقت الوكالة للحديث عن الأزمة الاقتصادية، وقالت إنه فى عهد مبارك تحسنت المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن النمو ظل متراجعًا عن دول أخرى كتركيا وكوريا الجنوبية، على الرغم من الطفرة التى شهدها فى السنوات السبع الأخيرة. ويقول سبرنجبورج: إن الاقتصاد الآن فى حالة رهيبة، ولا يبدو أن رحيل مبارك قد قاد مصر إلى عهد ذهبى، ولذلك فإن كثيرًا من المصريين يشتاقون إلى الأيام الخوالى.
لكن كوك يرى أن المشكلة تكمن فى أن معظم الناس لم تستفيدوا من النمو الاقتصادى، ومن أجل الحفاظ على السيطرة السياسية استخدم مبارك العنف والإكراه.
رويترز: إرث مبارك الملوث يلقى بظلاله على الانتخابات.. مصدر طبى للوكالة: الرئيس السابق يمضى وقته بالمركز الطبى الحالى بين المشى فى الحديقة ومشاهدة التليفزيون ورؤية أقاربه
الأحد، 13 مايو 2012 01:50 م
الرئيس السابق حسنى مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
zaza
الفرعون
عدد الردود 0
بواسطة:
الحماضي
فرعون مصرالحاضر