وأكد أبو زيد، خلال اللقاء الذى تم تنظيمه بمناسبة مرور 48 عاما على تهجير أهالى قرى النوبة من أمام السد العالى والذى نظمه عدد من النشطاء النوبيين مساء اليوم السبت بنقابة الصحفين، تحت عنوان "مؤتمر النوبة بين التهجير وإعادة التعمير وجهود شباب ادندان فى إعادة التعمير"، أن النوبة هى الجسر المصرى للجنوب والمدخل الثقافى لدول حوض النيل، وأن حل المشكلة النوبية يحتاج لتضافر الجهود.
وأوضح أبو زيد، أن التهجير لم يكن هو المشكلة إنما سياسات التهجير لـ17 ألف أسرة وتغيير الطبيعة التى كانوا يعيشون فيها من على ضفاف النيل إلى صحراء كوم امبو، مؤكدا أن وضع النوبة يحتاج نظرة جديدة من الدولة ومن الرئيس القادم.
وتابع: أن مطالب أهالى النوبة ليست فئوية إنما مستحقة لمجتمع عانى من إهدار حقوق المواطنة، ولم تنظر لهم الحكومات السابقة بعين الاعتبار وتعدت لإزالة المجتمع النوبى وحضارته، فيجب إعادة نصر النوبة منفصلة عن كوم امبو، ليكون لها تمثيل مستقل بالبرلمان.
ومن جانبه، قال زهران محمد جبر، أستاذ النقد والأدب بجامعة الأزهر: كنا نعيش على مساحة طولها 350 كيلومترا فى النوبة على ضفتى النيل شرقا وغربا وكانت علاقتنا وطيدة مع بعضنا، وكنا نلتقى معا فى سفرنا لنتعارف، قرية ادندان وطبيعة النوبة كانت تمثل لنا الجنة وكنا نعيش فى غاية الأمان خسرنا جيلين عندما تم تهجيرنا ومات منا كل المسنين لأننا ذهبنا إلى مكان بدا وكأنه لم يعمر منذ طوفان سيدنا نوح.
وأضاف زهران: النوبة أصبحت تراثا ويجب أن نجتهد حتى تعود واقعا معاشا، ولا شك أن الذى وقع على أهالى النوبة هو تهجير رغما عنهم وكان تهجيرا فيه قسوة، عمروا بنا الصحراء ولكننا فقدنا كثيرا من عادتنا وقيمنا والتى لن تعود إلا بعودتنا لمنطقتنا.
وطالب النوبيون بضرورة إلغاء جميع قرارات التخصيص التى صدرت للوزراء السابقين، ورجال الأعمال والمستثمرين بالمخالفة للقوانين على أرض بحيرة ناصر خلف السد، وإعادة حصر منازل وأراضى النوبة فى ظل القانون رقم 1 لسنة 1990 بشأن ملكية العقارات والذى ألغى كافة القوانين المنظمة لأعمال نزع الملكية، وإعادة النظر فى التعويضات التى تم صرفها عن التهجير.
وقال الدكتور مصطفى عبد القادر، مستشار التراث النوبى ومن أبناء حمدان بالنوبة: إن عبد الناصر قال إنه سيجمع النوبة على خير كبير لبناء مجتمع فى عملية تهجير منظمة مريحة، وما تم كان عكس ذلك وكل فرد انتقل بجهوده الذاتية، وحتى الآن الدولة لم تعطنا حتى حقنا فى السكن ورئيس الوزراء، قال أثناء التهجير إن الدولة ستعطى أهل النوبة حقهم، ويزيد فى حين يوجد الآن أكثر من 5200 أسرة لم تحصل على منازلها ونحن نريد حقنا فقط.
وأشار عبد القادر إلى أن حكومة السودان تصرف مع أبنائه أفضل مما حدث مع النوبيين بكثير فى هذه الفترة، وفى عهد السادات انتقل جزء من أهالى النوبة من المنطقة التى هُجروا إليها لمكان آخر اعتقدوا أنه أكثر صلاحية "منطقة الشرق" ولاقوا تعاونا إلا أنه بوفاة السادات انتهت الفكرة بجانب وقوف العوامل الطبيعية أمامهم.
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، من رابطة شباب ادندان للتعمير فى منطقة الشرق "النوبة القديمة"، نحن نريد بناء مجتمع جديد على ارض الآباء والأجداد، وتجربتنا فى قرية ادندان هى البداية لعودتنا لـ44 القرية الأصلية، والتنمية عندنا صعبة ويفصلنا عن الطريق بحيرة ناصر الذى عرضها 10 كم، وبيننا وبين أقرب سوق فى محافظة أسوان 350 كم، والنوبيون تحملوا ولا شك أن مصر هى أم الدنيا والنوبة هى أم مصر.
ومن جانبه، قال الشيخ أحمد إسحاق، أحد أبناء قرية ادندان النوبة، إنه تلقى اتصالا من أحد النوبيين الموجودين بأمريكا يعرض 4 ملايين دولار لإحياء التراث النوبى وإن الوزيرة فايزة أبو النجا اتصلت بهم وأبدت استعدادها إلى أن وصل إلى المحافظ، والذى رحب وأبدى استعدادا، وبعد أسبوع ألغت فايزة أبو النجا المشروع، لنتاكد أن هناك أمورا تحاك ضدنا داخل النوبة.
وشدد إسحاق على ضرورة أن يؤكد الدستور على حق المواطنة، ويكون أهل النوبة متساوون مع الجميع.
وتساءل إسحاق: لماذا نعامل كذلك ونحن تم استخدام لغتنا كشفرة فى الحرب وحاولت إسرائيل أن تجند أى نوبى على مدار عشر سنوات لفك هذه الشفرة ولم تجد أحدا يقبل بالخيانة؟!، مضيفا أن هناك 5 آلاف فدان كانت صالحة للزراعة، تم تدمير الطرق المؤدية إليهم ومواسير المياه التى تغذيهم على مدار 15 سنة فى عهد النظام البائد، قائلا: "اصحوا وأفيقوا فإننا لن نسكت بعد الآن".
وفى سياق متصل، أكد الدكتور عمر صابر عبد الجليل عضو مجلس الشعب، أن عودة النوبيين لمكانهم هى عودة مصر لأهلها مرة أخرى، وأن النوبيين كما ساهموا سابقا سيسهمون فى إعادة بناء مصر إن عادوا إلى أرضهم.
وأشار إلى أنه يسعى لإنشاء هيئة لتنمية النوبة ومنطقة جنوب السد كى يتم التوطين، ويعود النوبيون إلى البحيرة لأن عودتهم أمان وتنمية لمصر، موضحا أنهم اجتمعوا مع حكومة شرف السابقة وأنه خلال الأيام القليلة القادمة سينعقد اجتماع لمجلس الوزراء لوضع أحلام النوبيين موضع التنفيذ.
ومن جانبه قال منير بشير، رئيس جمعية المحامين النوبيين، إنهم أقاموا العديد من القضايا، وإن جهاز الكسب غير المشروع يحقق فى إهدار المال العام فى إعادة تسكين أهالى النوبة بدون إعطائهم حقوقهم مع عدم الالتزام بأى محاور قانونية.
وتم تقديم رؤية للنوبة الجديدة التى تمتد لحدود البحر الأحمر عبر عملية تنموية أعدها أحد الباحثين، كما شهد المؤتمر بعض الأغنيات من الفلكلور النوبى بالإضافة إلى معرض للمنتجات النوبية على هامشه.







