باحث بمعهد واشنطن: خلاف الإسلاميين منافسة ثيوقراطية وليس ديمقراطية

الأحد، 13 مايو 2012 10:20 ص
باحث بمعهد واشنطن: خلاف الإسلاميين منافسة ثيوقراطية وليس ديمقراطية مجلس الشعب
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث ديفيد شنيكر الباحث بمعهد واشنطن فى مقاله عن عدد من الاتجاهات والقضايا الرئيسية التى من شأنها أن تشكل المشهد السياسى فى مصر خلال الأشهر والسنوات المقبلة، على رأسها صعود التيار الإسلامى متمثلا فى الإخوان المسلمين والسلفيين.

وأشار الباحث فى مقاله المنشور بدورية ميدل إيست إنسيد، أن الإخوان بعيدين كل البعد عن الإعتدال، رغم وصف بعض المراقبين لهم بالمعتدلين. وينقل تصريح سابق للمرشد العام للجماعة محمد بديع فى 29 ديسمبر 2011 أن الحكومة الإسلامية قد تؤدى إلى خلافة الراشدين التى من شأنها أن توجه العالم.

وقال الباحث إن انتشار الحجاب فى مصر دليل قوى على تزايد التشدد الدينى، مشيرا إلى أنه خلال التسعينيات كانت تقدر نسبة المحجبات بـ 10- 15%، إلا أن النسبة تقترب حاليا من 80%. ويوضح أنه حينما سأل محمد حبيب، نائب المرشد السابق، حول هذه الظاهرة خلال لقاء لهم عام 2009 رد قائلا: "نحن نفوز، الناس معنا بنسبة 100%".

وأشار شنيكر إلى أن الخلافات الأساسية بين السلفيين والإخوان تكمن فى مدى سرعة أو تشديد تنفيذ أحكام الشريعة، مؤكدا أن التطور الذى تشده مصر حاليا ليس بالضرورة ديمقراطية وإنما منافسة ثيوقراطية.

وأشار الباحث أنه بالرغم من سعى مصر للحصول على المساعدات المالية من واشنطن، فإن الإسلاميين والحكومة المعينة من قبل المجلس العسكرى تتخذ مواقف استفزازية فى مواجهة واشنطن وإسرائيل، من شأنها أن تؤثر على العلاقات الثنائية. واعتبر أزمة المنظمات الأمريكية غير الحكومية العاملة فى مصر مفتعلة، مضيفا أنه قد يتم الاستمرار فى توليد الأزمات عمدا، لإثبات علاقة قوة مع واشنطن وفى نفس الوقت ضمان استمرار المساعدات المالية.

وأوضح أنه لتجنب تكرار هذه المواقف أو عدم التصعيد، ستلتزم كلا من الولايات المتحدة والمجتمع الدولى بمزيد من الدفع. واعتبر الباحث أن هذه السياسات الشعبوية تجد لها مكان فى مصر، كما أنها توفر كبش فداء.

وأشار إلى اتفاقية السلام مع إسرائيل كأحد القضايا التى تشكل المشهد فى مصر، ورغم زخم الجدل الذى أثير بشأنها منذ اندلاع الثورة وتسابق الإسلاميين على الحديث بشأن إلغاءها إلا أن شنيكر أكد أن الإخوان يعون جيدا أن الاستقرار يمثل مفتاح إعادة البناء لذا فإن الاتفاقية فى أمان على المدى القريب بسبب الوضع الاقتصادى السيئ للبلاد.

كذلك يعد خروج المجلس العسكرى من السلطة أحد هذه القضايا الرئيسية، ويرى الباحث أنه سواء كان هناك صفقة بين جنرالات المجلس والإخوان فإنها بالتأكيد غير سارية. وأشار أن كلاهما يرغب فى تطبيق النموذج التركى بما يخدم مصالحه لذا فإن الصراع بين الطرفين أمر لا مفر منه.

وحول علاقة المجلس العسكرى بواشنطن قال شنيكر فى مقاله البحثى أنه فى الواقع لا تملك الولايات المتحدة سوى قليل من التأثير على العسكرى فى مصر. هذا بالإضافة إلى أن الثقة فى المجلس لم تكن فى محلها فلقد أثبت جنرالاته عجز بالغ فى إدارة المرحلة الانتقالية، وكذلك فى أزمة المنظمات غير الحكومية، علاوة على عدم إعادة الأمن فى البلاد كما كان عليه.

وتبقى قضية انعدام الأمن على رأس القضايا التى تواجه مصر حاليا، كما يمثل انتشار الإرهابيين والجماعات المسلحة فى سيناء تحديا كبيرا لمصر بعد الثورة، ويقول الباحث أن هناك دلائل على أن هؤلاء الجهاديين يحققون تقدما فى المنطقة.

ويختم شنيكر حديثه بالوضع الاقتصادى المتدهور مشيرا إلى أن البلاد على حافة أزمة اقتصادية حقيقة. وأضاف أن تحسين الوضع الإقتصادى قد يكون الأولوية الرئيسية لحزب الحرية والعدالة فى الأشهر والسنوات المقبلة. ويرى أنه للمصلحة البراجماتية، فإن هذه الأولوية القصوى قد تتطلب تقييد بعض من تجاوزات الإسلاميين وخاصة ما يتعلق بالتطبيق الكامل للشريعة فى المدى القريب.

ويشير إلى أنه من غير الواضح أن حتى جماعة الإخوان الأقل فسادا واختصاصا اقتصاديا، ستكون قادرة على التخفيف من الصعوبات الاقتصادية التى تواجه البلاد من فترة طويلة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة