نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية تقريرًا رصدت فيه كيف تعلمت الأنظمة الاستبدادية فى جميع أنحاء العالم من الربيع العربى، وأن أفضل طريقة للقضاء على ثورة فى مهدها هو استغلال الوسائل التكنولوجية الجديدة.
وتحدث كاتب التقرير، نيك كوهين، عن منتدى أوسلو للحرية الذى عقد فى النرويج ووصفه بأنه أشبه بمنتدى دافوس للثوار، حيث التقى فيه النشطاء الذين أطاحوا بالأنظمة المستبدة مع نشطاء آخرين يريدون أن يحققوا ذلك، ورأى الكاتب أن الجميع كانوا يتحدثون لغة واحدة، حتى لو كان هناك حاجة إلى المترجمين، فتحدثت الناشطة النسائية المصرية منى الطحاوى عن تجربتها، وقالت إنها عندما تعرضت للضرب والتحرش الجنسى على أيدى ضباط وزير داخلية مبارك عرفت أن أول مهمة لها هى إخراج هاتفها المحمول كى تبعث عبر تويتر رسالة تقول فيها لمن يتبعونها وعددهم 133 ألفًا إنها فى حاجة إلى المساعدة، وهو ما حدث.
وتتابع "الأوبزرفر": إن المستمعين فى المنتدى لم يندهشوا من هذا الأمر، فأصبحت قدرة الإنترنت على حشد التأييد مسألة مؤكدة، وهو أمر كان من غير الممكن تصديقه قبل خمس سنوات، واتفق المجتمعون فى هذا المنتدى على الوسائل التى يجب استخدامها من أجل الإطاحة بالحكومات المستبدة عن طريق العصيان المدنى السلمى، ولديهم برنامج مشترك وهو الديمقراطية العلمانية، وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان، ويتفقون أيضًا على الاتجاه غربًا بحثًا عن المساندة، ليس بالضرورة من الحكومات الغربية، ولكن من حركات حقوق الإنسان الغربية، ومؤسسة جورج سورس، ونشطاء الجمعيات الخيرية والصحفيين الأكاديميين المهتمين بالأمر.
غير أن الصحيفة تستدرك قائلة: "إن التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية أدت إلى زيادة قدرة الحكام الطغاة على الهيمنة، فتعلم هؤلاء الحكام دروس الربيع العربى جيدًا، واستغلوا قدرات التكنولوجيا الجديدة من أجل ضمان ألا يستطيع نشطاء الإنترنت أن يفاجئوهم أبدًا مرة ثانية.. والشركات الغربية حريصة على الإذعان لهم، فقد أظهر فيلم وثائقى بث مؤخرًا على التليفزيون السويدى وجود معايير مزدوجة فى واحدة من كبريات شركات الاتصال فى السويد، فبينما يتحدث مديروها التنفيذيون عن التزامهم بالديمقراطية واحترام خصوصية عملائهم، يقدمون للأجهزة الأمنية فى أذربيجان وبيلاروسيا وأوزبكستان دخولاً غير مقيد إلى نظام الهواتف لم تكن لتحلم به الأجيال السابقة من رجال الشرطة السريين".
وتسرد الصحيفة دليلاً آخر على كيفية استغلال الحكام المستبدين للتكنولوجيا فى تعقب النشطاء، وتنقل عن أحد الناشطين فى روسيا البيضاء، ويدعى فرانك فياكوركا، قوله إنه بعد هروبه من سلطات بلاده التى تطارده واختبائه مع أصدقائه فى أحد المخابئ تحت الأرض، لمدة 10 أيام، وقع فى خطأ عندما قام بإعلام المخابرات الروسية الكى جى بى بمكان وجوده عبر هاتفه المحمول، وبعدما تم إلقاء القبض عليه أظهر له المحقق كل نصوص الرسائل الموجودة على هاتفه لذويه ولأصدقائه وحلفائه السياسيين.
الأوبزرفر: المستبدون تعلموا الدرس واستغلوا التكنولوجيا لتعقب معارضيهم
الأحد، 13 مايو 2012 12:36 م