خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ماذا نتعلم من منى الشاذلى ويسرى فودة؟

السبت، 12 مايو 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المناظرة بين السيد عمرو موسى، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح تاريخية بكل معنى الكلمة، ليس فقط لأنها الأولى فى مصر والشرق الأوسط بين مرشحين اثنين يطمح كلاهما للفوز بمنصب الرئاسة، وليس لأنها المرة الأولى التى يحبس فيها المصريون أنفاسهم لمتابعة هذا الاشتباك الساخن بين قطبين سياسيين بارزين على الهواء مباشرة، ولكن لأنها المرة الأولى أيضا التى نشهد فيها اثنين من كبار الإعلاميين المصريين يلتزمان هذه الصرامة القاسية فى التوازن بين الضيوف، وهذه الجدية الفائقة فى طرح الأسئلة بموضوعية فائقة، وبقدرة هائلة على كتمان آرائهما الشخصية، وبتفوق لافت للانتباه على غريزة سيطرة المحاور على ضيوفه.

ولذلك أعتبر أن منى ويسرى قدما هما أيضا نموذجا تاريخيا فى التقديم التليفزيونى، يمكن أن يتحول إلى علامة فاصلة فى تاريخ برامج التوك شو فى مصر، ويسمح بأن نبدأ نقلة نوعية جديدة فى التوازن، والبعد عن الصراخ المبالغ فيه، أو الانحياز السافر لطرف على حساب طرف.

منى ويسرى طبّقا للمرة الأولى تاريخيا نموذجا لهذه الفضيلة الغائبة عن البرامج الحوارية فى مصر بشكل عام.

منى نبهت لهذا التحول فى مقدمة البرنامج، وأيدها يسرى بطلاقته اللغوية، وبراعته فى الأداء، وكأن كليهما يدعو جمهوره إلى تأمل هذه اللحظة التاريخية الجديدة، حينما يصبح المذيع طرفا محايدا بالكامل، لا دور له إلا فى الطرح المتزن للأسئلة، والإدارة الرشيدة للحوار. كلا المذيعين الكبيرين نجح فى الالتزام بهذا النهج، ليسجلا فى هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لهذا المنطق المتزن، وليؤكدا أن سخونة الحوار لا تستدعى من الإعلامى الذى يدير البرنامج أى نوع من التنطع، أو التزيد، أو الانحياز، أو المبارزة، أو تفضيل طرف على حساب الآخر، فالحوار كان ساخنا فى طبيعته، لأننا أمام رؤى متعارضة من الأساس، وهذه السخونة لم تنحرف إلى أى نوع من التطاول أو زرع الألغام، فالألغام محلها الأسئلة، وليس الطرق المستفزة فى طرح الأسئلة، وسخونة الحوار محلها مستوى التماس بين نوع الأسئلة، وقضايا الناس، وفى النهاية الجمهور المصرى هو الحكم الوحيد، وهو المرجع النهائى.

أظن من جانبى أن مصر ستدخل مرحلة جديدة بعد هذا الحوار، مرحلة يحتل فيها أدب الحوار مرتبة أولى فى العمل السياسى، ولا تخلو من التراشق الكبير، ولكن مع عدم التجريح، أو التجاوز الخارج عن الأخلاق. وأظن أيضا أن المرحلة الجديدة قد تشهد تحولا تاريخيا فى أداء مقدمى البرامج الحوارية فى مصر، على نفس النهج الذى التزمته منى والتزمه يسرى، نهج تعلو فيه قيمة الحقيقة، ويحكمه الرأى والرأى الآخر، وينتهى فيه عصر الانحياز المبالغ فيه إلى طرف على حساب طرف، وعصر تورط المذيعين فى أن يكونوا هم بأنفسهم طرفا فى الصراع السياسى، أو أن يتحول المذيعون أنفسهم إلى نشطاء، والنشطاء إلى مذيعين، إلى آخر هذه المهزلة التى عشناها قبل وبعد الثورة.

منى ويسرى، أنا أشكركما من كل قلبى، وأؤكد لكما أنكما صرتما أيقونتين لهذا التحول التاريخى على المستوى الإعلامى، وأشكر الله أن كليكما انحاز لما تعلمه وعلمه من قيم هذه المهنة العظيمة، واحترام الرأى والرأى الآخر، وأثق فى أنكما لن تترددا فى استكمال هذا التحول التاريخى إعلاميا الآن، وإلى الأبد.

مصر تحتاج إلى هذه النزاهة، وذلك الرشد.
مصر تحتاج لنهاية عصر الشتائم والبطولات الفضائية.
مصر تحتاج إلى لغة حوار بهذا الرقى.
تبقى مصر من وراء القصد..











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أ : سعيد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

sobhy

أنا عارف واثق ان اليوم السابع لا ينشر تعليقا زى كل مره

عدد الردود 0

بواسطة:

مها

انحياز القنوات الفضائيه لطرف دون الاخر

عدد الردود 0

بواسطة:

انشر

معك حق في جودة الأداء لكن نوعية الأسئلة لم تكن كما ينبغي

عدد الردود 0

بواسطة:

azharitv

حلمنا

نحلم بإعلام عادل صادق محايد

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

لا تتفاءل كثيراً أستاذ خالد .. فلن تلبث ريما أن تعود لعادتها القديمة

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Samy Mohamed

عقبال لمَّا نشكرك

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed saad

اول بشاير الثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الوهاب

ارجو ان تتعلم منهم

عدد الردود 0

بواسطة:

ibrahim

وأنت أيضا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة