يستخدم مصطلح "الإدمان" فى العديد من السياقات ليصف الاعتياد النفسى اللا إرادى أوالمفرط، مثل الاعتياد على المخدرات والكحول، وألعاب الفيديو، والجريمة، والمال، والعمل، والإفراط فى تناول الطعام، والقمار، والحاسوب، والنيكوتين، والمواد الإباحية، وغير ذلك.
ويؤكد الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة، أن الإدمان يعرّف فى المصطلحات الطبية، بأنه اضطراب عصبى بيولوجى مزمن يؤثر على كل من الناحية النفسية والاجتماعية، والبيئية. وهو ينتج إما باستخدام مادة ما باستمرار على الرغم من آثارها السلبية، وعدم القدرة على الامتناع عن تناولها (سلوك لا إرادى)، أو استخدام المخدرات لأغراض غير علاجية (أى الحنين للمخدرات).
ويقول إن الإدمان طبيا يستلزم وجود التحمل، والاعتماد الجسدى والتحمل هو مفهوم طبى وهو الحاجة لزيادة جرعة الدواء باستمرار من أجل الحفاظ على الآثار المرجوة، على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من الآلام الشديدة المزمنة ويتناولون أدوية تحتوى على الأفيون (مثل المورفين والترمادول) يحتاجون إلى زيادة الجرعة باستمرار من أجل الحفاظ على التأثير المهدئ للألم، كذلك الاعتماد الجسدى على الدواء فإن الدواء له خصائص طبية إذا ما توقف العقار فجأة، فلابد أن يشعر الفرد بأعراض الانسحاب للأسف وهناك العديد والعديد من الأنواع الأخرى المنتشرة بين أيدى الشباب والنتيجة هى الدمار، الانهيار والإدمان، ونتيجة لانتشار هذه الأنواع بين الشباب تعطى أسماء شهرة "أسماء الشارع" وهى أسماء تتداول بينهم دون أن يعرفها الآخرون وبذلك يسهل التواصل بينهم دون أن يفهمهم أحد، ومنها "الصراصير" الباركينول وهى عبارة عن أقراص تستخدم أساسا لعلاج الشلل الرعاش ولكن فى الجرعات العالية تؤدى إلى هلاوس بصرية أى أن المدمن يرى أشياء صغيرة الحجم تمشى على الحائط مثل الصراصير طبعا مع اختلال بالوعى.
أما أبوصليبة (راهيبنول أوريفوتريل) وكلاهما من الأدوية المهدئة والمنومات وعلاج الصرع التى تذهب العقل وتؤدى إلى الوهم بالسعادة المؤقت نتيجة لهروبه من مواجهة الواقع والظروف ومع الاستخدام لفترة طويلة يحدث التعود عليها. وهناك اسم آخر للريفوتريل (أبوزمبة) وذلك لوجود نقطتين بجوار الرقم 2 المكتوب على قرص الريفوتريل. أما الفراولة (الكبتاجون أو الأمفيتامينات) ولأنها ملونة باللون الأحمر وطعمها مثل الفراولة، تم إطلاق هذا الاسم، وأن هذا النوع من المخدرات صنع خصيصا لاستهداف الجنس الناعم وأن مروجى الفراولة يقومون بترويج إشاعات بأن تناول هذا النوع يعد من مراسم الاحتفال بعيد الحب "الفلانتين" وأنه منشط لمشاعر الحب وينتشر بين أوساط طلاب المدارس وخاصة الطالبات من قبل المروجين، مستغلين ظروف الطلاب واعتقادهم بكل ما يساعدهم فى مذاكرة واستيعاب أكبر قدر من الدروس. وهناك نوع آخر من الفراولة (التادول، كونترمال) وهما من الأدوية المسكنة مثل الترامادول وكلها من مشتقات المروفين مثل الهروين ولكن أقل تأثيرا وتستخدم أساسا لتسكين الألم مما قد يشعر مستخدميها بالنشاط وذلك لعدم الشعور بالإجهاد. وهناك أسماء أخرى للترامادول مثل التشكلس ( نوع لبان مشهور) لأن أقراصه مستطيلة ومقسومة اثنين بخط بالعرض شكل أقراص اللبان. والبيسا (هيروين غير نقى مخلوط بكمية حبوب هلوسة) ويستخدم بالتدخين أو بالحقن.
وبالرغم من أن علاج معظم أنواع المخدرات متوافر ويمكن تحقيقه بسهولة إلا أن هناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى الانتكاسة والتى تكون غالبا أصعب من الأول.
وترجع أسباب فشل العلاج إلى عدم علاج الأسباب التى أفرزت المدمن من الفراغ، المال الزائد بدون رقابة، التفكك السرى وبعد الأهل عن الأولاد وجود بعض من الاضطرابات النفسية دون علاج التى قد يجد فى المخدر المدمن العلاج والراحة مثل الاكتئاب، تدنى تقدير الذات والقلق والعداء اللفظى، والقلق من المواجهة مثل الخوف من الناس وضعف التفاعل الاجتماعى، جمود العلاقات المتبادلة. لذا فإن علاج الإدمان المعتمد فقط على عزل المريض وسحب مواد التخدير من جسمه والاكتفاء بإعطائه مسكنات ومهدئات بديلة دون استكمال العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى يعد وفقا لحالة وظروف كل مدمن ليساعده على الضبط الذاتى والبعد عن أسباب الإدمان والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه وإغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الظروف الصعبة. كما أن الشخص المدمن يحتاج إلى المعاملة بحرص شديد لأنه لا يأتى بنتيجة بالترهيب ولا بالنصائح ولا يقرأ ولا يشاهد النصائح المطبوعة أو المنشورة عبر وسائل الإعلام، ولكنه قد يستجيب مع من يتفهمه ويعامله باحترام ويقف بجواره بحب ويزرع معه معانى جديدة للحياة، ويبدأ العودة للعمل وممارسة الأنشطة والهوايات، والتعبير عن آرائه بدلا من الثقافات المثيرة السطحية التى تحض على الإدمان وممارسة الغرائز.