كشفت دراسة نمساوية حديثة أجراها باحثون من أحد المستشفيات الشهيرة بمدينة فيينا عن أن هرمون الأنسولين هو المتسبب فى زيادة الوزن عقب الإقلاع عن التدخين، وأشارت إلى أن حدوث تغييرات كبيرة فى التمثيل الغذائى للإنسان، وإفراز الهرمون هو المسئول الحقيقى عن تلك الزيادة.
وأذيعت هذه النتائج فى المؤتمر العالمى لأمراض الغدد الصماء بمشاركة الكونجرس الأوربى لأمراض الغدد، والذى عقد فى الثامن من شهر مايو الجارى بمدينة فلورنسا فى إيطاليا.
ويعد القلق والخوف من زيادة الوزن أحد أهم العوائق التى تقف فى وجه الأشخاص الذين يرغبون فى الإقلاع عن التدخين، حيث كان يعتقد أن هجر السيجارة ينتج عنه ارتفاع فى وزن الإنسان وإصابته بالسمنة.
وشملت الدراسة بعض المدخنين الأصحاء الذين يعتمدون على برامج للإقلاع عن هذه العادة السيئة، وقام الباحثون بإخضاعهم لاختبار تحمل الجلوكوز الفموى "OGTT"، خلال فترة تدخينهم وعقب ثلاثة وستة شهور من الإقلاع عن التدخين، وكما قاموا بحساب وتسجيل التكوين والجسدى الخاص بهم، بالإضافة إلى قياس معدل إفراز خلايا البيتا لهرمون الأنسولين خلال الصيام وعقب تناول الطعام، وكذلك مستوى الشهية وعدد آخر من الهرمونات.
وكشفت النتائج عن أن وزن الجسم زاد عقب مرور ثلاثة شهور من الإقلاع عن التدخين بمقدار 4%، وزادت كتلة الدهون بمقدار 22%، بينما زاد حجم الجسم بمقدار 5% عقب مرور ستة شهور، وزادت كتلة الدهون بمقدار 35%.
وأضاف الباحثون أن الأمر الملاحظ للغاية هو حدوث خلل فى التمثيل الغذائى الخاص بالإنسان، حيث قاومت خلايا الجسم الأنسولين، ولم يستطع الهرمون القيام بدوره المنوط به فى نقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم، وهو ما يجعلها عاجزة عن توفير احتياجاتها الغذائية، بما يتسبب فى شعور الإنسان بالمزيد من الجوع والحاجة للحصول على المزيد من الكربوهيدرات لتعويض النقص فى الجلوكوز، وهو ما يؤدى فى النهاية إلى زيادة الوزن.
وأكدت الدراسة فى الوقت نفسه أن هذا التأثير لا يدوم طويلاً حسبما جاء بالنتائج، حيث انخفض تأثيره للغاية عقب مرور ستة أشهر، على الرغم من أن الأشخاص استمرت أوزانهم فى الزيادة عقب انقضاء تلك المدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة