عندما يحصل الطالب على الثانوية ويتقدم إلى إحدى الكليات العسكرية ويخضع لشروط القبول بها يقدم أوراقه، ومنها فى الأساس شهادة الثانوية العامة، وكذلك فى الجامعات يتقدم عن طريق مكتب التنسيق، وهو الجهة الوحيدة الباقية التى مازال فيها مساواة ومنافسة شريفة، وأرجو ألاَّ يطاله الفساد، وعند التقدم لوظيفة عادية لابد من الخضوع لشروط هذه الوظيفة، والكشف الطبى قبل شغل هذه الوظيفة.
أكتب هذه المقدمة حزنًا على ما حدث عند التقدم لمنصب رئيس مصر، ولقد ذكر مُلك مصر وعظمته فى كل الكتب السماوية، فكيف لنا أن نرى إهانة هذا المنصب وسخرية بعض المتقدمين له ممن يحملون البانجو والحشيش والصغير والكبير؟! إن الشعوب كلها تنظر إلينا فى هذه الفترة، وإذا هانت علينا أنفسنا فسوف تهون على الشعوب الأخرى.
هذا منصب كبير لمصر العظيمة، ولذلك أرى إضافة الشروط الأخرى علاوة على الشروط الموجودة حاليًّا:
أولاً: أن يحصل المتقدم على مؤهل عالٍ مدنى أو عسكرى، وما فوق ذلك من دكتوراه وغيرها، أو يكون مفكرًا سياسيًّا أو يشغل منصبًا مهمًّا لم يفسد فيه، وكان مخلصًا للوطن أو كاتبًا أو مفكرًا أو عالمًا كبيرًا أو غيرها من المناصب المميزة فى الدولة، وأن يكون شخصية لها قبول من الشعب، فالشعب ذكى ويفهم كل شىء رغم الصمت.
ثانيًا: أن يجرى له عند الترشح اختبار طبى ونفسى، ونحن نرى أن الطيار يقوم باختبارات طبية ونفسية كل فترة، لأنه مسئول عن أرواح مائة أو مائتى شخص، بينما رئيس الجمهورية مسئول عن الشعب كله، وليس عيبًا أن تجرى هذه الاختبارات كل عام ويعلن للشعب أن الرئيس بصحة جيدة وبشفافية، فليس عيبًا أن يمرض الإنسان أو يتنحى بسبب مرض عضال، ولكن العيب هو إخفاء ذلك المرض، وأضرب مثالاً لذلك: لو أن ريجان كان رئيسًا لإحدى دول العالم الثالث لظل رئيسًا رغم إصابته بالزهايمر، ولن يعرف الشعب ذلك.
ثالثًا: أن يقدم إقرار ذمة مالية حقيقيًّا عند ترشحه وعند خروجه، وأقول ذمة، وأكررها، وأن يوقع على أنه يخضع للرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات، ويجب أن تكون هذه جهات مستقلة بعيدة عن رئاسة الجمهورية.
رابعًا: أن يعلن من هم نوابه، ومن هم مستشاروه، وما هو برنامجه، ويدون ذلك فى بطاقة الترشح لكى يلتزم به، وأرجو ألاَّ يكون ذلك حلمًا.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة