هذا هو الرئيس الذى نختاره اليوم

اليوم الثلاثاء 1 مايو 2012. تجتمع فى الواحدة بعد الظهر بمقر حزب «غد الثورة» الهيئة العليا الموسعة للحزب وكافة تشكيلات الحزب القيادية، للتصويت بعد مناقشة لمدة ثلاث ساعات على اختيار المرشح الذى سيدعمه الحزب فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية القادمة.

اجتماع اليوم هو الحلقة قبل الأخيرة من سلسلة اجتماعات تمت مع عدد من المرشحين تجاوز 18 مرشحا محتملا، كان أبرزهم: كاتب هذه السطور، وعمرو موسى، وحمدين صباحى، وخالد على، وبثينة كامل، والدكتور مدحت خفاجى، والدكتور محمد محيى الدين، والمستشار كمال خليفة، واللواء كمال قنديل، والمستشار وائل إسماعيل، وسعد زغلول، وصادق رضوان، ومحمد عبدالرحمن، ومحمد وائل وآخرين ممن عرضوا برامجهم ومواقفهم فى اجتماعات منفصلة استمرت منذ فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية.

جلسة اليوم سنستعرض فيها ما تبقى من هؤلاء فى السباق، وفرصه، وكذلك مدى توافقه مع برنامج الحزب ومواقفه، وأفكاره، لانتخاب واحد من بين هؤلاء مرشحا فى الجولة الأولى ولتكون الحلقة الأخيرة هى اختيار مرشحنا فى مرحلة الإعادة، الذى نتمنى أن يكون هو من ستختاره الهيئة العليا لغد الثورة مرشحا لها فى الجولة الأولى..

الأسماء التسعة التى ستعرض للتصويت الإليكترونى اليوم هى خالد على، حمدين صباحى، أبو العز الحريرى، هشام البسطويسى، عمرو موسى، محمد سليم العوا، عبدالمنعم أبوالفتوح، السفير عبدالله الأشعل.

وقبل ساعات من الاجتماع تلقيت مئات الرسائل والاتصالات تسأل ماذا يريد الغد من الرئيس الجديد وكانت إجابتى نريد ما يريده الشعب المصرى من الرئيس الجديد.

الشعب يريد رئيساً يقوده من اليأس إلى الأمل، من العدم إلى الحياة!!

رئيساً يرفع الشعب ولا يرتفع على رأسه، يتقدم ولا يهاب إلا الله، يتكلم ولا يخاف، يزأر فى الغافلين، ويصرخ فى وجه اللاهين عن مستقبل هذا الوطن.

الشعب يريد رئيساً يمتلئ صدره بالإيمان لا بالنياشين، يحاول أن يرفع دخل الفرد، ويوفر له 3 وجبات بشرف، رئيساً يفهم أن الرئاسة ليست مغنماً، إلا للصوص، وأن مصر ليست شركة تحقق أرباحاً للمديرين!!

الشعب يريد رئيساً يبنى للفقراء والشباب بيوتاً، لا أن يبنى لنفسه قصوراً، رئيساً يشعر بالناس، ولا يتظاهر بهذا – فقط – على الشاشات وأمام الإعلام.

الشعب يريد رئيساً تعرف الرحمة طريقاً لقلبه، يؤمن بالتسامح، ويتسع قلبه لخصومه قبل أنصاره، ومعارضيه قبل مؤيديه، ومنافسيه قبل مسانديه.. رئيساً يعتبر كل المصريين أنسابه وأصدقاءه وأصهاره وأقاربه ومحاسيبه.

الشعب يريد رئيساً عاقلاً، لا يخوض ببلده المغامرات العنترية من أجل المجد أو الشهرة أو لذة الأضواء وإغواء الأيديولوجيات أو التشدد فى المعتقدات.

الشعب يريد رئيساً يحافظ على كرامة الوطن، ويدافع عن استقلال قراره، يفرض احترامه على الخصوم والأصدقاء بغير عناد أو مكابرة، فلا يكون الاتفاق معه سبباً لمغنم، ولا الاختلاف معه مغامرة.

الشعب يريد رئيساً يرى أن موقعه وظيفة بعقد مؤقت لا مؤبد، وأنه موظف كبير لا مبعوث من الرعاية السماوية أو زعيم تاريخى أو أمير للمؤمنين أو ظل لله فى الأرض أو أب أو أم.. فقط موظف مكلف بوظيفة كبيرة، لكنها «مؤقتة» لا تعرف الخلود ولا التوريث!!

الشعب يريد رئيساً ككل الرؤساء، يأتى بسهولة ويرحل بالمرونة والسهولة واليُسر نفسه، فلا يكون قدومه «نقمة» ولا رحيله معجزة المعجزات!!

الشعب يريد رئيساً فتيا يؤمن بالمستقبل، ويشع أملا فى واقع أفضل ووطن لا يرفع شعار كامل العدد أمام كل الأبواب والمواقع فى وجه شباب هذه الأمة.

رئيسا من الثورة وإن لم تتوحد الثورة فليس أقل من أن يكون الرئيس ليس من الثورة المضادة الشعب يريد رئيساً لم يترب فى حضن مدرسة الاستبداد ولم يلوث بالمشاركة فى خداع الشعب واغتيال حقوقه.

منذ آلاف السنين حدد قدماء المصريين ميثاقاً للحاكم ورد على لسان الإله «أوزوريس» فى كتاب الموتى قال فيه:

لم أظلم الفقراء
لم أستبد بالعمال
لم أهن أحداً
لم أقتل أحداً
لم أضر أحداً
لم أحرم الأطفال من اللبن
لم أحرم الجوعى من الطعام
لم أضطهد خصومى
لم أحاب أصدقائى
وبعد ألوف السنين نحتاج فى بلادنا رئيساً يقول ما قاله «أوزوريس».
هذا ما يريده الشعب!! وهذا هو اختيارى الذى تمنيت أن أحققه وإن عز هذا علىَّ، فهذه إرادة الله وحكمته.