فى الحقيقة إن زيارة الشيخ على جمعة، وبصفته مفتياً للديار المصرية للقدس، وهى تحت الاحتلال الإسرائيلى أجدها قد تثير سؤالاً، وهو هل يمكن أن تمثل هذه الزيارة مفاجأة؟ أم أن هذا لا يثير الدهشة بالمرة، إذا ما قورنت هذه الزيارة بموقف الشيخ على جمعة نفسه من أحداث الثورة، والتى فسرها على أنها فتنة قد تعصف بالبلاد، إذا ما استمر المصريون فى اعتصامهم، وعلى نقيض ذلك كان يرى أن مبارك هو الشرعية، ومن ثم فالخروج على الشرعية حرام، وفى ذلك الإطار ساق الشيخ بالدليل من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم ما يؤكد كلامه، فهل هذا كان موقفاً شخصياً أم أنه كان يتحدث من مقام مفتى الديار المصرية؟
من وجهة نظرى المتواضعة أجد أن الموقفين متشابهان تماماً، وببساطة لأنهما صدرا عن الشيخ عينه؛ فالشيخ عندما رأى أن مبارك هو أصل الشرعية، وأن ما من شىء حدث طوال حكمه "الرشيد" يدعو للتظاهر ضده وضد سياساته وضد حزبه، وأنه كان "كريماً" إلى أقصى درجة عندما مد يده للحوار، ولكن المتظاهرين أبوا ذلك، وهو ما يعرِّض البلاد والعباد للخطر الشديد، وخرج علينا يوماً للإفتاء بجواز عدم أداء صلوات الجُمَع بالمساجد، فلهذا- وليس لهذا فقط- أجد أنه ليس ثمة تناقض بين هذا الموقف وما أقدم عليه الشيخ على جمعة عندما زار القدس، فعنده أيضا ما يبرر الزيارة، معللا أن هذه الزيارة غرضها التأكيد على وجوب عدم ترك هذه المدينة المقدسة، وعلى هذا الأساس تصبح الزيارة أمراً محموداً لا يقبل الاختلاف عليه أو معارضته.
هذه المدينة المقدسة يا فضيلة الشيخ بمقدساتها تعانى تحركاً دءوبا لتهويدها منذ احتلالها العام 1967، والكل يُجمع بما فى ذلك أصحاب الأرض، وبما فى ذلك التاريخ على أن استرداد الأرض والمقدسات لا يأتى بالزيارات رسمية كانت أو شخصية، وإنما يأتى بالمقاومة والمواجهة، واستخدام نفس اللغة التى يفهمها المحتل وهى القوة، وعندما كانت القدس تحت الاحتلال الصليبى لم يكن نور الدين محمود مثلاً أو صلاح الدين يتطلعان فقط لأداء الصلاة فى أولى القبلتين، لكنهما تجهزا لتحرير القدس أولاً، ثم تأتى الصلاة فى المسجد، فعندما كان يفكر نور الدين محمود فى تحرير القدس، أمر بإعداد المنبر الذى سيوضع بالمسجد الأقصى بعد التحرير، وهو ذلك المنبر الذى وضعه صلاح الدين بالمسجد بعد الفتح.
وأتساءل لو أن الأمر لا يعد خروجاً على الإجماع الوطنى ولو أن الأمر لم يثر حفيظتنا جميعا فكيف يمكن تفسير هذه الزيارة التى قام بها شيخ كبير يأتى على رأس مؤسسة دينية كبيرة فى مصر؟ ولو أن القضية تقتصر فقط فى إمكانية الزيارة لأداء الصلاة، فليذهب كلنا للقدس ولتعطنا سلطات الاحتلال الإذن بذلك، ولنقم علاقات طبيعية مع الكيان الصهيونى ما دامت ستسمح لنا بالصلاة فى المسجد الأقصى، ولتنتهى قضية العرب والمسلمين، وليضيع حقهم فى استرداد أرضهم، وليصبح الكيان الصهيونى دولة نعترف بها، تملك حقا للمنع والمنح، طبقاً لقانونها، مادام الأمر قد تم اختزاله من حق فى الاسترداد والسيادة، إلى مجرد زيارة للتأكيد على عدم ترك المدينة المقدسة.
ومن هنا يبدو لى أن للشيخ على جمعة طريقته الخاصة فى التفكير، ولكن عندما يكون الأمر متعلقاً بمقام منصب مفتى الديار المصرية، فالوضع مختلف، خاصة عندما يصرح الشيخ نفسه بأن الزيارة كانت شخصية، وليست رسمية، وهنا نقول أنه كون فضيلتكم مفتياً لا يجعلكم تتصرفون بشكل شخصى، إلا فى حالة استقالتكم وترككم المنصب، ساعتها فقط تستطيع فضيلتكم أن تتصرف بشكل شخصى.
مروة خليل محمد تكتب: المفتى بين تأييد النظام السابق وزيارة القدس
الثلاثاء، 01 مايو 2012 09:48 م
المفتى د. على جمعة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
حتي انت
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد عبد الفتاح
القدس للجميع والباب مفتوح
لا تعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
رحيل نفسي
عدد الردود 0
بواسطة:
واحدة من الناس
رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حسين
الخروج على الحاكم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد مصطفى
تحدثى عن نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه
بصراحه معظم الشعب المصرى مكنش فاهم حاجه فى بدايه الثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
hassan
زيارة القدس