محمود البدرى يكتب:صراع الديوك

الثلاثاء، 01 مايو 2012 03:06 م
محمود البدرى يكتب:صراع الديوك محمد سعد الكتاتنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقت أزمة الكتاتنى الجنزورى بظلالها على أيام فى حياة سياسية- للأسف الشديد- نعيشها، حيث احتدم الصراع بين ممثلى السلطتين التشريعية والتنفيذية.

دخل الاثنان فى صراع حول مجلس الكتاتنى، بضرورة سحب الثقة من حكومة الجنزورى، وإجبارها على الاستقالة، والجنزورى قُرر له أن لا ينفذ تلك الاستقالة، وأُمر بأن يضرب بموضوع سحب الثقة عرض أتخن حائط فى مجلس الشعب.

اصطدم الكتاتنى بالحقيقة المُرة توارت رؤوس لإخفائها بعد استيقاظ من حلم انتخابات مجلس الشعب التى أوهمت الجميع بصلاحيات منقطعة النظير تعادل صلاحيات المجالس الفعلية التى تستطيع أن تُسقط الحكومات، كما يُسقط الخريف أوراق الأشجار، ليجد نفسه رئيساً لمجلس منزوع الدسم خالٍ من الصلاحيات.

وحتى الأمر الذى تبقَّى له، وهو مناقشة القوانين وإصدارها، لا يصبح سارى المفعول، ولا يمكن أن يخرج إلى حيز التنفيذ إلا بعد موافقة العسكرى، وإن لم يفعل يصبح كأن لم يكن.

والكل فى العجز سواء، فبتعاقب حكومات ما بعد الثورة، سواء كانت حكومة شفيق أو شرف أو الجنزورى، فجميعها كانت عاجزة عن اتخاذ قرار فعلى يمكن أن يخرج إلى النور بدون إذن العسكرى، وإعطائه الضوء الأخضر، إذا لم تكن أوامر مباشرة، على غرار "بالأمر نفذ - حاضر يا أفندم"، فكلاهما أطراف خيط للعبة سياسية فى أصابع العسكرى، والذى يديرها بذكاء، طبقاً لمصلحته.

ذكرنى المشهد السياسى الحالى بمشهد كنّا نشاهده فى الأفلام، حيث يحتدم الصراع بين ديكين فى حلبة للتسلية يديرها صاحبا الديكين، فكلا الديكين يتخيل أنه فى حرب شرسة لهزيمة غريمه، والحقيقة أن الاثنين أداة للمتصارعين الأصليين الإخوان والعسكرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة