قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، "إن الخريج الأزهرى لم يعد اليوم كما كان من قبل، تمكنًا من أحكام دينه، وعلمًا بجوانب تراثه، وحقائق عصره، وتملكًا لناصية البيان العربى الذى ظل حفيظًا عليه فى أقسى الظروف والأحوال، ولذلك فقد عملنا من خلال مجلس الأزهر الأعلى لإعادة النظر فى المناهج الأزهرية، بعد ما أصابها من ضمور وتسطيح وخلل، فتقرر إنشاء شعبة للدراسات الإسلامية والعربية، فى الثانوية الأزهرية، إلى جانب الشعبتين العلمية والرياضية، حتى تهيئ المرحلةُ الثانوية الأزهرية أبناء المسلمين، وحتى تعود المناهج الأزهرية من خلال تلك السياسة الجديدة تدريجيًا إلى ما كانت عليه من خصُوبة وغنى، رجاءَ أن تقل الشكوى، من أجهزة الدعوة والتعليم، فيما يتعلق بنوعية "الخريج" ومستوى ثقافته".
وتابع شيخ الأزهر خلال افتتاحه المؤتمر العلمى "الرؤية المستقبلية للأزهر الشريف"، بحضور قيادات الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، ورئيسة المجلس القومى للمرأة، وأمين محمد المهدى العباسى، رئيس مجلس الدولة السابق، قائلا "إن كانت الدولة المصرية قد تعهدت بالوفاء بكل متطلبات الأزهر وهيئاته، وهو ما نُفّذَ أحيانًا ولم يُنفّذ تمامًا أحيانًا أخرى، ونحن نثق بأن الشعب وممثليه وقادته سيكونون دومًا أوفياء، ويجب أن يعلم الجميع أن الوقف متى خرج من ذمة صاحبه فهو على ملك الله – عز وجل- لا يجوز التصرف فيه على أى نحو إلا من الأوصياء الشرعيين، وأن إرادة الواقف كنص الشارع، وقد وُقفت هذه الأعيان على الأزهر ورسالته، ولا تزال هناك عقبات كبرى تقف فى طريق عودة الجانب الأكبر من هذه الأوقاف إلى الأزهر الشريف، فلا يزال له فى ذمة "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعى" نحو000‚150فدان، يجب أن تعاد إلى الأزهر كما أُعيدت أوقاف مماثلة إلى أربابها وأصحابها".
وطالب شيخ الأزهر المسئولين على مختلف المستويات بأن يسارعوا بإقرار المساواة الكاملة بين طالب جامعة الأزهر وزملائه فى الجامعات الأخرى، وأن يقتلعوا من الجذور هذه التفرقة بين المتساويين، فهى تفرقة لا تتناسب الآن مع مصر الثائرة، ورجالها الأحرار، مؤكدا أن الجانب المادى لم ولن يقف أبدًا عقبة أمام العمل النافع الجاد فى الأزهر الشريف، وإذا صدق العزم وضح السبيل.
وأضاف الطيب، "أن تعديل القانون الجديد للأزهر كان الهدف الأول من ورائه هو تحقيق استقلال الأزهر بشئونه فعلاً وواقعًا، مع بقاء الأزهر مؤسسة كبرى ضمن مؤسسات الدولة، يملك فيها الأزهريون أمرهم، ويضعون أنظمتهم ويطبقونها فى كل مجالاتها بالخبرة والتضافر والشورى، ويستعيدون هيئاتهم التقليدية، ذات الرسوخ والمصداقية، كهيئة كبار العلماء، وغيرها من الهيئات والأنظمة، ويستحدثون ما يرونه لازمًا للعمل النافع، والرسالة المقدسة".
ومن جانبه، قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، أن الأزهر فى عهد الطيب بدأ يعود إلى مكانته الطبيعية وهو أن يكون فى المقدمة، مشيرا إلى أن قانون 103 الذى صدر عام 61 صدر من خارج المؤسسة الأزهرية، مشيرا إلى أنه مع التعديلات الجديدة للقانون.
وأضاف زقزوق، أن الأزهر ليس الهدف منه تخريج الطلاب بالكم ولكن الأهم هو الكيف، فنحن لا نريد أعدادا ولكن نريد تخريج علماء، موضحا أن المعاهد الأزهرية والجامعة ومجمع البحوث الإسلامية فى حاجة إلى ثورة إصلاحية ليس فقط فى المناهج بل فى الأساتذة والمدرسين أيضا، نريد أن نخرج عقليات.
ومن جانبه، قال الدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية، ورئيس المكتب الفنى لمشيخة الأزهر، أن الأزهر يمسك بزمام الأمور وإصلاحاته على مر العصور واضحة، ورجاله لهم بصمات واضحة فى نهضة الفكر، وإن هذه المواقف لا تأتى من فراغ، فالأزهر له دور بارز وشارك فى توحيد مصر والعالم العربى والإسلامى بجهوده وفكره، مشيرا إلى أن الأزهر نجح بعد ثورة 25 يناير فى لم شمل الأمة وجمعهم على كلمة سواء، مضيفا كان لابد أن يولد قانون تطوير الأزهر.
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، إن رسالة الأزهر الشريف تتناسب مع الشريعة الإسلامية فهو قبلة العلم لمن يفد إليه من كل بلاد العالم، وجامعة الأزهر أحد الجناحين الهامين للعملية التعليمية، وهى تضم ما يقرب من نصف مليون طالب أو يزيد، فإذا قامت العملية التعليمة على أسس فسوف يكون لها مردود على الأزهر والوطن والوافدين وبلادهم مردود طيب، بما يخدم المجتمعات ويقيم الحياة على منهج الوسطية والاعتدال دون تعصب أو تطرف أو غلو أو تفريط، والأمر يحتاج إلى وقفة طويلة ونظرة متأنية فى أركان العملية التعليمية من مقررات وطالب ومكان وظروف زمان.
وأضاف العبد، وإن كان المؤتمر جاء فى ظروف صعبة تمر بها البلاد فهو دعوة للبدء فى إصلاح المؤسسات وهناك محاولات جادة على الطريق الصحيح لإصلاح المسيرة التعليمية من رجال الأزهر المخلصين.
بينما قال أمين محمد المهدى العباسى رئيس مجلس الدولة الأسبق، "أن الرؤية المستقبلية للأزهر يجب أن ترتكز على الدستور، والأزهر لا يحتاج إلى إشادة كائن من كان، فهو الجامع والجامعة ومنارة تتحدث عن نفسها، فهو يصون التراث الدينى واللسان العربى والثقافى، ويجب أن ينص الدستور الجديد على استقلال الأزهر الشريف حتى يستطيع أن يقوم بالدور المنوط به".
حضر المؤتمر الدكتور نصر فريد واصل، والدكتور محمد الراوي، والدكتور احمد عمر هاشم، والدكتور عبد الله الحسينى، والدكتور عبد الهادى القصبى، وجمع غفير من أبناء الأزهر.
فى مؤتمر رؤية الأزهر.. الطيب: مناهج الأزهر أصابها ضمور ونعمل على تطويرها.. ويجب أن تعود أوقاف الأزهر.. ونطالب الزراعة بعودة 150 ألف فدان للأوقاف.. وتعديل قانون الأزهر الهدف منه الاستقلال
الثلاثاء، 01 مايو 2012 02:44 م
جانب من المؤتمر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اخوانجي كلامنجي
الاخوان والسفيين يريدون تدمير الازهر