طالعتنا بعض الصحف بتصريحات صادرة عن الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، يقول فيها إن الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، أبلغه أن قرار حل مجلس الشعب موجود فى المحكمة الدستورية العليا، ويمكن أن يصدر فى أى وقت، وإزاء ذلك شدد د.الكتاتنى على أنه لا أحد يستطيع حل مجلس الشعب، مؤكداً أنه إذا صدر حكم بحل البرلمان فإنه سيعرضه على أعضاء المجلس للتصويت عليه.
والحقيقة أن هذه التصريحات أصابتنى بالذهول والصدمة الشديدة ليس لما جاء فى شقها الأول المتعلق بتهديد الدكتور الجنزورى للدكتور الكتاتنى بحل مجلس الشعب، على أعتبار أن د.الجنزورى نفى هذه التهديدات جملة وتفصيلاً، وقال إنه ينأى بنفسه عن هذا الكلام، لأنه لم يحدث على الإطلاق.
ولكن صدمتى وذهولى نتيجة ما جاء فى الشق الثانى من تصريحات د.الكتاتنى والتى صرح بها كرد فعل لتهديدات د.الجنزورى، ومفادها "أنه إذا صدر حكم بحل البرلمان فإنه سيعرضه على أعضاء المجلس للتصويت عليه"، وهى تصريحات تعود بنا إلى العبارة الشهيرة التى اخترعهــــــا رئيس مجلس الشعــــب الأســـــبق د.رفعت المحجوب وظلت سائدة فى جميع برلمانات ما قبل ثورة 25 يناير المجيدة، حيث رددها أيضاً د.فتحى سرور، والتى تقول إن "مجلس الشعب سيد قراره"، ومعناها أن ما يصدر عن المجلس يعد قولاً نهائياً لا يجوز لأى كائن من كان أن يعقب عليه أو ينقضه أو يبطله بأى شكل من الأشكال، وبمعنى أكثر دقة أن مجلس الشعب صاحب القول الفصل فيما يلتزم به أو لا يلتزم به من تشريعات الدولة وأحكام القضاء.
فليس من المنطقى أو المقبول أن يردد رئيس مجلس الشعب الحالى عبارات تؤدى إلى ذات المبادئ التى جاءت بها المقوله التى كانت منتقدة بشدة من القوى الوطنية بشكل عام ومن رجال القانون والسياسة بشكل خاص، فى عهد تفشى فيه الظلم والفساد وعدم احترام مبدأ سيادة القانون وأحكام القضاء.
وإذا كان مجلس الشعب الحالى قد جاء بعد ثورة 25 يناير المجيدة والنبيلة التى حازت احترام وتقدير المجتمع الدولى بأسره، فكيف يقبل المجتمع المصرى مثل هذه المقولة الباطلة التى لا أساس لها على الإطلاق فى أية نصوص دستورية أو قانونية أو لائحية من رئيس مجلس الشعب الذى جاء بإرادة حرة ونزيهة من شعب مصر العظيم؟
وأخشى ما أخشاه أن تؤدى بنا حرب التصريحات المتبادلة بين رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء إلى الدخول فى نفق مظلم، الأمر الذى تجلى بوضوح فى ترديد عبارات كانت تتردد بقوة فى ظل برلمانات ما قبل ثورة 25 يناير المجيدة والقائلة بأن مجلس الشعب سيد قراره.
لذا ندعو جميع القوى الوطنية والسياسية فى المجتمع أن تعلى وتقدم المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية، لما فيه الخير والسداد لوطننا العزيز مصر.
"حفظ الله مصر وأبناءها"
مجلس الشعب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الله ينور
كلام منطقى جدا