بالفيديو.. عمال التراحيل من فوق رصيف الشارع.. الثورة لم تصل إلينا واقتربنا من "الشحاتة".. والحكومة ترفع شعار "ودن من طين".. مرشحو الرئاسة اشتروا توكيلاتنا بـ20 جنيها.. ولا يمتلكون سوى "الرغى"

الثلاثاء، 01 مايو 2012 03:21 ص
بالفيديو.. عمال التراحيل من فوق رصيف الشارع.. الثورة لم تصل إلينا واقتربنا من "الشحاتة".. والحكومة ترفع شعار "ودن من طين".. مرشحو الرئاسة اشتروا توكيلاتنا بـ20 جنيها.. ولا يمتلكون سوى "الرغى" احد العمال
كتب هانى عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس على الرصيف وأمامه "شاكوش" و"أجنة" و"ازميل"، قام بلفها فى كيس من القماش أو البلاستيك، لا ينتظر سوى" الفرج"، وعينه تراقب كل عابر سبيل يمر أمامه فى الشارع، وينهض مزاحما رفاقه على أبواب السيارة التى تقف أمامه مهما كان غرض صاحبها من الانتظار، لا يفقد الأمل رغم قسوة الحياة، بل يبحث عن ظل شجرة أو عمود إنارة ليحميه من حرارة الشمس، حتى يأتى رجل يبحث عن أحد يعاونه فى قضاء حاجة له سواء كانت متعلقة بعمله فى البناء والتعمير أو شيئا آخر، لأن ما يشغل باله هو الحصول على قوت يومه من عمل "حلال" بعيدا عن ما حرمه الله عز وجل وجرمته القوانين، ويُعاد هذا المشهد البغيض فى حياة عامل التراحيل بشكل شبه يومى.

حاولنا الاقتراب من عمال التراحيل والتعرف على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية عقب ثورة 25 يناير التى ظن البعض أنها ستكون بمثابة طوق النجاة للكثير من المصريين الذين عانوا الأمرين فى عهد الرئيس السابق، وفى مقدمتهم عمال اليومية أو الأرزاقية، وهذا متزامنا مع "عيد العمال" واحتجاجات عمال الشركات والمصانع وازدياد أعداد العاطلين، إلا أن الوضع كان أشد قسوة مما تخيلناه، فهناك رجال تركوا أبناءهم فى سبيل لقمة العيش وهناك من فاته قطار الزواج ونزح للقاهرة طامحا فى عمل يمنحه حق الحياة.

فى البداية أكد محمد عبد النعيم، أن الأوضاع لم تتغير كثيرا عقب ثورة يناير بل زادت قسوة ومرارة، فقد فات قطار العمل الحكومى الذى طال انتظارى له بعدما تقدمت كثيرا لشغل وظيفة مما أعلنت عنها حكومات مبارك، إلا أن الرد كان دائما أن تلك الإجراءات صورية والموظفون معروفون، والآن الجميع يخبرنى أن فرصة التحاقى بعمل فى إحدى المؤسسات الحكومية أصبح ضربا من الخيال بعد تجاوزى الأربعين مضيفا، لدى أربعة أولاد يقيمون فى قريتى بالصعيد التى نزحت منها بحثا عن مصدر رزق لندرة الأعمال هناك، فلا يوجد فى قرانا مصانع أو شركات، ولا نجد فى منازلنا سوى آهات الأوجاع وصورة الفقر التى تلازمنا نهارنا وليلنا.

وأوضح عبد النعيم، أنه يطالب الحكومة وكل مسئول فى هذا الوطن بأن ينظر إلى عمال التراحيل بعين من الرحمة، ويبحث لهم عن حلول تعفيهم من حياة الذل والإهانة والغربة عن أسرهم التى تحرمهم من أبسط حقوقهم، مطالبا بمشروع قومى لاستصلاح الصحراء، قائلا "خلوا الحكومة توزع علينا أراضى وشوفوا هنعمل إيه فيها ولا الحكومة عايزة تعدم كل واحد عدى الـ35 سنة"، مكملا أنقذونا من البطالة وأعيدوا تشغيل الآلات التى تقف فى مخازنكم شاهدة على فسادكم.

وفى نفس السياق قال معروف عبد الحميد، إن أوضاع عمال اليومية زادت سوءا بعد الثورة ولا نجد من ينظر إلينا باحثا عن حلول لمشاكلنا وما نسمعه دائما من المسئولين لا يتعدى سوى وعود براقة بمستقبل أفضل، إلا أن الواقع كما هو دون تغيير فأيام مبارك كانت الشرطة تلقى القبض علينا وعلمنا من أحاديث بعضهم أن إلقاء القبض على عامل منهم نظير 3 جنيه مكافأة لهم رسمية أو غير ذلك لا نعلم، مشيرا إلى أن التجاهل أصبح ثمة التعامل مع المسئولين حتى أن أعضاء البرلمان الذين تم انتخابهم تجاهلوهم، والحكومة "ودن من طين والتانية من عجين".

وأشار معروف، إلى أن مطالبهم لا تتجاوز العمل الشريف الذى يضمن لهم حياة كريمة ولأولادهم مستقبلا أفضل من أيامهم، معبرا "العيشة بقت سوده وبيوتنا لا يعلم بحالها الا الله، واللى بتحصل عليه باليوم ببعته للعيال فى البلد عشان ياكلوا وميمتوش"، متسائلا، هل لحكومة الجنزورى دور آخر غير الإنقاذ، فما هو عملها وماذا فعلت لكى تنقذ الشعب من شبح البطالة والموت؟.

كما كشف رمضان محمد، عن قيام بعض مرشحى الرئاسة الحاليين باستغلال فقرهم وجهلهم عن طريق شراء توكيلاتهم بمبالغ زهيدة، مؤكدا أنه قام بتحرير توكيل مع بعض زملائه للدكتور محمد سليم العوا نظير حصوله على 20 جنيها فقط، وذلك عن طريق مندوبين عنه وهذا حدث مع زملاء له كثيرين سواء كان للعوا أو لغيره من المرشحين، مضيفا أن هؤلاء المرشحين لم يعرضوا عليهم وظائف أو طريقه توفر لهم حياة بكرامة وشرف ولا يمتلكون إلا "الرغى"، ولكن كل ما كان يهمهم أن يشتروا أصواتنا بدون رحمة قائلا: "على الله كلنا.. تعبنا من العيشة.. مفيش دخل والله بنشحت ومخدناش على السرقة نعمل إيه؟".

من جانبه أكد أحمد الدباح، رئيس النقابة المستقلة لعمال اليومية، أن تلك الفئة لا تنحصر فى العاملين بالبناء والتعمير، بل تضم معهم كل من يعمل بأجر يومى سواء فى مصنع أو شركة، وحل مشاكل هؤلاء العمال يستلزم أن تتوافق مع إرادة سياسية من الدولة، موضحا أن ثورة يناير أسفرت عن وجود نظام حكم متمثل فى المجلس العسكرى وضياع الدولة، بعد ظهور العديد من الكيانات السياسية التى تعمل منفرده.

وأضاف الدباح، أن إقرار الحد الأدنى للأجور سيزيد من أعباء عامل اليومية، لأن القوة الشرائية ستتضاعف فى السوق، ولن يجد عامل اليومية إلا الانصياع لها، خاصة أن الحد الأدنى لن يشملهم وسيكتفى بالذين يعملون فى شركات ومؤسسات حكومية أو خاصة، محذرا من خطورة تناسى الإضرار التى ستنتج منه فى حال لجوء أصحاب العمل إلى التصفية لمنح العمال الحد الأدنى، ما يضيف أعدادا أخرى لمصاف العاطلين، موضحا أن عمال اليومية سيشاركون فى مسيرات العدالة الاجتماعية يوم عيد العمال، رافعين شعار "يا تشغلونا يا تموتونا".







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صبرى عبدالعال ـ الأتصالات سابقا

فضفضة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة