أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، أن بناء القاعدة الراسخة للنهضة العلمية والثقافية فى العالم الإسلامى، لابد أن تقوم على أساس متين من منظومة تربوية متطورة، ومناهج تعليمية حديثة، وبرامج لتطوير العلوم والتكنولوجيا مبتكرة تساير التقدم الذى يعرفه العالم اليوم فى هذه الحقول.
وقال فى رسالة وجّهها إلى العالم الإسلامى، بمناسبة الذكرى الثلاثين لإنشاء الإيسيسكو التى توافق يوم الخميس المقبل، إن التحديات التنموية فى قطاعات التربية والعلوم والثقافة والاتصال تشكل عائقـًا كبيرًا أمام دول العالم الإسلامى، مما يستدعى تضافر الجهود فى إطار عمل إسلامى مشترك يقوم على قاعدة التضامن الإسلامى الفاعل والمؤثر فى حياة المجتمعات الإسلامية.
وأشار إلى أن الإيسيسكو وضعت الإطار المتكامل للتخطيط المستقبلى للعمل الإسلامى المشترك فى ميادين اختصاصها، ويرتكز على خمس عشرة استراتيجية قطاعية، تغطى مجالات التربية، والثقافة، والتعليم العالى، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، والموارد المائية، والتقانة الأحيائية، وتطوير تكنولوجيا النانو، وإدارة مخاطر التغيّرات المناخية، وتطوير الطاقات المتجددة، والاستفادة من الكفاءات المسلمة خارج العالم الإسلامى، وتطوير تقنيات المعلومات والاتصال، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، والتكافل الثقافى، والعمل الثقافى الإسلامى خارج العالم الإسلامى، وتنمية السياحة الثقافية، موضحًا أن هذه الاستراتيجيات تشكل فى مجموعها الإطار المتكامل لاستراتيجية المعرفة فى العالم الإسلامى.
وقال الدكتور عبد العزيز التويجرى، فى رسالته إلى العالم الإسلامى، إن الإعلان عن تأسيس الإيسيسكو فى الثالث من شهر مايو سنة 1982 فى المؤتمر التأسيسى المنعقد فى مدينة فاس بالمملكة المغربية، كان دعمًا وتعزيزًا وتقوية للعمل الإسلامى المشترك فى إطار منظمة التعاون الإسلامى، من أجل فتح آفاق جديدة أمام الدول الأعضاء، التى بلغ عددها اليوم خمسين دولة، لدعم سياساتها وبرامجها الوطنية فى ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
وذكر أن الإيسيسكو تواصل تعزيز التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات الجامعية والأكاديمية والعلمية والثقافية والإعلامية ذات الاهتمام المشترك، حيث أقامت شبكة واسعة من اتفاقيات التعاون بلغت حتى الآن مائة وتسعين اتفاقية، حققت للإيسيسكو انفتاحًا واسعًا على الآفاق العالمية، وساهمت فى تعزيز حضورها على الساحة الدولية، للمشاركة بفعاليةٍ فى الجهود التى تبذل على مختلف المستويات العالمية، لنشر ثقافة الحوار والسلام، ولتعزيز قيم التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب.
وأعلن أن الإيسيسكو أصبحت اليوم بيت خبرة دوليًا باعتبارها منظمة إسلامية قوية ومقتدرة وذات مكانة محترمة فى المحافل الدولية، وعضوًا مشاركًا فاعلا ً فى عديد من المؤتمرات والندوات الدولية التى تعنى بدراسة القضايا الإنسانية التى تدخل ضمن اختصاصها، وفى مقدمتها تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتحالف بين الحضارات وحماية البيئة العالمية.
ووجّه الدكتور عبد العزيز التويجرى فى رسالته إلى العالم الإسلامى بمناسبة الذكرى الثلاثين للتأسيس، الشكر والعرفان للدول الأعضاء كافة على دعمها للمنظمة، وعلى ثقتها المتزايدة فى إدارتها العامة، وعلى التعاون معها فى تعزيز حضورها وتقوية مركزها وتقديم العون والمساعدة لها لمواصلة أداء رسالتها الحضارية، مؤكدًا المضى قدمًا على طريق خدمة الأهداف التى تأسست المنظمة لتحقيقها، حتى تكون دومًا منارة ثقافية حضارية تضىء معالم الطريق أمام العاملين فى مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، ومنتدى إسلاميًا عالميًا، وضميرًا ثقافيًا للعالم الإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة