أسامة أبو حليمة يكتب: دليل المواطن لانتخاب السيد الرئيس

الثلاثاء، 01 مايو 2012 06:19 م
أسامة أبو حليمة يكتب: دليل المواطن لانتخاب السيد الرئيس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمامنا عدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية، لا أسمى أحداً ولا أشارك فى الترويج لشخص بعينه، كل ما فى الأمر أننى استعنت بكتاب للدكتور حامد ربيع أستاذ العلوم السياسية الكبير الراحل، وفيه موضوعات كثيرة عن العلوم السلوكية ومنها حديثى عن ظاهرة القيادة، ألخص منها ما ورد عن سبعة نماذج لأنواع القيادة السياسية، ويمكن للقارئ الكريم أن يضع إلى جوار كحل نموذج اسماً أو أكثر من المرشحين الحاليين ثم يبدأ فى الاختيار بموضوعية أكثر أو بمعايير أقرب إلى الموضوعية، بدلاً من الاختيارات التى تتم على أساس الحماس أو الانفعال العاطفى، مع الوضع فى الاعتبار طبيعة الظروف التى تمر بها مصر والصفات التى يجب أن يتمتع بها الرئيس القادم فى ظل الظروف الراهنة ليخرج ببلدنا من المأزق الذى هى فيه بسبب التجهيزات العاطفية واندفاع كتل سياسية بعينها إلى جانب واحد من السفينة، مما يهددها ويهدد كل ركابها بالغرق معها.

يذكر الدكتور حامد ربيع سبعة نماذج للقائد السياسى والترتيب هنا لا معنى له ولنتابع كل من هذه النماذج بشئ من التحليل:

القائد الرئيس: هو نتاج الديمقراطية الجماهيرية، يمتاز بقوة عجيبة فى الإقناع وسحر فى القيادة وقدرة على التلاعب بالجماهير، وصلاحية للخديعة والتحايل على المواقف. قوى وصلب وعلى استعداد للمعاركة والمشاكسة لا يهاب المغامرة ويملك قدرة خارقة على تنظيم صفوفة والبدء دائماً من جديد، خصائصه السلوكية تتخلص فى حب السلطة لذا يقف دائماً إلى جوار الوضع القائم، يهاب ويخشى الإصلاح، إن تحدث عن الأيديولوجية فهو لا يعنيها ويعتبرها أحد عناصر خداع الجماهير هذا لا يعنى أنه لا يملك صفات إنسانية، فهو يعرف كيف يكافئ أصدقاءه.

القائد الديمقراطى: يقف من النموذج السابق موقف التناقض، هو يتصف بصفة الاعتدال والاستعداد الدائم للتأقلم بالموقف والتعديل فى السلوك وفى حركته تبعاً للظروف هو وليد النظم الديمقراطية هو لا يمثل الصلابة كالنموذج السابق، بل على العكس هو متواضع أو يتظاهر بالتواضع وعلى استعداد للتفاهم، يحركه توفيق وخصامة لا يدوم، ماهر فى استخدام مسالك الصراع الديمقراطى، إقناع واقتناع من جانب، ثم علاقات عامت من جانب آخر يؤمن بالنظام والقانون وليس على استعداد لأن ينساق وراء الجماهير أو أن يؤسس حركته على الجماهير كما هو بالنسبة للنموذج السابق، وهو متسامح فى الخلافات.

القائد البيروقراطى: هو موظف أضحى قائداً سياسياً، وهو لذلك مملوء بالعقد، منهاجى حذر ومنظم ولكنه غير سعيد كلما دعى لاتخاذ قرار على استعداد لأنه يراقب الآخرين ويفتش خلف الآخرين وسعادته الحقيقية فى أن يظل يتحدك فى نطاق إطار محدد لا يعرف سوى التقليد والمحاكاة، لا يملك القدرة القدرة على التخيل والمبادرة، عالمه ضيق فى أغلب الأحيان خائف تنقصه الشجاعة وهو على استعداد لأن يفسر جبنه بأنه ولاء وضيق أفقه بأنه انتماء.

القائد الدبلوماسى: يملك صفات أخرى تختلف كل الاختلاف عن النموذج السابق، فى كثير من الأحيان يرتبط بنموذج القائد الدبلوماسى فى العلاقات الدولية أو على الأقل السياسية الخارجية، ولكن هذا غير صحيح، إذ أن هذا النموذج يتكرر فى جميع مراحل ومستويات العمل السياسى، هو يمتاز بالمرونة، على استعداد لأن يتخلى جانبا عن الإخلاص فى الحركة فى سبيل تحقيق أهدافه، سعادته فى أن يتلاعب بالأفراد والمواقف، مظهره لا يعكس باطنه وكلماته لا تعبر عن أفكاره.

يستخدم الألفاظ بحذر، أنه دبلوماسى إذا قال نعم فهى تعنى ربما وإن قال ربما فإنه يعنى لا وهو لا يتحول للا فهى تعنى فشله وإخفاقه.

القائد المصلح: هو رجل يمثل الكمال، يحلم بعالم جديد وهو لذلك يرفض جميع الصعوبات العملية التى تفرضها الحركة الواقعية، ولكن هذا لا يعنى أنه خيالى، فهو على استعداد لأن يسير فى طريق بثبات حتى لو حطم نفسه، إنه يتصرف كشهيد، فهو فى إيمانه بالإصلاح يعكس صلة عاطفية، غير قابل للإفساد ولا يقبل الحلول الوسط أو التوفيق فى حركته أو مبادئه، يؤمن بالمنطق والسلوك المنظم المحدد الذى يخترق الحواجز ولو على حساب نفسه.

المهيج أو مثير الفتن والقلاقل: يمثل نوعية خاصة لنموذج المصلح، فهو على استعداد للالتجاء إلى العنف، حيث تصير القوة هى الأسلوب الأصيل فى تحقيق العالم الجديد الذى ينشده، إيمانه مطلق فهو عقائدى لا يعرف فى العالم سوى الصديق أو العدو، متعصب إلى أبعد حدود التعصب، يؤمن بالثورة ويرى فيها أداة ووسيلة التقدم، يميل إلى تضخيم الفروق والخلافات النظامية والعقائدية، العالم لديه إما أبيض أو أسود على استعداد دائم للقتال ولا يقبل الحلول الوسطى، يرفض التسامح ولا يصلح للقيام بالبناء الحقيقى.

القائد العقائدى: يقف من النموذج الأول موقف النقيض يقدم لنا صورة منطقية للعالم، يغلب عليها أن تكون مثالية أو على الأقل متشائمة يعيش فى عالم مقفل من الألفاظ والمفاهيم غير واقعى ولا تعينه الحياة الواقعية، يسيطر عليه وصف ما يتصوره دون أن يلقى باله بتحقيق ما يحلم به، أنه فيلسوف أكثر منه رجل حركة.

وبعد عزيزى القارى: بعد قراءة هذا النماذج مع ملاحظة أنه يمكن صنع نموذج آخر يجمع بين أكثر من نموذج واحد، حتى وإن بدا متناقضاً، فظروفنا السياسية الحالية تسمح بهذا التناقض، ليعكس بدوره حالة الاضطراب السياسى والاجتماعى الذى نعيشه، فمن الممكن أن تضع إلى جوار كل نموذج اسماً من الأسماء المرشحة للرياسة، ثم تختار النموذج الذى تفضله مع الاسم الذى جاء إلى جواره، ويا هذا لو تم ذلك بالاشتراك مع أصدقاء حتى يكون تسمية المرشح بالنموذج أقرب إلى الدقة والتوصيف الصحيح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة