يستعد المخرج التونسى، رضا الباهى، للتجهيز لمسلسل جديد بعنوان "جزيرة المخلوعين"، حيث يجمع فيه الرؤساء العرب المخلوعين فى جزيرة بعيدة، وعلى طريقة ''الفلاش باك''، يرصد تصرّفاتهم عندما كانوا حكاما، وكيف يتصرّفون فى الجزيرة.
وأضاف رضا حسبما ورد فى تصريحاته لجريدة الخبر الجزائرية أنه سيقدم مزيجا من السياسة والكوميديا السوداء، فيها نقد لاذع وسخرية فى آن واحد، مشيرا إلى أن المسلسل سيجمع أبطالا من كثير من الدول العربية، كمصر وسوريا واليمن ولبنان، ومنتجين مغاربة كياسين العلوى، صاحب ''ليث ميديا''، من الجزائر.
كما يرى "الباهى" أن الخوف الحقيقى على الإبداع حاليا فى المجتمعات العربية ليس من التيارات الإسلامية، لكن من التدهور الثقافى والفنى الخطير عند المتلقى العادى، مشيرا إلى أنه يتخوف من تولد شعور لدى المبدع التونسى والعربى رقابة ذاتية على إبداعه، بينما الحاكم ومهما كان جبروته وسلطته لن يوقف الإبداع، بالعكس لو يكون ذكيا عليه أن يحرّره.
وأضاف "الباهى" أن ما جرى بتونس ليس بثورة، بل انتفاضة شعبية عارمة، لافتا إلى أنه ربما يصطدم البعض منه، ولكن تمنى أن يثور الشعب بعد أشهر أو سنوات قليلة ثورة حقيقية، ستكون التغيير الحقيقى للمفاهيم السائدة، بين الإنسان والإنسان، بين المرأة والرجل، الحاكم والمحكوم. أما ما يحدث حاليا، فهو تغيير وجه بوجه، كتلة بكتلة أخرى. المكسب الحقيقى فى تونس أننا كسرنا حاجز الخوف من السلطة، صحيح أن الوجوه تغيّرت، لكن بقيت الممارسات نفسها.
وتحدث الباهى عن فكرة فيلمه ''ديما براندو'' التى توقفت بعد وفاة براندو وانسحاب المنتجين، لكن بقى المشروع فى ذهنى، ولم يتحقق إلا سنة 2011، ورغم أن العنوان يحمل اسم شخصية أمريكية، إلا أن القصة تتعلق بشاب تونسى، يشبه مارلو براندو، يرغب بالسفر من أجل الالتقاء به، مؤكدا أن العمل لا يتحدث عن الحلم الأمريكى، لكن يقدم رؤية الآخر لنا، ونظرتنا نحن كعرب إليه، خاصة أمريكا، وتحديدا بعد تفجيرات 2001 ثم حرب الخليج الثانية وسقوط بغداد، كما يوضّح العلاقة بين الرؤية الحالية والصور النمطية التى تكوّنت فى ذهن الآخر عن العربى. لكن الفيلم تونسى مائة بالمائة، فى قرية تونسية، وبتركيبة بشرية ومحيط تونسى، ويصوّر كيف يتغلغل الحلم الأمريكى إلى قرية صغيرة عن طريق فريق تمثيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة