أحمد خيرى

لماذا يفشل الليبراليون دائمًا؟‎

الإثنين، 09 أبريل 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بلادنا دائمًا وأبدًا نخلط المصطلحات، إما عن جهل وإما - حتى - عن عمد، وبغض النظر عن سبب هذا الخلط فإن النتيجة تبقى واحدة، ألا وهى حدوث الخلط نفسه، لكن ليس مقالنا هنا هو الحديث عن تلك المصطلحات أو حتى تفكيكها، بل آثرت الحديث بتلك المقدمة لأنى أكتب هنا عن الليبراليين والمدنيين والعلمانيين واليساريين تحت مسمى الليبراليين، مدركًا الفوارق بين تلك المصطلحات جميعًا، ولكنى معنى هنا بالتيارات غير الإخوانية أو غير السلفية، وكما أنى عنونت المقال بـ «لماذا يفشل الليبراليون؟» فإنى أسلم من مطلع المقال بأن التيار الليبرالى فى مصر تيار فشل كثيرًا، وأول أسباب هذا الفشل أو مشكلات هذا التيار أنه تيار متعالٍ وليس هنا المقصود بالتعالى المعنى الحرفى؛ بل المعنى هنا يدور حول الانعزال داخل جيتوهات صغيرة ومجتمعات منغلقة على ذاتها لها أفكار بالقطع تقدمية ولها رؤى مسايرة للعصر الحديث، بل ومطلعة على كل جديد، إلا أنها اكتفت باكتساب تلك المعارف لنفسها دونما أن تسعى لنشر تلك المكتسبات داخل مجتمعها، أضف إلى ذلك فشل الليبراليين فى تحويل مجمل أفكارهم وأيديولوجياتهم إلى مجموعة من البرامج السياسية والاقتصادية تنعكس على واقع المواطن المصرى. وثانية مشكلات الليبراليين هى على المستوى الفكرى، فنجد أن الكثير من الليبراليين مازالوا أسرى الرؤى الحداثية التقليدية فتجد كثيرًا منهم متوقفين عند فولتير أو روسو أو جون لوك متجاهلين أو جاهلين بالثورات الثقافية الهائلة التى حدثت خلال القرن الماضى، ومدارس ما بعد الحداثة أو ما فوق الحداثة، بتعبير محمد أركون، مما أدى إلى خلق مجموعة من المثقفين الليبراليين المنغلقين على أنفسهم بشكل لا يقل انغلاقًا عن بعض المنتمين إلى التيارات الدينية، ثالثة مشكلات أهلنا الليبراليين هى التشرذم والتفتت والبحث عن الذات والأنا عند العديد من رموز ذلك التيار، وبناءً على ذلك نجد أن المؤيدين للتيار الليبرالى والمصوتين له يتفتتون إلى أحزاب وشيع، كل منها ينادى بنفس الأفكار والآراء، ولكن تجد أن الخلاف شخصى، وشخصى فقط.
رابعة مشاكل التيار الليبرالى تكمن فى ارتكان بعض المنتمين له إلى دعم السلطات المستبدة من أجل تأبيد نخبويته أو حتى الحماية له من التيارات الرجعية التى لا تحترم الحريات الشخصية فيصبح خيار الاحتفاظ بالحرية الشخصية مقابل التضحية بالحرية العامة هو الخيار الأول والأرجح، وهو الأمر الذى طعن فى مصداقية هذا التيار أمام الرأى العام والشعبى مما أفقده زخمًا هائلاً، كل تلك المشكلات السابقة وغيرها هى مشكلات عابرة وغير أبدية أو بالأحرى ليست مرتبطة بالضرورة بالفكر الليبرالى أو بطبيعة الإنسان الليبرالى، ولكنها نتاج أخطاء مرتبطة بالبعد الزمنى، مما يؤكد على إمكانية تجاوزها وبناء تيار ليبرالى حقيقى يمثل إضافة هائلة داخل الحياة المصرية بشكل عام.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عيد

دخيل

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور ماجد

الليبراليين فشلوا فى كل شيىء إلا فى حدف الطوب و الرغى فى التلفزيونات و كتابة مقالات فارغة

عدد الردود 0

بواسطة:

محي

للاستاذ احمد خيري اصبت في جزئيات....واخطأت العموميات

عدد الردود 0

بواسطة:

جون

مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

الإجابة

عدد الردود 0

بواسطة:

mamad

الى رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

اخيرا .. ونطق شاهد من أهلها ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Khial

يفشل الليبراليون عادة

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسلام هو الحل

الاسلام هو الحل

الاسلام هو الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

ميشو

لا تقلق على الليبراليين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة