قال عزام الأحمد، رئيس الكتلة البرلمانية بحركة فتح ورئيس وفد الحركة المشارك فى لقاءات المصالحة الوطنية اليوم "الاثنين"، إن التعديل الوزارى المرتقب فى الحكومة الفلسطينية لا يعد التفافا على اتفاق الدوحة الموقع مع حركة حماس فى فبراير الماضى، مؤكدا فى الوقت نفسه أن تطبيق ملف المصالحة الفلسطينية "مجمد" بسبب خلافات حماس الداخلية.
وأوضح الأحمد فى تصريحات لراديو فلسطين التابع للسلطة الفلسطينية اليوم، أن ملف المصالحة "مجمد" أيضا بسبب الانتخابات الداخلية لحركة حماس، وحتى تحسم أوضاعها، مشيرا إلى أنه حسب معلوماته "هذه الانتخابات قد بدأت قبل عدة أيام وستستمر طيلة الشهر الجارى، ولفت إلى أن حماس لها طريقة خاصة فى هذه الأمور، ومن المقرر أن تلى هذه الانتخابات اجتماعا أكبر لانتخاب رئيس جديد للمكتب السياسى للحركة، وقال إنه طيلة هذه الفترة الأمور "مجمدة "، إلا أن الاتصالات مع حماس لم تنقطع. كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس، قد أبلغ مجلس شورى الحركة لدى اجتماعه مؤخرا فى الخرطوم عدم رغبته فى رئاسة المكتب لدورة ثالثة، إلا أن إسماعيل هنية ذكر فى تصريح سابق أن مشعل سيستمر فى موقعه إن شاء الله.
ووصف الأحمد كل ما يعلنه قادة حماس بغزة حول اتفاق مع فتح لتأجيل الانتخابات التشريعية للعام القادم بأنه لا أساس له من الصحة، وقال إن الرئيس محمود عباس التقى خلال زيارته الأخيرة قبل أسبوع مع نائب رئيس المكتب السياسى لحماس الدكتور موسى أبومرزوق بحضور مسئول مصرى كبير، وقال الرئيس عباس لقيادى حماس بالنص "قبل أن تبدأ لجنة الانتخابات عملها فى غزة لا داعى لبحث أى موضوع آخر، "وتم إنهاء اللقاء على أساس أن يقوم أبو مرزوق بإبلاغنا رد حركته على ذلك لكنه لم يرد حتى الآن.
وأضاف عزام الأحمد، رئيس الكتلة البرلمانية بحركة فتح ورئيس وفد الحركة المشارك فى لقاءات المصالحة الوطنية، أن عدم الرد من جانب نائب رئيس المكتب السياسى لحماس فهمنا منه أن موقف حماس لم يتغير، مجددا قوله إنه لا رغبة لدى حماس فى تنفيذ اتفاق المصالحة فى هذه المرحلة، ولا نية للاستعداد للانتخابات، ويحاولون تبرير ذلك بشكل أو بآخر، ويتجاهلون ما وقعوا عليه فى الدوحة والقاهرة.
من جانبه قال رئيس المكتب السياسى لحماس الدكتور موسى أبو مرزوق، فى تصريح حول هذا اللقاء، إنه بحث قضيتين رئيسيتين مع رئيس السلطة الفلسطينية الأولى، مسألة تشكيل الحكومة الفلسطينية، حيث تم الاتفاق على أن يباشر رئيس السلطة بتشكيلها، كما تم التطرق إلى اشتراط عباس قيام اللجنة العليا للانتخابات بمهامها، والانتهاء من تحديث سجل الناخبين قبل البدء بتشكيل الحكومة.
وأعرب الأحمد عن أسفه من أن فصائل فى قطاع غزة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ساعدت حماس على ذلك، وأساءت لاتفاق الدوحة، وهو ما خدم حماس فى هجومها على الاتفاق وخلط الأوراق، وكأن هناك أزمة جديدة.
وحول التعديل الوزارى قال الأحمد إن التعديل ليس بجديد، فالحكومة قدمت استقالتها قبل شهرين، إلا أن إعادة تشكيلها تم تأجيله لسببين، إتمام المصالحة، والتفاؤل الذى رافق عملية التسوية، لكن تعثرت الأمور فيما بعد، بخلاف أن هناك بعض الوزارات أصبحت بلا وزير، فقد فكر الرئيس عباس فى هذا التعديل، وحول موعد إعلان التعديل قال الأحمد: إن الأمور حتى الآن لم تنضج باتجاه التعديل والرئيس عباس سيغادر فى جولة خارجية تستغرق 10 أيام، والأمور ستحسم حين عودته. وتابع "الرئيس يريد تعديلاً وزارياً بسيطاً، وليس تشكيلاً نافيا وجود أى خلاف حول هذا الموضوع بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض.
من جانبه أكد القيادى فى حركة حماس الدكتور صلاح البردويل بغزة أن الرئيس عباس هو الذى تراجع عن تطبيق المصالحة بعد الرفض الإسرائيلى للمصالحة بين فتح وحماس ، مشيرا إلى أن إسرائيل أعلنتها بصراحة للرئيس عباس "إما نحن وإما حماس"، وقال: إن عباس يخشى من توقيع عقوبات مالية عليه من إسرائيل مثل وقف تحويل الأموال، لذلك يرجئ تطبيق المصالحة.
ووصف البردويل ما تعلنه قيادات من فتح بأن حماس تتحمل المسئولية عن عدم تنفيذ المصالحة بأنه هروب من استحقاق المصالحة، مؤكدا أن حركته قدمت كل ما فى وسعها لتطبيق جدى المصالحة يرضى طموحات الشعب الفلسطينى.
وحول حديث الأحمد عن رفض حماس لبدء عمل لجنة الانتخابات فى غزة قال البردويل "إن الرئيس عباس فى انتظار الرد الإسرائيلى على إجراء الانتخابات فى القدس، متسائلا فى الوقت نفسه أين هى النية فى تطبيق المصالحة من جانب فتح، وعمليات التنسيق الأمنى بين سلطات الأمن الفلسطينية فى رام الله وسلطات الاحتلال الإسرائيلى فى تزايد، والاعتقالات بحق أبناء حماس تتم بشكل يومى.
كما أعرب قيادى حماس عن دهشته من حديث الأحمد حول انتخابات حماس الداخلية، واعتبرها تدخلا مرفوضا، مؤكدا أن حماس لديها مرجعية ثابتة موحدة، اتخذت قرارا بالمضى فى تطبيق المصالحة.
وأوضح أن انتخابات حركته الداخلية سرية ودقيقة، مؤكدا أن ما يذكر حول الانتخابات محاولة لإخراج حركة حماس من نظامها السرى، مضيفا أن الانتخابات الداخلية للحركة ربما تكون أجريت قبل فترة، وربما سيكون لها مواعيد خاصة، ولا علاقة لأحد بها.
يشار إلى أن الدوائر الانتخابية فى حركة حماس تقسم إلى أربع دوائر وهى: قطاع غزة، والضفة الغربية، والمعتقلات، والخارج، وتجرى الانتخابات الحركية بشكل سرى كل أربعة أعوام ، وكل إقليم له خصوصياته ويختار وقته المناسب، ويجرى انتخاباته على حدة.
عزام الأحمد - رئيس الكتلة البرلمانية بفتح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة