محمد حمدى

شابوه الإخوان

الإثنين، 09 أبريل 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الفترة من 28 يناير حتى 11 فبراير 2011، كان ميدان التحرير، ليس مكانا للثورة فقط، وإنما للعديد من الحوارات بين مختلف القوى السياسية، من بينها الإخوان الذين كانوا حاضرين بكثافة، فى دوائر الحوار المختلفة.

وأتذكر أن صديقة أديبة شهيرة جدا تصنف نفسها بأنها ليبرالية خرجت من هذه الحوارات بحالة من الإعجاب غير المسبوقة بالإخوان، لأنهم يشاركون فى الثورة، ولا يرفعون شعارات دينية، ولا يحاولون السيطرة عليها، وقالت بطريقتها: إنهم يستحقون ان نرفع لهم الشابو، والشابو كلمة فرنسية تعنى القبعة، أى أننا يجب أن نرفع القبعة للإخوان الذين شاركوا فى الثورة وحموها وقدموا مثالا على التوافق الوطنى الكبير.

لم تسمع صديقتى وغيرها لآراء أخرى كنت ولا زلت اتبناه، أنا وغيرى، مفادها أن الإخوان يتغيرون ويتلونون حسب كل مرحلة، فهم قبل الثورة رفضوا المشاركة فى تظاهرات 25 يناير، وإن سمحوا لعدد قليل من أعضاء الجماعة بالمشاركة على مسئوليتهم الخاصة، ثم نزلوا بعد ثلاثة أيام حينما بدا أن مصر مقبلة على تغيير كبير، وبالطبع حرص الإخوان على أن يبدوا جزءا من المشهد العام فى العلن، بينما التقوا فى السر نائب الرئيس عمر سليمان، ولم يعلنوا عن اللقاء حتى كشف سليمان عنه فى حديث خلال الثورة لشبكة سى بى إس الأمريكية.

يؤمن الإخوان بالحوار حين يكونون فى مرحلة الاستضعاف، لذلك تحاوروا مع الحزب الوطنى وأمن الدولة فى انتخابات 2005، وواصلوا الحوار حتى أثناء الثورة، أى أنهم كانوا يتحاورون فى الغرف المغلقة مع النظام السابق، ويتواجدون فى الميدان للحوار مع القوى الأخرى والترويج للشكل الإخوانى المنفتح المؤمن بالحوار، باعتبار الإخوان جزء من الجماعة الوطنية.

وهذا يذكرنى بموقفين لا يختلفان كثيرا، الأول فى الثورة الإيرانية حينما تحالف الإسلاميون مع الأحزاب اليسارية، والقوى الوطنية الأخرى لإسقاط شاه إيران، ثم بعد أن استتب لهم الحكم، قبضوا على كل معارضيهم وعقدوا أسوأ محاكمات فى التاريخ، وأعدموا نحو 30 ألف إيرانى من شركاء الثورة السابقين.

أما الموقف الثانى فقد جرى فى السودان عام 1989، حيث كان حزب الجبهة القومية الإسلامية الذى يتزعمه الدكتور حسن الترابى، شريكا فى عدة حكومات بعد انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس السابق جعفر نميرى، بينما دبر الترابى انقلابا عسكريا للسيطرة على السلطة، وألقى العسكر القبض على كل السياسيين السودانيين بما فى ذلك الترابى، الذى خرج بعد ذلك ليعلن أنه مهندس الانقلاب بعدما أوضع رفاقه فى النضال والحكومة سجن كوبر الشهير فى الخرطوم.

فى التفكير السياسى والدينى عند حركات وجماعات الإسلام السياسى مرحلتان مهمتان الأولى مرحلة الاستضعاف، وفيها هم مستعدون للتعامل مع الحاكم حتى الديكتاتور والمتجبر.. والثانية التمكين، وفيها يستولون على الحكم، وعندها لا يسمعون سوى صوتهم، ولا يسمحون لغيرهم بالتعبير عن أرائهم.. ومن ثم تصبح الديمقراطية عندهم لمرة واحدة فقط حتى يحكمون ويتحكمون.. وهم الآن فى طريقهم للتمكين بعد السيطرة على السلطة التشريعية، ولجنة صياغة الدستور.. والدخول بنهم على منصب الرئيس بمرشحين رئيسى واحتياطى لأن الهدف النهائى هو دولة الإخوان.. وفى سبيلها كل يهون.. حتى يلبسوننا الشابوه!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

المرتعدون

إرتعاشهم أكبر دليل على شعبية الرجل الجارفة

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

حلوة "شابوه" ... الأمور أجنبى

عدد الردود 0

بواسطة:

رضا الششتاوى

الى كاتب المقال وصاحب تعليق رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أنا رقم (1)

سيبك مننا و خلينا مع قضية التحريم و التجريم

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى متغرب بعيدا عن الوطن مريض بحب مصر واهل مصر

كفانا تشتت

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

كنت ممن ينتقدوك والان

عدد الردود 0

بواسطة:

ربيع

الإخوان قادمون و الفلول ذاهبون !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

بعد النسبة البرلمانية واللجنة التأسيسة ورئاسة الجمهورية

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة الابشيهي

هي اوجه اعجازها منها استحت

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم حمدي

كفانا خلافات وتعالوا نتفق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة