سعيد سالم يكتب: الإخوان المسيحيون والرقم الصعب!!

بادئ ذى بدء، وبعد أسفى للتأخير، أتقدم بخالص العزاء لإخواننا المسيحيين فى مصابهم الجلل بوفاة قداسة البابا شنودة الثالث- فهُم، أتدرون من هُم؟! هم إخوة أعزاء وأحباء، وجيران وطن، وشركاء فى حالة الحرب، وفى حالة السلم.

أما هو، فمن هو؟! هو الرجل الذى حمى مصر من فتن طائفية كثيرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار بسماحته تارة، وحكمته وثقافته تارات، وهو الرجل الذى كان يحب مصر حُباً فعلياً حقاً، وقد ترجم هذا الحب بكلمات دقيقة ورقيقة ومُعبرة حين قال، وحين كرر مراراً أن (مصر وطن لانعيش فيه، إنما هو وطن يعيش فينا) !!
رحم الله الفقيد وللمصريين عامة، وللمسيحيين بصفة خاصة الصبر والسلوان والسكينة فى مُصابهم،،،
أما بعد....
وبمناسبة موسم انتخابات الرئاسة المصرية الذى بدأ يوم 10/3/2012، وسينتهى بانتخاب الرئيس بعد إعلان النتيجة النهائية وإعلان الفائز بالمنصب مع نهايات شهر يونيو 2012، ألا يحق لنا التفكير فى أعداد الأخوة المسيحيين فى مصر كرقم صعب فى الانتخابات الرئاسية ؟!

ونظراً لعدم وجود إحصاءات واضحة تُتيح الأعداد الصريحة والصحيحة للإخوان المسيحيين فى مصر، فليس لنا إلا أن نسير وراء ما هو شائع بأنه عدد يقترب من 10 ملايين مواطن يمثلون حوالى 12% من عدد السكان الإجمالى فى مصر، وهو رقم وإن كان صغيراً بالنسبة لعدد السكان، ولعدد من لهم حق التصويت فى الانتخابات المقدرين بحوالى 45 مليون مواطن، إلا أنه رقم صعب، وضخم إذا ماقورن بعدد الناخبين الحضور، والذى قد يصل إلى 25 مليون مواطن، منهم على الأقل 6 ملايين مواطن مسيحى له نفس الحق فى التصويت لاختيار الرئيس القادم، خاصة فى مرحلة الإعادة، التى هى مرحلة حتمية لكثرة أعداد المتنافسين، مما سيؤدى إلى تفتيت الأصوات فى المرحلة الأولى بتوزيعها على المُرشحين كافة، ومن ثم - فلا نتيجة حاسمة إلا بإعادة الإنتخابات بين أكثر من حصل من المتنافسين على أعلى الأصوات، وهُنا تكمن خطورة أعداد الناخبين من الإخوة المسيحيين، حيث سيصبح عددهم رقماً صعباً لأى فائز بمنصب الرئاسة!!

إن تأثير أعداد الإخوان المسيحيين ممن لهم حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية القادمة، هو تأثير بالغ الأثر فى نجاح مُرشح رئاسى عن غيره ونقله من خانة المُرشح المُحتمل إلى خانة الرئيس المؤكد، سواء كان هذا المُرشح ذو توجه إسلامى أو ليبرالى أو علمانى، أو كان مستقلاً أو حزبياً، لا يهم !! فجميعهم مصريون أحق وأجدر بتولى الرئاسة فى مصر.
فهل أعداد المواطنين من الإخوان المسيحيين سيكون الرقم الصعب فى الانتخابات الرئاسية المصرية؟!

نعم – هو رقم صعب للغاية فى المعادلة الانتخابية برمتها.. ودعونا ننتظر النتائج، ثم ننتظر مرحلة الإعادة، ثم نرى من يكون الرئيس القادم؟!