ذكرت صحيفة "ديلى مونيتور" الأوغندية أن رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية سيبيريان كيزوتو لاونجا فى كمبالا قد دعا الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى للتنازل سلميا عن السلطة بعد انقضاء مدته الحالية عام 2016، مؤكدا أنها أفضل هدية يمكن أن يقدمها موسيفينى لأبناء شعبه.
وتعد هذه الدعوة تكرار للدعوة التى قدمها من قبل أحد القادة الدينيين التابعين للطائفة الأنجليكانيين المسيحية مؤخرا، وهو ما يثير التساؤل حول الدور الذى قد تلعبه الكنيسة فى أوغندا فى رسم المستقبل السياسى للبلاد.
وطالب لاونجا أن الرئيس الأوغندى ينبغى أن يفكر جيدا فى كيفية تحقيق إنتقالا سلميا للسلطة وذلك لضمان تحقيق الإستقرار فى البلاد. وانتقد كذلك قوات الأمن التى تعمل فقط من أجل خدمة النظام من خلال تعذيب المواطنين رغم أن هؤلاء المواطنين هم من يدفعون رواتبهم.
وأعرب رجل الدين المسيحى خلال كلمته التى ألقاها بالكاتدرائية الرئيسية بكمبالا بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة أمس الأحد، عن ثقته بقدرة الرئيس موسيفينى على تحقيق انتقال سلمى للسلطة خلال الأربعة سنوات الباقية فى فترته الانتخابية الحالية.
وفى نفس السياق أكد أحد الأساقفة المسيحيين، ويدعى نيرنجى، أنه سوف يتقاعد من عمله كأحد رجال الدين المسيحى، من أجل التركيز على تلك القضايا التى قد تؤثر على مستقبل البلاد، وتحقيق الإصلاح السياسى مشددا على ضرورة تحديد المدد الرئاسية بعدد معين.
واتهم نيرنجى قوات الأمن فى أوغندا بالتامر عليه، مؤكدا أن خدمة مصالح البلاد يعد جزءا من خدمة الله. وأضاف أنه الكثيرين قد حذروه من تداعيات الطريق الذى سوف يسلكه إلا أنه لا يخشى الموت.
وأوضحت الصحيفة الأوغندية أن نيرنجى يعد أحد النشطاء البارزين فى المجتمع المدنى، وأحد أكبر المطالبين بإلغاء التعديل الدستورى الذى أجراه موسيفينى عام 2005 لخدمة مصلحة الرئيس موسيفينى فى الإنتخابات الرئاسية التى شهدتها أوغندا فى عام 2006.
على الجانب الآخر أكد وزير الإعلام الأوغندى أن مارى كارورو أوكارتو أن الحزب الحاكم فى أوغندا سوف يقرر من سيخلف موسيفينى على مقعد الرئيس فى أوغندا فى الوقت المناسب.
وأضافت الصحيفة الأوغندية أن الدعوات التى تبناها الأساقفة المسحيين فى أوغندا قد تزامنت مع التقرير الذى صدر مؤخرا من مجموعة الأزمات الدولية التى تقع فى بروكسيل، والذى أكد أن نظام موسيفينى يقوم على القمع والمحسوبية وسوف يقود البلاد نحو مزيد من الفوضى إذا إستمر على النهج الذى يتبناه حاليا.
وحذر نيرنجى الرئيس الأوغندى من الحاشية المحيطة به مؤكدا أنهم يمدونه بمعلومات خاطئة من أجل أن يحتفظوا بمناصبهم ويحققوا أكبر قدرا من الإستفادة، مؤكدا أن عددا من القيادات الدينية قد انغمسوا فى العمل السياسى فى أوغندا وإرتكبوا عددا من الجرائم كالاغتصاب وحيازة الأسلحة غير المشروعة، وهو الأمر الذى تجاهله مؤتمر الكنيسة فى مبراره.
فى حين أن لوانجا أعرب عن رفضه الكامل لعدد من التقارير التى صدرت عن بعض أجهزة الأمن والإستخبارات التى أكدت أن لديه علاقات مع عدد من القبائل المتمردة، مؤكدا أن هذه الشائعات أطلقتها تلك الأجهزة نظرا لموقفه المناوىء للنظام الأوغندى الذى يرأسه يورى موسيفينى.
يبدو أن الرئيس موسيفينى وحكومته تواجه عددا كبيرا من الأزمات خلال المرحلة الحالية خاصة بعد أن قام عدد من النواب البرلمانيين بالتوقيع على عريضة للمطالبة بإقالته من منصبه نظرا لارتكابه ما اعتبروه جرائم اقتصادية، وهو ما تزامن مع الضغط الذى تحاول جماعة "أكشن فور تشينج" لحشد المتظاهرين للاحتجاج على غلاء المعيشة مؤخرا.
من الجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية قد تعاملت بعنف شديد مع التظاهرات التى انطلقت العام الماضى وهو ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين الأوغنديين فى عدد من المدن من بينها كامبالا وماساكا و جولو وغيرها.
ديلى مونيتور: الكنيسة الأوغندية تطالب موسيفينى بالتخلى عن السلطة
الإثنين، 09 أبريل 2012 01:39 م