النيابة تحقق فى إصابة 64 شخصاً بأحداث مدينة جامعة الأزهر.. بسبب خلاف أثناء مباراة الأهلى.. طالب يستعين بصعايدة المدينة.. والأهالى يلقون المولوتوف عليهم.. وشيخ الأزهر يقطع إجازته

محلات مغلقة وسيارات أمن مركزى ومدرعات وبقايا زجاج وحجارة متناثر على الأرض هنا مقهى حكاية الذى شهدت اشتباكات بين طلاب الأزهر وأهالى مدينة نصر، حيث يسيطر على شارع الخليفة القاهر أمام المدينة الجامعية لطلاب الأزهر حالة من الاستنفار الأمنى باصطفاف 8 سيارات أمن مركزى وسيارات شرطة و4 مدرعات.

"مقهى حكاية" يبدو وكأنها مهجورة منذ سنوات عقب الاشتباكات التى دارت بين الطلبة والأهالى أمس، الأمر الذى دفع الطلاب والزبائن للابتعاد عن المنطقة بعد إغلاقها خوفا من تجدد الاشتباكات.

أسفرت المعركة عن إصابة 64 شخصا تراوحت بين حروق وجروح وتم نقل المصابين إلى مستشفى التأمين الصحى ومستشفى جراحات اليوم الواحد لإسعافهم، فضلا عن التلفيات التى لحقت بالمحلات المحيطة بالمنطقة ، التى أعرب فيها أصحابها عن استيائهم من الموقف الذى وصفوه بـ"الخراب"، متسائلين من الذى يعوضهم عن الخسائر التى أصابتهم، مرددين "هنعمل إيه فى وقف الحال ده".

فى البداية قال حازم عبد الله صاحب "كشك" مجاور لمقهى حكاية، إن الأزمة بدأت بخلاف بسيط بين صاحب المقهى وأحد طلاب المدينة الجامعية، ليتطور الموقف باستعانة الطالب بزملائه لاقتحام المقهى، الأمر الذى دفع أهالى الحى السادس للتدخل والتصدى لتلك الطلبة لتنشب اشتباكات بين الطرفين بالحجارة والمولوتوف.

وأضاف صادق على شيف بأحد المطاعم فى المنطقة أن الاشتباكات استمرت أكثر من 4 ساعات بسبب تأخر وصول الأمن الذى لم يتمكنوا فى البداية من السيطرة على الموقف خاصة بعد حضور إحدى سيارات الشرطة والتى تعدى عليها الطلاب لتفر هاربة ويتم الاستعانة بسيارات الأمن المركزى التى نظمت حواجز لإغلاق جميع الشوارع الجانبية وإدخال الطلبة إلى المدينة للسيطرة على الموقف.

الأحداث ترجع إلى قيام صاحب المقهى بصفع طالب أزهرى من المدينة الجامعية على وجهه عقب مباراة الأهلى والبن الإثيوبى، فقام الطالب باستدعاء زملائه فى المدينة "الصعايدة" لأخذ حقه، وهو ما أدى إلى تطور الأحداث بشكل متسارع قام على إثرها بعض شباب مدينة نصر بإلقاء المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية على طلاب المدينة.

مما أدى إلى تكسير عدد من الأكشاك والسيارات المارة وخلع الحجارة، حيث تشير النتائج الأولوية إلى إصابة مجندين من الشرطة وآخرين من طلاب المدينة، إلى أن حضرت الشرطة العسكرية على رأسها اللواء حمدى بدين، وذلك بعد رفض قوات الشرطة التدخل بمفردها، بحسب كلام الطلاب لليوم السابع.

وطالبت قوات الجيش طلاب الأزهر بالدخول إلى المدينة مرة أخرى حتى يتمكنوا من السيطرة على الوضع، وهو ما رفضه الطلاب مطالبين بالقصاص العاجل، مما أدى إلى الإعلان عبر مكبرات الصوت عن فرض حظر تجوال فى محيط المدينة.

وبدأت تنتشر فى محيط المدينة الجامعية أنباء عن مقاطعة مطاعم ومحال البقالة و مراكز التصوير التعامل مع طلاب الأزهر، وذلك فى صورة فرض حصار عليهم ردا على الأحداث الأخيرة، حيث تطورت المشاجرة إلى تبادل الطرفين التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء، مما تسبب فى إصابة بعض الأشخاص نتيجة التراشق بالزجاجات والحجارة.

وعلم اليوم السابع أن طلاب الأزهر خاصة القادمين من الوجه القبلى يعدون العدة للرد على ما حدث ليلة الأحد، حيث طالب بعضهم حضور أقاربهم من الصعيد وذلك من أجل الانتقام.

من ناحية أخرى وصل إلى القاهرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لمتابعة تطورات الموقف بالمدينة الجامعية للطلاب، بمدينة نصر، إثر الاشتباكات التى نشبت بين الطلاب وأهالى الحى السادس بمدينة نصر، مساء أمس الأحد، حيث أجرى الإمام الأكبر عدد من الاتصالات من الأقصر حيث يقضى إجازته الشهرية، بالمسئولين من أجل حماية طلاب الأزهر وتأمينهم، وإجراء التحقيقات الفورية لمعرفة ملابسات الحادث.

وكان قد قرر الإمام الأكبر قطع أجازته و العودة صباح الاثنين إلى القاهرة لمتابعة تطورات الموقف بنفسه والاطمئنان على الطلاب وهدوء الأوضاع، وعلى الفور انتقل اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية إلى موقع الحادث للفصل بين الأهالى و الطلاب.

الجدير بالذكر أن الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة توجه صباح أمس إلى المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر ممثلا عن الأزهر الشريف.

كشفت تحقيقات نيابة ثان مدينة نصر، برئاسة محمود الصاوى أن طالبا يقيم بالمدينة كان يشاهد المباراة بمقهى مجاور ونشبت بينه وبين صاحب المقهى مشادة بسبب الخلاف بينهم، بسبب سب أحد الطلبة بالمقهى بعد ضياع فرصة من لاعبى النادى الأهلى، وهو ما دفع صاحب المقهى لصفع الطالب على وجهه، فقام الطالب باستعداء أصدقائه وعدد من طلاب المدينة الجامعية وتوجهوا إلى المقهى الذى استعان صاحبه أيضا بأنصاره وتبادلوا التراشق بزجاجات المولوتوف والحجارة.

انتقل رجال مباحث القاهرة إلى مكان المشاجرة فى محاولة للسيطرة عليها، إلا أنهم اكتشفوا الأعداد الهائلة لطرفى المشاجرة والتى تخطت الألفان شخص من الطرفان، فتم استدعاء رجال الأمن المركزى للمساعدة فى السيطرة على المشاجرة التى ظلت مستمرة حتى الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين.

كما انتقل اللواء حمدى بدين ورجال الشرطة العسكرية، وأطلقت قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية الطلقات النارية فى الهواء لتفريق الطرفين والسيطرة على الأحداث، حتى تم إنهاء المعركة والسيطرة على طرفيها، وتبين أن تلك المعركة أسفرت عن إصابة 64 شخصا تراوحت بين حروق وجروح وتم نقل المصابين إلى مستشفى التأمين الصحى ومستشفى جراحات اليوم الواحد لإسعافهم، وتم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 2044 جنح مدينة نصر ثان، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.


موضوعات متعلقة:

بدء التحقيق فى أحداث جامعة الأزهر وارتفاع المصابين لـ64 شخصاً

بالفيديو.. وصول "بدين" للسيطرة على مشاجرة "الأزهر" وفرض حظر التجول

شيخ الأزهر يقطع إجازته ويعود للقاهرة لمتابعة أحداث مدينة الطلاب