نقطة ضعف الرئيس القادم .. موسى.. لعنة العمل مع مبارك.. أبوالفتوح.. الإخوان ضده.. سليمان.. نائب مبارك.. العوا.. الإسلاميون تخلوا عنه.. أبوإسماعيل.. جنسية والدته.. الشاطر.. رمز بيزنس الإخوان

الأحد، 08 أبريل 2012 10:33 ص
نقطة ضعف الرئيس القادم .. موسى.. لعنة العمل مع مبارك.. أبوالفتوح.. الإخوان ضده.. سليمان.. نائب مبارك.. العوا.. الإسلاميون تخلوا عنه.. أبوإسماعيل.. جنسية والدته.. الشاطر.. رمز بيزنس الإخوان مرشحى الرئاسة
كتب - إبراهيم قاسم - محمود عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم تعلن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة غلق باب الترشح تمهيدا لتقبل الطعون ثم بدء مرحلة الدعاية والحملات الانتخابية والتى تستمر حتى 22 مايو المقبل، ومنذ فتح الباب للترشح لمنصب رئيس الجمهورية شهدت عملية الترشح تدافعاً وإقبالاً كبيراً من الراغبين فى المنصب حتى بلغ العدد حتى أمس أكثر من 1500 فى ظل الشروط والضوابط الميسرة، حتى كان العدد مثار دهشة واستغراب الجميع، وتداولته التعليقات فى المواقع والمدونات الإلكترونية والكتابات الصحفية بنوع من السخرية واعتبرته إهانة لمنصب رئيس جمهورية مصر، وتماشياً مع الأوضاع السياسية المتردية والانفلات الذى أصبح السمة الرئيسية فى كل أنحاء البلاد، وبالتالى فلا مانع أن يمتد هذا الانفلات إلى الترشح على منصب الرئيس نفسه، بل والجرأة عليه.

خلال الأيام الأولى أقبل على الترشح المئات من أصحاب المهن الحرفية المختلفة وضباط سابقون، وموظفون وأرباب معاشات وربات بيوت وفنانون، ربما أبرزهم الحانوتى والجزار، ثم المطرب الشعبى سعد الصغير، وشهد مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة مواقف درامية منها أن تم ضبط أحد المتقدمين لسحب أوراق الترشح بلفافة بانجو وآخر بمطواة، وأطلق الكثير من هؤلاء تصريحات ووعودا أثارت السخرية والتأسى من قطاع عريض من الناس على الحال الذى وصل إليه منصب رئيس الجمهورية، والاتجاه إلى اتهام اللجنة بعدم وضع ضوابط وشروط حاسمة للمرشح الراغب فى المنافسة على كرسى الرئاسة، وتفسير ما يحدث بأن المقصود منه التسفيه والتقزيم من منصب الرئيس بغرض دعم مرشح بعينه يدعمه الإخوان أو المجلس العسكرى.

الحصيلة النهائية هى تقدم 15 مرشحاً رسمياً حتى أمس وهى حصيلة 30 يوما، تم فيها فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، أبرزهم حمدين صباحى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وأحمد شفيق وعمرو موسى وأيمن نور وخيرت الشاطر والمستشار هشام البسطويس وخالد على وأبوالعز الحرير، وعمر سليمان الذى تقدم للجنة أمس للاستعلام عن كيفية الترشح. وتغلق اللجنة العليا للانتخابات اليوم الأحد فى الساعة 2 ظهراً باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية بعد مرور 30 يوما على فتحه، وكان أول المرشحين أحمد عوض المرشح عن حزب مصر القومى الذى ينتمى إلى القرية التى ولد فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تلاه بعد ذلك النائب أبوالعز الحريرى الذى قرر الترشح عن حزب التحالف الشعبى، ثم الدكتور محمد فوزى الذى ترشح عن حزب الجيل الجديد، أما المرشح الرابع فهو مدير جهاز المخابرات العامة السابق حسام خير الله والذى ترشح عن حزب السلام الديمقراطى، والمستشار هشام البسطويسى المرشح عن حزب التجمع، ثم الدكتور أيمن نور الذى حصل على عفو شامل من المجلس العسكرى حتى يخوض الانتخابات كمرشح عن حزب الغد.

أما عن المستقلين فقد ترشح الشيخ حازم أبوإسماعيل والذى أحضر معه أثناء تقديم أوراقه رسمياً 117 ألف توكيل من الناخبين وأكثر من 200 توكيل لأعضاء مجلسى الشعب والشورى، والذى أثيرت ضجة حوله مؤخرا بعد تسريب خبر أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، وحتى الآن لم تقرر اللجنة العليا ما إذا كانت ستقوم باستبعاده من عدمه، خاصة أنها تنتظر رد وزارة الخارجية الذى لم يحضر بعد. كما ترشح للرئاسة رسميا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والذى حصل على 96 ألف توكيل من الناخبين، ثم الدكتور عمرو موسى الذى قرر الترشح مستقلا وحصل على 94 ألف توكيل تقدم بها إلى اللجنة، ثم الفريق أحمد شفيق المرشح المستقل بتوكيلات من الناخبين وكانت المفاجأة عندما قررت جماعة الإخوان المسلمين النزول إلى ساحة الانتخابات الرئاسية بالدفع بخيرت الشاطر والذى رشحته رسمياً بعد حصوله على توكيلات أعضاء مجلسى الشعب والشورى فى ظل تصريحاتها السابقة بأنه لن يخوض الانتخابات، ثم تقدم حمدين صباحى مرشح الفقراء بتوكيلات من الناخبين فيما ترشح الدكتور محمد سليم العوا والذى حصل على توكيلات من الناخبين.

وحتى اليوم مازال هناك الكثير من المواطنين يقومون بالاستعلام عن كيفية الترشح.
وعلى جانب آخر تجاوز عدد المصريين المقيمين فى الخارج الذين قاموا بتسجيل بياناتهم فى قاعدة البيانات رغبة منهم فى المشاركة فى العملية الانتخابية نحو 550 ألف مواطن مقيمين خارج البلاد من بينهم 235 ألف مصرى مغترب فى دولة السعودية.

السباق على كرسى الرئاسة وفقاً للخريطة الحالية يتقدمه «فلول» النظام السابق –كما اعتادت وسائل الإعلام تسميتهم- وأبرزهم نائب الرئيس المخلوع الجنرال عمر سليمان ووزير خارجيته عمرو موسى والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء حتى آخر يوم فى عهد مبارك، ثم يأتى مرشحو التيار الإسلامى مثل خيرت الشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح وسليم العوا وحازم أبواسماعيل قبل خروجه من السباق بسبب جنسية والدته الأمريكية، وفى الجانب الآخر نجد مرشحى التيار الوطنى واليسارى والليبرالى مثل حمدين صباحى وهشام البسطويسى وخالد على وأيمن نور وأبوالعز الحريرى.

قراءة ملف كل مرشح من المرشحين تحمل فى طياتها نقاط الضعف والقوة لكل منهم، عمرو موسى بالرغم من أنه يتحدث عن كونه معارضا لنظام مبارك فإنه يواجه بالارتباط بمبارك طوال عشرين عاما، وبارك ترشحه لفترة رئاسية جديدة فى 2005، أما أحمد شفيق فتطارده لعنة موقعة الجمل وحديثه عن أنه غير مسؤول عنها لا يقنع رجل الشارع العادى، أما بالنسبة لعمر سليمان فتطارده لعنة اختياره نائباً للرئيس المخلوع أثناء فترة الثورة، وتصريحات التى أثارت استفزاز المصريين عن ضرورة تعلم الديمقراطية.

ومن المرشحين المحسوبين على نظام مبارك إلى المرشحين المحسوبين على قوى الإسلام السياسى نجد نقطة ضعف خيرت الشاطر فى أنه مدفوع من جماعة الإخوان، كما أنه رجل البيزنس السرى للجماعة الذى يذكرنا بنموذج أحمد عز فى عهد مبارك، أما حازم أبوإسماعيل فيعد نموذجا للكذب السياسى بعد فضيحة الجنسية الأمريكية لوالدته.

أما مرشحو الثورة فيتقدمهم حمدين صباحى الذى يعد رمزاً للحلم الوطنى لكنه يواجه بأموال انتخابية هائلة من مرشحيه ويصر على أن تمويل حملته من الفقراء، وعبدالمنعم أبوالفتوح فيواجه بتخلى أطياف من جماعة الإخوان عنه بعد ترشيح الشاطر، وأيمن نور الذى جاء ترشحه بعد عفو رئاسى من المجلس العسكرى يرى قانونيون أنه عفو ناقص.

وفى معسكر اليسار يأتى أبوالعز الحريرى وخالد على والبسطويسى، غير متفقين على من يتحدث باسم هذا التيار وهو ما يؤدى إلى تفتيت أصوات المتعاطفين معهما.

والسؤال الآن: هل تحسم معركة الرئاسة بين معسكر النظام السابق ومرشح التيار الإسلامى بغض النظر عن نقاط الضعف والقوة فى كل مرشح للجانبين، أم إن مفاجآت وتحالفات وتوازنات الأيام المقبلة قد تقلب طاولة التكهنات والترشحات للرئيس القادم؟.

موسى.. لعنة العمل مع مبارك وراءه فى كل مكان



طريق موسى للرئاسة ملىء بكثير من المصاعب والمطبات الصناعية والطبيعية أيضًا، رغم أنه يتمتع بميزة واضحة على منافسيه، تتمثل فى كونه الأكثر شهرة، فهو معروف لرجل الشارع منذ أن كان وزيرا للخارجية، ثم أميناً للجامعة العربية.

إلا أن هذه الميزة النسبية لموسى ربما تكون نقمة عليه بسبب اقترابه من نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك طوال 20 عاما، خاصة أن الشعب ثار على نظام مبارك حتى سقط رأسه فى 11 فبراير 2011، ومازالت الجماهير تستكمل ثورتها لإسقاط باقى رموز النظام السابق وتحقيق المطالب العادلة لثورتها، وعمرو موسى ابن النظام السابق، لذلك يعد ارتباطه بمبارك ونظامه نقطة سوداء فى رحلة موسى لكرسى الرئاسة.

ورغم ذلك فإن هناك من يرى أنه يتمتع «بكاريزما»، وفيه من مظاهر «رجل الدولة»، ما يجعل من السهل تصوره رئيسا لمصر.

غير أن نقطة الضعف الرئيسية عند موسى تكمن فى أن المجلس العسكرى والتيار الإسلامى «الإخوان والسلفيين»، وهما القوتان السياسيتان الرئيسيتان فى البلاد لا تبديان حماسا تجاه موسى.

فمن ناحية الإسلاميين «الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية»، عمرو موسى خارج حساباتهم خصوصا بعد ترشيح جماعة الإخوان المسلمين نائب المرشد العام خيرت الشاطر، ولاننسى ماحدث بجامع عمر مكرم فى أوائل يناير الماضى عندما هاجم أحد الشيوخ السلفيين موسى عقب أدائه صلاة الجمعة وقال له «نحن لانرحب بأى أحد كان يعمل مع النظام السابق»، وذلك ردا على ترحيب الشيخ مظهر شاهين بموسى، كما استبعد حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية دعمه وتأييده لجميع المرشحين للرئاسة الذين لهم علاقة بالنظام السابق وعلاقته بالمجلس العسكرى الذى يدير شؤون البلاد، ويأتى على رأس هؤلاء كل من عمرو موسى وأحمد شفيق.

أما علاقة موسى بالثوار والنشطاء السياسيين من الحركات والائتلافات فحدث ولاحرج، حيث يرفضه الثوار باعتباره من عهد مبارك وهى حقيقة يعترف بها منظمو حملته، مؤكدين أنها تشكل تحديا كبيرا لهم، وشهدت العديد من مؤاتمرت موسى هجوما من شباب الثورة والجمعية الوطنية للتغيير.

وعلاوة على أن علاقته بعهد مبارك تخصم من رصيده فى الشارع، فإن مراهنته على أصوات خيار الاستقرار والقوى التقليدية قلت بعد أن رشح أحمد شفيق نفسه ثم إعلان عمر سليمان عن خوض السباق، لأن أعضاء الحزب الوطنى المنحل سينقسمون حول الاثنين وهذا يضعف موقفهما أيضا، وثمة سؤال يتبادر إلى الذهن: إلى من سيذهب صوت مؤيدى مبارك؟ وهل سيكون حجمهم مؤثرا فى مشهد الانتخابات؟

وبما أننا نتكلم عن الكتل التصويتية فهناك الكتلة القبطية التى يراهن موسى عليها خصوصا أن علاقة موسى بالكنيسة والأقباط جيدة وأنه ينبذ الفكر الطائفى وطالب الكنيسة بالتكاتف والوحدة مع المسلمين للخروج بمصر من هذه المرحلة الحرجة، إلا أن ظهور شفيق قد يخصم من رصيد أصواته لدى الأقباط.

وإذا كنا نتكلم عن مستقبل مصر يجب أن نعرف جميعا أن عمرو موسى يبلغ من العمر 75 سنة وهى سن كبيرة وتحد من حيويته وقدرته على العمل الدؤوب والمتواصل الذى تحتاجه مصر، وهى فترة البناء والانطلاق كما أنه فى نهاية الفترة الرئاسية سيكون 80 عاما.
ورغم ذلك فإن موسى أكد أن الرئيس القادم لمصر يجب أن يكون لفترة واحدة فقط، يقود فيها عملية الإصلاح ويضع البلاد على طريق الاستقرار وإرساء الأمور ومحاربة الفساد للنهوض بالمؤسسات الاقتصادية. وعلى العموم يجب أن يدرك موسى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة مختلفة عن سابقتها، حيث الشارع الآن له رأى مختلف وسقف طموحاته عال يحتاج إلى رئيس من نوعية خاصة.

نور.. فرصه مهددة بالضياع بسبب أوراق العفو




12/أخيرا قدم الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، أوراق ترشحه إلى اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على عفو استرد من خلاله اعتباره ليلحق بغيره من المتنافسين على كرسى الرئاسة، متميزا عنهم جميعا بأنه الوحيد الذى ترشح للرئاسة للمرة الثانية.. كانت الأولى 2005 فى عز عنفوان الرئيس السابق مبارك، ونظامه القمعى الأمنى..

كان ترشح أيمن نور فى 2005 ممثلا عن الحزب الذى أسسه «الغد» قبل انقلاب رفاقه عليه، وتلفيق أو تضخيم الدولة لقضية تزوير توكيلات الحزب، والتى ألقت به فى السجن فى مسلسل دراماتيكى كان أحد مشاهده تجريده من حصانته البرلمانية فى يوم جمعة للقبض عليه فى منزله بالزمالك، وكانت شعبيته فى هذه الفترة وبعدها جارفة بالشارع المصرى، وإن تأثرت بعض الشىء باتهامات روجها وضخمها الإعلام الحكومى من صحافة وتليفزيون وإذاعة، مفادها أن علاقات قوية تربطه بالولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى جعل بعض أنصاره ينصرفون عنه، وآخرين تتذبذب مواقفهم تجاهه، فيما بقى فريق ثالث على العهد.

ولعل أيمن نور يدرك تماما أن انتخابات 2012 تختلف عن سابقتها، ليس فقط فى الجوانب الإيجابية، ومنها ضعف احتمال تزويرها، ووقوف السلطة الحاكمة على الحياد من جميع المتنافسين، لكن أيضا فى قوة المنافسة، ففى 2005 كان ينافس «نور» مبارك الطاغية، بمساندة من البسطاء وبعض المثقفين وجميع القوى الدينية والعلمانية واليسارية تقريبا، لكن فى الانتخابات القادمة يواجه منافسة شرسة، بعضها وأخطرها يستند إلى البعد الدينى، بينما الرجل- أى أيمن نور- يقف فى صفوف الليبراليين الذين يراهم الإسلاميون وأنصارهم من البسطاء كفرة وأعداء للإسلام، ناهيك عن المرشحين الذين ينتمون إلى النظام السابق، وفى مقدمتهم عمر سليمان وأحمد شفيق، وهؤلاء لهم شعبية لا يستهان بها، خاصة فى أوساط من أطلق عليهم «حزب الكنبة»، والكافرين بالثورة نتيجة ما ترتب عليها من تداعيات، اعتبر بسببها عدد كبير من المواطنين الثورة وباء على مصر، وهذا يعقد المسألة أمام أيمن نور، حتى وإن استقبله أهالى باب الشعرية بالقاهرة بالزغاريد والشماريخ والألعاب النارية يوم ترشحه رسميا الجمعة الماضى، فذلك لا يعنى أن له نفس شعبيته التى اعتادها أيام كان مرشحا للبرلمان أو حتى الرئاسة فى 2005، خاصة أن باب الشعرية هى دائرته الانتخابية، وبالتالى يصبح الأمل فى فوزه بمنصب الرئيس ضعيفا.

أيمن نور الذى اتسم بصلابته ووقوفه فى وجه الديكتاتور ونظامه يوم كان غالبية أبطال المرحلة الحالية يعقدون معه الصفقات، ويداهنونه، أو يجلسون فى مقاعد المتفرجين لمشاهدة افتراس المعارض الهمام أيمن نور لتجرئه على مجابهة مبارك - وهو ما حدث لاحقا – أعاد له المجلس العسكرى اعتباره من تهمة يراها كثيرون أنها كانت ثمنا لمواقفه، تماما كما فعل المجلس مع خيرت الشاطر، مرشح الإخوان، وإن كان محللون يرون أن العفو عن «نور» جاء لتجميل تبرئة الشاطر.

لكن أيا ما كانت التصورات والتحليلات ودوافع القرارات، فإن المؤكد هو أن أيمن نور مرشح رسمى للرئاسة، وهذا واقع يتطلب منه جهودا خارقة للوصول إلى المنصب، وهو على كل حال- فى تصورى- ليس مستحيلا، خاصة إذا علمنا أن «نور» لم يعادِ بشكل صريح فى أى مرحلة أيا من التيارات الأخرى حتى أنه استنكر إبعاد الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل الذى كان قاب قوسين أو أدنى من كرسى الرئاسة، بل وصفه - فى يوم ترشحه - بأنه عار فى جبين مصر.

شفيق.. موقعة الجمل تهدد أحلامه فى الرئاسة



قاتل الفريق أحمد شفيق، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، خلال العام الماضى كما لم يقاتل طوال حياته العسكرية فى القوات المسلحة أو التنفيذية فى وزارة الطيران المدنى، محاولا أن يظل صامدا فى ظروف جميعها ضده، حتى ماضيه هذا المملوء بالقتال لم يشفع له ليحتفظ بالشعبية التى كانت لديه، وتقتضى مسألة ترشحه للرئاسة أن يظل هكذا ممسكا بمنتصف العصا، يرفض أن يتبرأ تماما أو يبرر كونه خيطا فى رداء النظام السابق، ويتحسس خطاه جيدا حينما يتحدث عن ثورة 25 يناير ولسان حاله يقول «أنا أعترف بها لكننى لا أعترف بكل ما تفعله»، ولكنه امتلك الجرأة - التى تقترب فى أعين معارضيه من وصف يعاقب عليه القانون - لأن يعلن عن نفسه، ويصر على الوجود فى الساحة السياسية والإعلامية غير مبال بالصورة السيئة التى خلفها وجوده فى الأيام الأخيرة لحكم الرئيس السابق حسنى مبارك، ففى صبيحة يوم لا يقل غموضا وضبابية عما نحن فيه الآن، خرج «شفيق» بوصفه رئيسا لوزراء مصر فى أيام يعتبرها هو نحسا على تاريخه، ليبرر «موقعة الجمل»، وهى الجريمة التى كانت سببا فى انهيار آخر قلاع مبارك، وأفقدته ما بقى لدى الناس من تعاطف نحو نظامه، ورغم ما أبداه «شفيق» من استعداده لتحمل المسؤولية تجاه المعتصمين بميدان التحرير، بدا أكثر التزاما بمسؤوليته فى الحفاظ على بقاء مبارك.

ولعل النقطة الأبرز التى تحسب للفريق أحمد شفيق أنه استطاع بسبب جرأته هذه أن يكتسب مؤيدين جددا من المصريين فى عدد من المناطق المصرية، وكانوا يتجمعون حوله فى جولاته التى لم يفسدها عليه سوى التفاف بعض أعضاء الحزب الوطنى المنحل، أو محاولات الهجوم على مؤتمراته من بعض الشباب الذين يسمون أنفسهم «ائتلافات الثورة»، ورغم ذلك مازال الرجل صامدا، ويلقى حفاوة غير قليلة فى بعض المناطق.

الفريق أحمد شفيق يستعين بمبدأ «منتصف العصا» فيتحدث عن أحلام الناس فى التنمية، ويعدهم بأن تتحول مصر إلى دولة متقدمة مثل ماليزيا فى 5 سنوات فقط، دون أن يخبرهم كيف، كما يداعب شعورهم بالخوف ورغبتهم فى استعادة الأمن، فيحدثهم عن أولوياته باستعادة هيبة الشرطة، ويعتمد على هالته العسكرية ليوحى إليهم بمدى ما يحمله لهم من حزم فى المستقبل، لكنه للأسف، لم يشرح مرة واحدة، سواء فى لقاءاته التليفزيونية أو الجماهيرية، كيف سيصنع كل هذا، ولماذا يضيق على نفسه ببرنامج زمنى محدد لمحاسبته على ما وعد به؟

علاقة «شفيق» بالنظام السابق فقط ليست المعيار لتحديد مستقبل التصويت له فى انتخابات الرئاسة، فالرجل يقف على مسافة ضبابية، بالنسبة لجميع منافسيه فى السباق الرئاسى، بينما هناك ثلاث علاقات أخرى جوهرية لها بالغ الأثر فى مستقبله كمرشح، الأولى هى تلك التى تقربه من المجلس العسكرى، فهو- ظاهريا- المرشح الوحيد الذى يتواءم مع التراكم التاريخى لفكرة الرئيس ذى الخلفية العسكرية، وربما حاول أن يضع المجلس فى صفه بإعلانه أكثر من مرة أنه طلب رأى المشير حسين طنطاوى فى مسألة ترشحه، والأخير وافقه وبارك قراره، و أحرج «شفيق»، ربما دون أن يقصد، أعضاء المجلس العسكرى الذين لم يتوقفوا عن الترديد بأنهم لا يؤيدون مرشحا بعينه حتى إن كان عسكريا، أو داعب أحلامهم بالحفاظ على امتيازات القوات المسلحة فى الجمهورية الجديدة.

العلاقة الثانية تتمثل فى المساحة التى بينه وبين تيار الإسلام السياسى بجميع أطيافه، فجانب كبير من هذا التيار لا يرضى عن التقارب مع مرشح محسوب على النظام السابق، وفى نفس الوقت هو تيار تدفعه نشوة الظهور والسيطرة التى يعيشها حاليا بالانفتاح على جميع التيارات، و«شفيق» أدرك هذا جيدا، و غازل الإخوان المسلمين مرة بقوله «نزول الإخوان المسلمين لميدان التحرير ومشاركتهم فى ثورة 25 يناير رسخ وضعها لدى الشارع فى الشهر الأول»، كما أمّن نفسه من عداوة السلفيين بإعلانه عن احترامه لهم، داعيا الناس لعدم التخوف منهم.

والعلاقة الثالثة هى علاقة الشد والجذب التى يمارسها من حين لآخر مع الدكتور محمد البرادعى، المرشح المنسحب مبكرا من السباق الرئاسى، وخطورة هذا الشد والجذب أن تأثيره السلبى يعود على «شفيق» نفسه، فالبرادعى دائما ما يكرر أن ترشح «شفيق» للرئاسة يعنى عدم سقوط النظام السابق.

سليمان.. نائب حسنى مبارك الذى يرفضه الثوار



تمتع عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، بعدد من الألقاب المهمة التى تعكس شخصيته، من بينها الجنرال، والعقرب، لما تميز به من لدغات سامة أثناء مفاوضاته مع الغير، وأبوالهول، نظرا لصمته الدائم، وعدم القدرة على قراءة تعبيرات صفحة وجهه، وعزوفه عن التحدث لوسائل الإعلام طوال عمله الرسمى فى المخابرات المصرية، حتى إنه لم يدلِ بأى حديث أو تصريح صحفى، سواء لوسائل الإعلام المحلية أو العالمية.

لقب «الرجل الغامض» الأكثر شيوعا فى الدوائر السياسية العالمية، فهو لكونه رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، غلّف شخصيته بغلاف الغموض والسرية الشديدين.

حاول الرئيس المخلوع حسنى مبارك أن يستعين به لترميم نظامه الذى تسلل إليه الانهيار عقب جمعة الغضب 28 يناير 2011، عندما دفع به متأخرا وفى الوقت الضائع ليكون نائبا له، وهو القرار الذى هز من أسطورة الرجل فى الشارع السياسى المصرى، وكانت تكلفة فاتورته باهظة الثمن.

عمر سليمان وقبل ثورة 25 يناير كان مطلبا شعبيا ليكون خليفة لمبارك، ويقف كحجر عثرة أمام مشروع التوريث، للدرجة التى دفعت بعض محبيه إلى توزيع ملصقات فى عدد من المناطق الشعبية، فى سبتمبر 2010 تطالب بانتخابه رئيسًا للجمهورية، ومنها إمبابة، وفوجئ الجميع بإزالة هذه المصلقات على الفور، لكن هذا المطلب تغير للنقيض بعد ثورة 25 يناير، فانقسم حوله الشارع، بين التيارات السياسية وشباب الثورة الذين يرفضون ترشحه لكونه أحد أركان النظام السابق، وبين المواطنين البسطاء الذين يرون فيه عنوانا مبهجا للاستقرار والأمن فى مصر، فى حالة وصوله للمقعد الرئاسى.

خاض سليمان كل الحروب التى كانت مصر طرفاً فيها، مثل حرب اليمن، ثم حرب 1967، والسادس من أكتوبر 1973، وله حضور دولى كبير، وكان معظم الدبلوماسيين الأجانب يرون فيه خليفة مبارك، حتى اندلعت ثورة 25 يناير، فسارع مبارك للاستعانة به ليهدئ ثورة الشعب، بتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية فى 29 يناير 2011، وكلفه بالحوار مع قوى المعارضة فيما يتعلق بالإصلاح الدستورى، لكنه كان حلا متأخرا، لأن الشعب لم يكن يرضى أن تخمد ثورته بمجرد تعيين أى شخص مهما كان محبوبا لديه فى منصب نائب الرئيس فى نظام فاسد، وفى 10 فبراير أعلن مبارك عن تفويضه بصلاحيات الرئاسة، ولم يلقَ هذا القرار القبول فى الشارع الثائر الذى تحطم سقف خياله، وأصبح بلا حدود، فكان الرجل الذى حمل خطاب التنحى فى 11 فبراير ليعلنه على المصريين.

بعد إعلان قرار تنحى مبارك توارى عمر سليمان عن الأنظار تماما حتى فاجأ الجميع يوم الجمعة 6 إبريل بإعلان ترشحه لخوض الانتخابات، وكان القرار بمثابة الحجر الذى ألقى فى بركة مياه راكدة، فحركها، فأحدث بها حراكا كبيرا.

ولد سليمان عام 1936، متزوج وله ثلاث بنات، وتنحدر جذوره إلى أصول صعيدية، وتحديدا محافظة قنا التى تبعد بمسافة ليست كبيرة عن محافظة أسيوط، مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهو الأمر الذى بدا كأن الرجل سيكون «المرشح الصعيدى»، ليعيد سيناريو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتلقى تعليمه فى الكلية الحربية، وفى عام 1954 انضم للقوات المسلحة المصرية، وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا فى أكاديمية «فرونزى» بالاتحاد السوفيتى، كما حصل على شهادة الماجستير فى العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وحاصل على الماجستير بالعلوم العسكرية، ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام فى هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفى 22 يناير 1993 عُين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.

العوا.. الإسلاميون تخلوا عنه والأحزاب تراجعت عن تأييده



لم تترك ثورة 25 يناير عيبا أو عورة فى هذا الوطن.. إلا ونزعت عنها ورقة التوت التى تسترها، وإن لم تفعل الثورة سوى أنها كشفت وفضحت كل ما غلّفه غموض الزمن والمعارضة الديكورية بالعظمة أو الأهمية لكفاها.

على مدار السنوات الطويلة الماضية، أقنعونا بأشياء، وصوروا لنا حكايات عن أشخاص، قالوا إنهم مناضلون ومثقفون ومفكرون وأصحاب مبدأ، ومخططون ورجال سياسة من الطراز الأول، ولكن حينما جاءت رياح الثورة، ومهدت لهم الطرق، وفتحت لهم أبواب خدمة الوطن، اكتشفنا أنهم.. لا مفكرين ولا أهل سياسة ولا تخطيط.

الدكتور محمد سليم العوا المرشح لرئاسة الجمهورية، واحد من هؤلاء.. كان يتم تقديمه لنا نحن جيل الشباب، بأنه المفكر الكبير، وأنه واحد من الشخصيات التى يحرمها قمع مبارك من خدمة مصر، فإذا بالثورة تأتى، وإذا بالدكتور العوا يتقدم رويدا رويدا للأمام، ويرتبك مع أحداثها، ويلقى بتصريحات فى الفضائيات تتناقض تماما مع مايقوله فى الصحف، وتختلف كلية مع مايقوله فى الندوات، وحينما أعلن الرجل ترشحه لرئاسة الجمهورية، انتظرنا منه الكثير من الأفكار والأحلام والخطط والمشروعات القومية التى لا تخرج سوى من رجل، تم تقديمه لجيل الشباب بأنه المفكر الكبير محمد سليم العوا، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، وسقط العوا فى فخ التصريحات التى هوى إليها أغلب المرشحين للرئاسة.

الدكتور العوا الذى يعتبر أحد المرشحين الإسلاميين على الساحة، كان أول من دعا التيارات الإسلامية لتوحيد صفوفها ودعم مرشح واحد لتجنب تفتيت الأصوات، ومع ذلك لم نسمع أن الرجل تراجع عن الترشح للرئاسة من أجل فكرته النبيلة، وهى عدم تفتيت أصوات الإسلاميين، رغم قيام الإخوان بترشيح الشاطر، وتأرجح التيار السلفى بينه وبين الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وخلال الفترة التى كان فيها مرشحا محتملا، وقف على حبل المواءمات، حتى يحظى بتأييد السلفيين والإخوان متغاضيا عن أخطاء التيار الدينى الكثيرة، بداية من استفتاء مارس الذى تم تحويله إلى معركة دينية، شارك فيها الدكتور العوا بالدعوة إلى نعم، حتى لا ندخل نفق الديكتاتورية مرة أخرى، وانتهاء بأزمة الجمعية التأسيسية الذى اكتفى بأن يقول بأنها لابد أن تكون توافقية، رغم السعى الحثيث من جانب الإسلاميين من أجل السيطرة عليها. وعلى عكس ماكان البعض يتخيل كان الدكتور العوا واحدا من الرافضين لحل جهاز أمن الدولة فى أول تصريحات له، أدلى بها بعد الثورة مباشرة، وهو نفسه الذى لم ير فى المجلس العسكرى وتقاعسه عن القصاص للشهداء، أو حماية المتظاهرين فى محمد محمود، أو التلاعب بالمرحلة الانتقالية أى عيوب سوى أنه قليل الخبرة.

الحلم بكرسى الرئاسة حول الدكتور العوا إلى رجل المتناقضات الأول، فهو الذى قال فى مارس 2011 أثناء حواره مع الزميل أحمد الصاوى فى «المصرى اليوم»، إن أسلم شىء لمصر هو التحول لدولة برلمانية، وليس دولة رئاسية، وأن يكون الرئيس الجديد رمزاً للبلاد، وحكماً بين السلطات، ولا يكون رئيسا تنفيذياً، ثم عاد وكأنه شخص آخر فى مارس 2012، ليعلن هو وعدد من المرشحين الآخرين أنه سيترك سباق الرئاسة، إذا تم اللجوء إلى نظام برلمانى، ينتقص من صلاحيات الرئيس.

ولع الدكتور العوا بالمنصب الرئاسى، يبدو واضحا بشكل أكثر فى انشغاله بالتصريحات الوردية عن تقديم فكرة صالحة أو مشروع قومى يبهر الناس، ويبدو مكشوفا ومفضوحا، حينما تقارن هرولته فى السباق الرئاسى بالكلمة التى قالها فى حواره مع رولا خرسا، وتنتشر فى فيديو مسجل بالصوت والصورة، وهو يرد على سؤالها الخاص، بما إذا كان يفكر فى ترشيح نفسه للرئاسة؟ فيرد قائلا: لا، لا.. لا أستطيع إدارة مكتبى الذى به 12 شخصا، فهل يمكن أن أكون رئيس جمهورية ؟ بلاش والنبى الحكاية دى!

أبوإسماعيل.. جنسية والدته أطاحت به خارج السباق



هو شىء أغرب من الخيال، ولم يكن لأعتى الروائيين أو كتاب السيناريو أن يتخيل هذا المصير للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، فالرجل الذى كان غير معروف لأحد قبل الثورة، صار ملء السمع والبصر فى أشهر معدودات، ونال من الشعبية الكثير، حتى توقع الكثيرون أن يكون رئيس مصر القادم. ثم وبلا سابق إنذار تفجرت مشكلة جنسية والدته الأمريكية، والتى قطعت طريقه وحرمته من استكمال خطواته نحو قصر العروبة. واستمراراً لمنهج اللامعقول، تعلو الآن أصوات أتباعه ومؤيديه لرفض اعتبار جنسية أمه الأمريكية عائقا نحو الوصول إلى كرسى الحكم، وكان آخر هذا ما حدث يوم الجمعة الماضى، حيث تظاهر الآلاف رافضين إخراجه من سباق الرئاسة تحت أى ظرف، ومشككين بشتى الطرق فى تأكيد وزارة الداخلية على أن أمه حملت الجنسية الأمريكية، ومنتظرين رأى وزارة الخارجية الأمريكية فى المسألة، رغم أن اسم والدته وجد بين أسماء المواطنين الأمريكيين الذين يحق لهم الانتخاب!
غير أن اللافت للنظر أن كل خصوم الشيخ يعترفون له بقوة التأثير واتساع الشعبية، وهو ما تأكد أكثر من مرة بطرق شتى، فالرجل يعرف كيف يخاطب رجل الشارع بحكم تعوده على إلقاء الخطب فى المساجد، كما أنه اكتسب شعبية لا بأس بها منذ أن كان يقدم برنامج «فضفضة» على قناة «الناس»، كما أن الرجل الذى يعيب عليه خصومه عدم الاشتغال بالسياسة من قبل، استفاد أكبر استفادة من عمله بالمحاماة، فبدا منطقياً فى كلامه، حتى لو خالف قواعد المنطق، مستعينا بقواعد المراوغة والالتفاف السياسى، وهى ملكة لا تتوفر فى كثير من السياسيين المحنكين، وفى وسط كل هذا يغلف الشيخ كلامه دائماً بآيات القرآن، والأحاديث النبوية، فتحدث أثراً كبيراً عند مستمعيه، كما أن ميله فى كثير من الأحيان إلى إلقاء النكات والقفشات المضحكة جذب إليه شرائح كثيرة من محبى الوجوه الباسمة، وانتماؤه للثورة بكل مراحلها وحماسته الدائمة وهجومه الحاد على المجلس العسكرى جذب إليه فصائل ثورية كبيرة، ومنهم بعض شباب الأولتراس، وفى النهاية كان تأييد مجلس شورى علماء السلفية الذى يتكون من العديد من المشايخ أصحاب الثقل الإعلامى والدعوى الكبير مثل الشيخ عبدالله شاكر، والشيخ محمد حسان، والشيخ أبوإسحاق الحوينى، والشيخ محمد حسين يعقوب، والدكتور سعيد عبدالعظيم، والشيخ مصطفى العدوى، والدكتور جمال المراكبى، والشيخ وحيد بالى، والشيخ أبوبكر الحنبلى، والشيخ جمال عبدالرحمن، بمثابة الكلمة الفصل فى إكسابه شعبية فاقت التوقعات، مهد إليها احتفاء القنوات الدينية، مثل الحكمة، والرحمة، والناس.

وكما كان للرجل العديد من العوامل التى ساعدت فى انتشاره، كان لدى خصومه فى الفكر والسياسة مآخذ كثيرة عليه، إذ إن الرجل كان فقيرا فى التجارب السياسية، كما أنه كان يدلى بالكثير من التصريحات الغريبة، كقوله إن أوباما لم يكن يعمل بالسياسة قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذى تدرج فى المناصب السياسية والحزبية المتعاقبة، والتى أهلته فى النهاية إلى حكم أمريكا، كما أنه شغل الناس بمشكلة تحريم «البهارات وجوز الطيب» التى هوجم بسببها كثيراً حتى من المتدينين بسبب أن «البهارات وجوز الطيب» كانت من الأشياء الشائعة فى عصر النبوة، ولم يحرمها الرسول صلوات الله عليه، كما أن أتباعه أسرفوا فى استخدام الخرافات لجذب الأنصار إليه، فادعوا أنه لمس أذن سيدة مشلولة فشفيت، كما أن أحد الخطباء لم يجد شيئاً ليدافع به عن اتهامه بالكذب فى مسألة جنسية أمه الأمريكية إلا الادعاء بأن الرسول أتى له فى المنام، وقال له إن الله راض عن أبوإسماعيل.

حمدين.. المشروع الناصرى الذى ينقصه التمويل



«حمدين صباحى هو رئيس مصر المقبل»، جملة تسمعها كثيرا باعتبارها الحقيقة الوحيدة المؤكدة، إذا تجولت فى شوارع مدينة بلطيم، المعجونة بالسياسة والثورة والمتحفزة لانتخابات الرئاسة المقبلة، حيث الشباب والأطفال يحفظون عن ظهر قلب، سيرة ومسيرة الزعيم الناصرى والمناضل السياسى وبلدياتهم دون غيره طبعا من المرشحين.

نفس الجملة تسمعها بنبرات متفاوتة إذا تجولت فى مراكز ومدن محافظة كفر الشيخ، دسوق، سخا، بيلا، مطوبس، تجد من يقولها على سبيل التمنى بأن يفوز ابن المحافظة بالرئاسة حتى يكسر حظ المنوفية المحافظة المحظوظة برئيسين متتاليين، وتجد من يطلقها وهو يدعوك للتفكير، ويضعك أمام مقدمات تقود إلى أن حمدين بالورقة والقلم الأكثر جدارة والأحق برئاسة الجمهورية الأولى بعد الثورة، والخلاصة أن حمدين صباحى صاحب حظوظ وافرة جدا فى سباق الرئاسة إذا أجريت الانتخابات فى محيط كفر الشيخ، أما وأن الواقع يؤكد إجراء الانتخابات الرئاسية على مستوى القطر المصرى مع الأخذ بأصوات المصريين فى الخارج، فالحسبة تتخذ شكلا يتعلق بطبيعة الخريطة السياسية الحالية المليئة بالعشوائيات.

يبدأ حمدين صباحى برنامجه الرئاسى بحلم كبير يهدف إلى الانتقال بمصر من مصاف دول العالم الثالث إلى الدول الاقتصادية الناهضة، والمنافسة على موقع متقدم فى ترتيب أقوى اقتصاديات العالم، طيب إزاى يا عم حمدين؟ تجيبك حملته الانتخابية من خلال البرنامج المعلن، من خلال 3 محاور أساسية، الأول يتصدى لبناء نظام سياسى ديمقراطى يحقق الفصل بين السلطات الثلاث، والاستقلال الكامل للقضاء وإطلاق الحريات العامة، وحرية وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدنى وإصدار قانون محاسبة رئيس الجمهورية، ويتصدى المحور الثانى لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تخليص الاقتصاد الوطنى من الفساد والاحتكار وإقرار الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور، واسترداد ثروات مصر المنهوبة وتنمية الصعيد وسيناء، أما المحور الثالث فيهدف إلى استقلال مصر الوطنى واستعادة دورها القومى والإقليمى والسعى لعلاقة «ودية - ندية» مع أمريكا، والوقف الفورى لتصدير الغاز لإسرائيل.

والحق أن أقل ما يمكن أن يقال عن المحاور الثلاثة لبرنامج حمدين صباحى أنها مبهرة وترفع الكرامة الوطنية إلى عنان السماء بمجرد قراءتها، لكن ترمومتر الحماس سرعان ما يتراجع بقوة فور أن ترد على الذهن وسائل تحقيق هذا البرنامج اليوتوبى، فى ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية والتى تحتاج إلى عشر سنوات على الأقل لتغيير بنية النظام الاقتصادى نفسه المعتمد على سيطرة مجموعة قليلة من رجال المال المرتبطين بنظام مبارك، وتآكل المكانة المصرية، وفى ظل الفساد الذى ضرب المجتمع.

موقف حمدين صباحى من المجلس العسكرى متوازن، ليس مع وليس ضد، مصاغ بمهارة سياسية ترضى جميع الأطراف، فهو يؤيد ما يسميه هو بـ«الخروج العادل للمجلس» بعيدا عن مصطلح الخروج الآمن لأن الخروج الآمن فى رأيه معناه أن المجلس ارتكب أخطاء يجب التجاوز عنها، لكنه فى الوقت نفسه يطالب بتقديم كل المسؤولين عن سقوط شهداء ومصابين لمحاكمة عادلة، ورغم أنه يحمّل المشير طنطاوى مسؤولية كل الأخطاء التى شهدتها المرحلة الانتقالية، إلا أنه لا يحسم موقفه من محاكمة المشير على قتل الشهداء.

وعلى العكس من موقفه المتوازن الدبلوماسى من المجلس العسكرى يأتى موقفه من انتخابات الرئاسة، متطرفا، خاصة ما أعلنه من تهديد بعودة الثورة مجدداً لميدان التحرير، ما لم يتم انتخاب رئيس للبلاد يعبر عن الحالة الثورية ويستكمل أهدافها، وهو كلام يفهم منه المصادرة على الانتخابات ونتائجها مسبقا.

أبوالفتوح.. الإخوان ضده وعضوية «الإرشاد» تطارده



ما بين شائعات عن أسباب «شخصية» لدى قيادات بجماعة الإخوان المسلمين منعت دعم الجماعة للقيادى السابق بها عبدالمنعم أبوالفتوح فى سباق الترشح للانتخابات الرئاسية، وبين تأكيدات للجماعة بأن أسباب رفضها دعم أبوالفتوح ترجع إلى خروجه من الصف الإسلامى -وليس عنه- ثم تراجعها ودفعها بأحد أبرز قياداتها -خيرت الشاطر– مخالفة بذلك وعدا أولَ بعدم المنافسة على المقعد الرئاسى وتعهدا ثانياً بعدم تأييد مرشح ذى خلفية إسلامية، ما بين هذا وذاك يظل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية رمزا ساطعا على سوء الأداء السياسى لجماعة الإخوان المسلمين طوال الفترة التى تلت ثورة 25 يناير 2011، ويظل موقفها منه دافعا لدى الكثيرين للتعاطف معه حتى من داخل البيت الإخوانى نفسه، وهو تعاطف دفع البعض ثمنه بالخروج من «جنة» الجماعة بعد إعلانهم صراحة تأييدهم لأبوالفتوح وتحريرهم توكيلات داعمة له، متحدّين بذلك قرارا للجماعة برفض تقديم أى شكل من أشكال الدعم له.

إعلان جماعة الإخوان المسلمين طرح الشاطر للرئاسة كان يعنى على الفور خسارة أبوالفتوح لأصوات «المطيعين» من أعضاء الجماعة القائمة على مبدأ السمع والطاعة لما يصدر عن هيئاتها العليا وعلى رأسها مجلس الشورى، ليبقى الرهان على مجموعات من الشباب يمكن لها أن تخلع عصا الطاعة وتمنح أصواتها له إما بناء على سابق دعم أو انطلاقا من رفض لمواقف جماعتهم.

يبقى أبوالفتوح هو المرشح الذى لا يمكن القول بأن هناك حزبا بعينه أو جماعة أو تيارا يؤيده بكامله، وحتى حين أعلن رئيس حزب الوسط المهندس أبوالعلا ماضى تأييده لأبوالفتوح فإن هذا الموقف قوبل بتحفظات من داخل حزبه، ليتركز دعم أبوالفتوح فى مجموعات من الشباب المتطوعين، كما يبقى رهان مؤيدى الرجل على تحول عدد من مناصرى الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل –خاصة من شباب السلفيين– لدعم أبوالفتوح بعد خروج مرشحهم من السباق، وهم يفعلون ذلك انطلاقا من كون أبوالفتوح مرشحا ذا خلفية إسلامية من ناحية، ومن ناحية أخرى ردا على موقف يعتبرونه متخاذلا –وفى نظر البعض منهم متآمرا– من جماعة الإخوان المسلمين إزاء مرشحهم الشيخ أبوإسماعيل، فيما يرى ليبراليون وعلمانيون فى أبوالفتوح الجانب المستنير من التيار الإسلامى، خاصة فى ظل مواقفه المعلنة من قضايا المرأة والأقباط والحريات والتعددية الحزبية وغيرها من القضايا موضع الخلاف بين الليبراليين والعلمانيين من جانب والإسلاميين من جانب آخر.

وفيما تردد فى وقت من الأوقات أن أبوالفتوح يحظى بدعم قطاع من الأقباط، فإن هذا الحديث رآه مراقبون مجافيا لطبيعة التصويت القبطى فى الانتخابات والذى غالبا ما يميل إلى دعم المرشح الأقرب إلى السلطة الحاكمة.

ومع ما يحظى به أبوالفتوح من «تعاطف» بين قطاعات ليست بالقليلة من النخبة فلا يمكن القول إن أبوالفتوح يحظى بنفس القدر من التعاطف بين الكتلة التصويتية الأكبر والحقيقية والمتمثلة فى ملايين المواطنين بمختلف محافظات الجمهورية والذين تختلف حساباتهم تماما عن توجهات النخبة وتحليلات رموزها، ويبقى الجميع فى انتظار كلمة الصناديق.

الشاطر.. رمز بيزنس الإخوان الذى يعيد سيرة «عز»



لم يكن فى حسبان المهندس خيرت الشاطر أن الفترة التى قضاها بين عامى 1974 و1981 فى عمل مشروعات اقتصادية مثل التجارة الحرة والمقاولات والاستشارات الهندسية، وما يسبقها من عملية التدريب على العمليات التجارية على يد والده، أنها «بروفة» لاحتمالية قيادة الاقتصاد المصرى من على كرسى رئاسة الجمهورية بعد قرار خوضه سباق الانتخابات الرئاسية.. فالقرار المفاجئ لجماعة الإخوان المسلمين بترشيح «الشاطر» للانتخابات الرئاسية وعدولها عن قرارها السابق بعدم الترشح لهذا المنصب أدخل السباق الرئاسى لحسابات جديدة وأربك توقعات المتابعين له، خاصة أن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، اعتمد فى الترويج لـ«الشاطر» على «عقليته» الاقتصادية ومشروع نهضة مصر الذى يعتبر نواة برنامجه الانتخابى.

ورغم الانتقادات التى كانت قيادات الإخوان توجهها للحزب الوطنى المنحل، بالدفع برجال الأعمال لمناصب قيادية وتزاوج المال والسلطة، ورفضهم لسياسات رجل الأعمال المحبوس حاليا المهندس أحمد عز، فإنهم قرروا ترشيح «الشاطر» أحد أبرز القيادات الاقتصادية بالجماعة لمنصب رئيس الجمهورية للحفاظ على الثورة، بحسب تفسيراتهم لمبررات التراجع عن القرار، ليخرج الشاطر من حياة الاعتقال والسجون ليصل لسدة الحكم.

وارتبط اسم «الشاطر» بالإخوان المسلمين منذ عام 1974م، حيث عمل بعد تخرجه معيدا ثم مدرسا مساعدا بكلية الهندسة فى جامعة المنصورة حتى عام 1981م، وأصدر الرئيس المصرى محمد أنور السادات قرارا بنقله خارج الجامعة مع آخرين ضمن قرارات سبتمبر 1981م، ولم يكتف بذلك، بل حصل على ليسانس الآداب جامعة عين شمس، قسم الاجتماع، وحصل على دبلوم الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية، ودبلوم المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وحصل أيضا على دبلوم إدارة الأعمال من جامعة عين شمس، كما حصل على دبلوم التسويق الدولى من جامعة حلوان.

وسافر خيرت الشاطر، وكانت الفترة من 1981 إلى 1987 فترة تواجده فى أوروبا والمنطقة العربية، وكان سفره فى البداية لغرض الدراسات العليا، لكن العمل التجارى استهواه مرة أخرى فمارس العديد من الأنشطة التجارية فى منطقة الخليج وأوروبا. وعاد إلى مصر عام 1986 ليؤسس مع حسن مالك الشركة الرائدة سلسبيل التى كانت وقتها من أكبر شركات الحاسب الآلى فى مصر، وكانت لها الريادة والسبق فى فى إدخال الحاسوب إلى المنطقة العربية.

ومشروع النهضة الذى يعتمد عليه «الشاطر» كأساس برنامجه الانتخابى للرئاسة يرتكز وفق رؤيته على بناء نهضة الأمة على أساس المرجعية الإسلامية، لذلك تم طرح مشروع «المساهمة فى بناء نهضة مصر» ومدى إمكانية الاستفادة من دول معينة تم انتقاؤها بعناية شديدة من خلال معايير واضحة ومحددة، مثل ماليزيا وتركيا وسنغافورة، واضعين فى الاعتبار أن كل دولة لها خصوصيتها ولا يمكن استنساخ تجربة أى دولة بشكل كامل. والجماعة من جانبها لم تكتف بمؤتمرها الصحفى الذى أعلنت منه «الشاطر» مرشحا للانتخابات الرئاسية، ولكنها سخرت كل قياداتها ونواب حزبها بالبرلمان لخدمته ودعمه فى الانتخابات، وفق تعليمات من مكتب الإرشاد.

أيام قليلة بعد الإعلان الرسمى عن «الدفع» بـ«الشاطر»، وبدأ المرشح عن الإخوان تحركاته بعدد من اللقاءات التى تعهد فيها المرشح الرئاسى للإخوان المسلمين بمنح علماء الدين سلطة مراجعة التشريعات من أجل ضمان توافقها مع الشريعة الإسلامية فى مصر.

كما ترددت العديد من المعلومات حول «مباركة» الولايات المتحدة الأمريكية لترشح الشاطر، وارتبطت هذه الشائعات بزيارة وفد من نواب حزب الحرية والعدالة للولايات المتحدة، لكنهم أكدوا أن الانتخابات الرئاسية شأن مصرى داخلى وليس من حق أى طرف آخر التدخل فيه.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Ala_a

المخطط الشيطاني

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عادل

حمدين واحد مننا

عدد الردود 0

بواسطة:

تقرير خبيث

تقرير خبيث

عدد الردود 0

بواسطة:

egypt25

المرشحين للرئاسة المصرية

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيى بدوي

ولاؤهم للحق أم للشخص

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم أصيل

الدكتور سليم العوا هو امل اتحاد ورجوع المسلمين الى بعضهم ليكونو قوه للاسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

د.ناصر موسى

ان جيت للحق...العوا احق

عدد الردود 0

بواسطة:

wesamadel

كرومبو المفتش كرومبو يا ناااااااااااااااااااااس

عدد الردود 0

بواسطة:

abo el braa

ايه الغل ده

عدد الردود 0

بواسطة:

wael

لم ينصف الدكتور سليم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة