ما هى البوليميا؟

الأحد، 08 أبريل 2012 06:10 م
ما هى البوليميا؟ دكتور إبراهيم داوود
كتبت أسماء عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتمثل البوليميا (شره الطعام) بنمط معين من الأكل ذى طابع مرضى، إذ يقوم الشخص المصاب بالبوليميا بالتهام الكثير من الطعام من دون وعى أو مراقبة، ثم يعمل على تقيؤه بواسطة الدواء أو عبر إدخال الإصبع فى الفم، وذلك خوفاً من اكتساب الوزن لذلك يعمد فور انتهائه من الطعام إلى التخلص من كل ما دخل معدته، وتتكرر هذه العادة عدة مرات فى اليوم لتصبح نمط أكل ثابتاً.

لذا يوضح دكتور إبراهيم داوود أستاذ الجراحة بطب المنصورة أن الشخص البوليمى يعانى أساساً من الوحدة والاكتئاب والاضطرابات العاطفية أو النفسية أو الاجتماعية أو العائلية، لذا يتحول إلى التهام كميات كبيرة من الطعام بشراهة غير طبيعية مرضية فاضحة دون الإحساس بلذة ونكهة ما يأكل إلى درجة تفوق الشبع من دون أن يراه أحد وبسرعة قصوى وسرية تامة وبعدها تنتابه مشاعر الضيق والاشمئزاز والندم على ما تناوله من الطعام لكونه يهتم بمظهره وشكل جسده فيلجأ إلى التقيؤ والتخلص مما تناوله.

ويحاول عادة المريض أن يعاقب نفسه عبر اتباع حمية قاسية ومزعجة فتأتى ردة الفعل بجوع شديد تدفعه إلى التهام ما حوله من أكل، وخاصة الحلويات وغالباً لا يستطيع الشخص التوقف عن الأكل ويجد نفسه غير قادر على السيطرة على نفسه.

وتعود أسباب البوليميا إلى عوامل نفسية وعصبية كالاضطرابات العاطفية والنفسية أو بسبب ضغط المجتمع والعائلة أو وجود حالة الاكتئاب أو الانهيار العصبى.

وتكثر حالات البوليميا بين سن السادسة عشرة والخامسة والخمسين وتكون فى أوجها بين العشرين والخامسة والعشرين وغالباً ما تصيب النساء أكثر من الرجال كون المرأة عرضة للاضطرابات النفسية والاكتئاب أكثر من الرجل ونسبة التحمل لديها أقل، كما أن هاجس البدانة غالباً ما يعايش المرأة أكثر من الرجل، وخاصة فى فترة العشرينات والثلاثينات نتيجة للتغيرات النفسية والفيزيولوجية.

وهناك نوعان من البوليميا :
-النوع الأول يتمثل بالشخص الذى يأكل بشره ومن ثم يلجأ إلى التقيؤ خوفاً من زيادة وزنه، بالرغم من أن غالبية هؤلاء الأشخاص تكون أوزانهم طبيعية ولا يعانون من البدانة.

-النوع الثانى تتمثل فى البوليميا التى تصيب الأشخاص البدينين وهى حالة شره غير طبيعية وغالباً لا يتقيأ المريض، ولكنه يأكل بشره علناً ويتلذذ بالأكل ولا يشبع كونه مهووسا بالطعام ولا يأبه لزيادة وزنه.

إن النظرات الاجتماعية حول وزن الجسم وزيادة جاذبية الشخص كلما كان وزنه معتدلاً أو منخفضاً هى أساس نشوء هذه الحالة لدى البعض، ولكن هناك أيضا دراسات حديثة تتحدث عن دور مؤثر للوراثة فيرى الباحثون أن لاضطرابات أنظمة المواد الكيميائية الموصلة بين الخلايا العصبية فى الدماغ وغيره والمصاحبة للحالة دور فى آلية النشوء، خاصة نظام سيروتينين المرتبط فى جانب منه بتناول الأكل ومن جانب آخر بحالات الاكتئاب والاضطرابات العصبية الأخرى.

الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والإفراط فى الأكل يكونون أكثر عرضه للإصابة بالبوليميا عند وصولهم سن البلوغ كون الطفل البدين يكون أكثر حساسية بسبب ما يتعرض له من سخرية وانتقاد لزيادة وزنه، وهو بذلك يكون حساساً لكل ما له علاقة بهذا الوزن المفرط، مما قد يسبب لاحقاً التعرض لمرض البوليميا لرغبة الطفل فى إنقاص وزنه.

ومن أهم المظاهر والأعراض التى يعانيها المريض المصاب بالبوليميا هى التقيؤ الإرادى عبر إدخال الإصبع فى الفم أو استخدام بعض الأدوية لإثارة الحلق لإحداث حالة الاستفراغ، أو استخدام المسهلات المدرة للبول وتناول الملينات، مما يؤدى إلى حدوث إمساك أو إسهال وفقدان السوائل والأملاح والبوتاسيوم وغيرها واضطرابات فى نسب العناصر المهمة فى الجسم التى قد تؤثر بالتالى على القلب والدماغ والكلى.

أو استخدام الحقن الشرجية لإحداث الإسهال بعد الأكل وحدوث اضطرابات فى المرىء والمعدة بسبب التقيؤ، مما قد يؤدى إلى تمزق أسفل المرىء والتهابه بعصارات المعدة والتهابات الحلق والفم واللثة وتلف مينا الأسنان بفعل عصارات المعدة وعدم انتظام الحيض عند النساء بسبب الضغوط النفسية.

ويعتمد علاج الشخص البوليمى على شقين طبى غذائى ونفسى، لذلك يجب على المريض أن يلجأ إلى طبيب نفسى وأخصائى تغذية والتنسيق بينهما للحصول على نتيجة لأنه من المهم معالجة مريض البوليميا من الناحية النفسية لمعرفة الأسباب التى تكمن وراءها، أما من الناحية الغذائية فتوصف للمريض أدوية لتخفيف الشهية وعدم الأكل دون جوع وفوق الشبع ويرافق ذلك نظام غذائى يوفر للجسم احتياجاته ويحافظ على صحته مع ضرورة مراعاة التمارين الرياضية التى تساعد فى التخفيف من المشكلة.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو الليل

اكتئاب وانهيار وضغط المجتمع

اظن اننى اكبر بوليمى .

عدد الردود 0

بواسطة:

نهال

فعلا السبب نفسي

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن موجوع

الدكتور الجزار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة