سليمان خاطر لمن لا يعرفه هو شاب مصرى من إحدى قرى مركز فاقوس شرقية لأسرة بسيطة التحق بالخدمة العسكرية كـ مجند فى وزراة الداخلية بقوات الأمن المركزى، شهد له الجميع بدماثة الخلق والامانة طول مدة خدمته والتى أوشكت على الانتهاء فى غضون أيام قليلة فى منتصف الثمانينات وبالتحديد فى شهر أكتوبر من عام خمسة وثمانين، بعدما قضى ما يقرب من ثلاثة أعوام يحمى تراب الوطن ويذود عنه بالنقطة ستة وأربعين بمنطقة نويبع بجنوب سيناء.
كان ودوداً متواضعا كريم الخلق، وشاءت الأقدار فى صبيحة الخامس من أكتوبر فى خريف عام خمسة وثمانين وأثناء نوبة خدمته فوجئ بمجموعة من الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته، فحاول منعهم ومحذراً لهم بصوت مرتفع من الاستمرار فى الصعود إلا أنهم لم يستجيبوا له وواصلوا سيرهم نحو نقطة الحراسة والتى تعد منطقة عسكرية يحظر الاقتراب منها، فأطلق عدة رصاصات فى الهواء لتفريقهم إلا أنهم واصلوا السير، فلم يجد مفراً من إطلاق الرصاص باتجاههم طبقاً للتعليمات.
سقط فى ذلك اليوم خمسة إسرائيليين قتلى وسبعة جرحى وبسرعة تم تحويل سليمان خاطر إلى المحاكمة العسكرية التى ما لبثت وأصدرت عليه الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة، ومن ثم تم ترحيله إلى السجن الحربى بالقاهرة، ولم يكد يمضى فى المعتقل أسابيع قليلة إلا وأعلنت الإذاعة خبر انتحار سليمان خاطر فى السجن وفى ظروف غامضة، مما أثار الشك فى ملابسات الحادث وضع علامات استفهام كثيرة حول حقيقة مقتل سليمان خاطر فى السجن.
سليمان خاطر كان على قناعة تامة بأنه كان يؤدى واجبه وأنه كان يدافع عن سلامة هذا الوطن، كان الجميع فى السجن الحربى ينظرون إلى الشهيد سليمان خاطر أنه بطل بكل معنى الكلمة، كان فى سجنه مثل يوسف الصديق صابرا محتسباًً يرفع يديه إلى السماء ولسان حاله يقول اللهم أنت ثقتى ورجائى اجعل حسن ظنى بك شفائى، كان يصلى إماماً برفقاء السجن، وكان يظل طوال الليل ساجدا لله عز وجل عسى أن يجعل له من ضيقه فرجاً ومن همه مخرجاً.
ظلت أمه تبكى لسنوات طويلة حتى اعتصر الألم قلبها حزناً عليه، لم يتم كشف حقيقة مقتل سليمان خاطر حتى اليوم ومن المتورط فى ذلك، والسؤال متى ترد لهذه الأمة كرامتها؟؟؟ لقد تم تشويه صورة سليمان خاطرعمداً، فهل يعقل أن يقدم على الانتحار؟؟؟ متى نرى تحقيقاً نزيهاً يكشف اللثام عن حقيقة مقتل سليمان خاطر وغيره من الشهداء الذين سقطوا بأيدى أقطاب النظام السابق وفى ظل حكم المجلس العسكرى؟؟؟ أم أن الثورة لم تأت بعد طالما ظل الناس يكتوون بنار المجلس العسكرى الذى أذاق المصريين ألوان العذاب منذ اندلاع الثورة، وطالما مجلس قيادة الثورة المضادة موجود.
عندما سُئِل سليمان خاطر ما الذى تشعر به فرد قائلاً أنا لا تهمنى حياتى ولكن أخشى ما أخشاه أن ينال الأمر من معنويات زملائى المجندين ويتقاعسون عن حماية حدود مصر، انظروا أى رجل هذا.. وصدق الحق " مِن المُؤمنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِى اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ" نعم لقد صدق سليمان خاطر الله فصدقه الله وعده من فوق سبع سموات ورزقه الشهادة وهو فى محبسه، وليعش سليمان خاطر فى ذاكرة الأمة.
سليمان خاطر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السباعى المحامى
الذكرى العطره
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم حسين
اين صورة سليمان خاطر
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
رحمه الله ولارحمة لمن قتلوه بدماء باردة