اعرف مرضك الحقيقى بالفحص الطبى

الأحد، 08 أبريل 2012 05:14 م
اعرف مرضك الحقيقى بالفحص الطبى دكتور أحمد السواح
دكتور أحمد السواح يكتب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت واقفا فى استقبال معهد القلب القومى عندما قابلت هذه ألمجموعه من المرضى يشتكون من الآلام بالصدر وأعلى البطن، كان الأول شابا فى الثامنة عشر من العمر، فى الأيام الأخيرة من الامتحانات يشكو من ألم فى الجهة اليسرى من الصدر كأنها وخز إبرة أو طعنة السيف أو السكين، ويمكن أن يشير إليها بأصبع واحد، وتكون متركزة مباشرة تحت حلمة الثدى الأيسر، وتزداد مع التنفس بعمق، وتحدث صباح كل يوم عندما يستيقظ ليذهب للامتحان.

وهذا النوع من الآلام ناتج عن تقلص عضلات ما بين الضلوع، وهو لا علاقة له بالقلب لا من قريب ولا من بعيد - فى أغلب الأحيان-وسببه التوتر، ويزول بزوال السبب والمسكنات البسيطة وقد تنفع فيه بعض تمارين الاسترخاء والرياضة.

أما الثانى فهو رجل فى الأربعين من عمره، يشعر بألم فى وسط الصدر عند النوم، ويصاحبه شعور بحموضة فى المعدة وشعور بالحرقة فى عظمة القفص يمتد إلى الحلق مع طعم حامض فى الفم، وغالبا ما تحدث حين يتناول عشاء دسما قبل النوم، ولا تحدث خلال النهار أو عند المشى.

وهذا يرجع إلى الارتجاع المريئى: أى رجوع الحامض من المعدة إلى المرىء، حيث يسبب شعورا بالحرقة فى الصدر، وسببه هو ارتخاء فى الصمام الذى يفصل المرىء والمعدة والذى يمنع رجوع الحامض إلى الأعلى. ويمكن علاجه بالأدوية التى تخفض إفراز الحامض من المعدة. ويجب تجنب تناول الأطعمة، خاصة الدسمة قبل النوم لأنها تزيد من احتمال حدوث هذا الارتداد، ويساعد كثيرا أن يخفف الإنسان من وزنه لأن زيادة الوزن تزيد من احتمال حدوث هذا المرض، وليس للقلب علاقة بهذه الأعراض وإن كان أحيانا يتداخل مع بعض أعراض الجلطة.

والثالث، رجل فى الستين من عمره، يشكو من ضيق فى الصدر يصفه بأنه ثقل فى وسط صدره يمتد إلى ذراعه اليسرى وإلى الرقبة، ويحصل فقط عندما يمشى مسافة طويلة، ولا يمكن تحديد موقعه بأصبع واحد بل هو شعور عام بثقل وضيق وحرارة فى الصدر، ويزول بعد بضع دقائق من الراحة.

وهذا الوصف ينطبق على الآلام الناتجة من نقص تروية عضلة القلب، أى عدم وصول الدم الكافى للقلب بسبب تصلب الشرايين التاجية، وغالبا ما يطلق على هذا النوع من الآلام مصطلح الذبحة الصدرية والتى قد تتطور لحدوث جلطه بالقلب ويستدعى وجود هذه الأعراض عمل فحوص للقلب بما فى ذلك القسطرة (تصوير شرايين القلب) أو التصوير الطبقى لشرايين القلب، والعلاج يعتمد على طبيعة تصلب الشرايين وقد تكون بالدواء أو جراحة القلب، ولكن معظم الحالات يمكن علاجها عن طريق القسطرة التداخلية أى توسيع الشريان بالبالون، ووضع (دعامة) معدنية لإبقاء مجرى الدم مفتوحا وإعادة إيصال الدم إلى عضلة القلب.

والأخير، عجوز فى الثمانين من العمر، أصيب بالتهاب رئوى قبل أسبوع، وما زال السعال يعاوده، وكلما أصيب بنوبة سعال يشعر بآلام فى كل عظام الصدر وتزداد بلمس المنطقة المتأثرة بذلك.

وهذا الوصف ينطبق على آلام العضلات والأربطة التى تتهيج من شدة السعال، ولا علاقة لها بالقلب. وعلاجها هو المسكنات القوية وبعض المراهم المسكنة، وكذلك الأدوية التى تخفف السعال لكى نزيل السبب المؤدى إلى هذه الآلام وفى النهاية يجب أن يتم استشارة الطبيب المتخصص عند حدوث الآلام الصدر للحصول على التشخيص السليم لأن جميع هذه الأعراض تتداخل مع بعضها ويصعب على المريض العادى تحديد سبب مشكلته ولكن الطبيب ببعض الفحوص الإكلينيكية والمعملية يستطيع أن يحدد السبب ويبدأ العلاج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة