أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن مصر تحتاج فى هذه الفترة إلى رئيس صالح يقف عند حدود الله، وأن يكون مصريا مؤمنا بها وله رؤية لإنقاذ مصر، وأن يكون رجلا وطنيا ولديه رؤية وحلول لمشكلات مصر، وأفكارا يرضى عنها الجميع.
وقال خلال حواره مع الإعلامى عماد الدين أديب ببرنامج "بهدوء" ويذاع على قناة "سى بى سى" نحتاج رئيس يأخذ بأيدينا منذ أول يوم له فى المنصب وألا يتعلم فى شعبه، وأن يعود بمصر فورا لقوتها وأن يقطع الأيدى العابثة سواء من الداخل أو من الخارج، مشيرا إلى أن مصر بها الكثير من العقلاء والحكماء وهؤلاء يمكنهم حماية مصر خلال هذه الفترة الصعبة القادمة.
وأوضح أن الأزهر الشريف ظل أكثر من 1000 عام يحمى شخصية ألأمة من أى عتداءات أو رياح عالية، لافتا أن الأزهر مظلوم من أهله وخاصة فى مصر، وإن اعتلت الأمة وشخصية الأمة الإسلامية تدور حول التراث والتقاليد.
وأضاف أن الاعتلال هو التفريط فيما لا يجوز التفريط به، وجاء بسبب تسلط الفكر الاشتراكى أو الشيوعى على مصر لفترة من الزمن، مشيرا إلى أنه عاش أبجديات الفكر الاشتراكى وكان المد الشيوعى منتشر جدا ويتم بيع الكتب والمؤلفات التى تطرح هذه الأفكار التى تعمل ضد الدين بأسعار قليلة جدا، وأن الفكر الرأسمالى يؤمن بالحريات العامة ومنها حرية الدين على العكس فى الفكر الاشتراكى.
وتابع الطيب انتشر هذا الفكر فى مصر وخلال هذه الفترة خفت صوت الأزهر بل تم استخدام الدين لتمرير الأفكار الاشتراكية، فهناك أفكار دخيلة على وسطية الأزهر وهذا شىء عجيب والوقوع فى الأفكار المتشددة نتيجة عدم التربى على الأزهرية، وبالتالى الفكر الأزهرى بطبيعته فكر تعددى يسمح بالعديد من الآراء والاجتهادات وهذا هو فكر الإسلام ولدينا قاعدة اسمها الاختلاف، وأن التراث الأزهرى ظل فى فترة معينة لفترة أكثر من 30 عاما مستبعدا من قاعات الدراسة واستبدل بمحاضرات الأساتذة، فلا يوجد من يحتكر الصواب ولا يوجد متحدث رسمى باسم الإسلام.
وشدد الطيب على أن الشخص الأزهرى يستحيل أن يقع فى المذاهب المتشددة انطلاقا من تربيته وتكوينه والسيكولوجية التعددية الذى يتعلمها من الأزهر الشريف، ويستحيل على الأزهرى أن يقع فى فخ التشدد، لأن التربية الأزهرية هى تربية تعددية تعتمد على قبول الآخر، فالأزهرى يدرس مادة تسمى "سبب اختلاف الأئمة"، وبالتالى من المستحيل أن يتشدد، وهناك بعض المذاهب التى تؤمن بها بعض البلاد، والأزهر لا يتدخل فيها وذلك اجتهادهم داخل ديارهم.
وأشار الطيب إلى أننا اتهمنا من قبل بأننا كنا نخشى النظام السابق ولكننا قبل رحيل النظام السابق أكدنا أن من مات خلال الثورة شهداء، والأزهر عاش فى ظل النظام السابق، والأزهر جزء من الدولة ومصر لها تاريخ عريق فى رعاية الأزهر، وبالتالى الأزهر يقود الشعب المصرى فى حالة الأزمات وحالة الحراك السياسى الذى قد يصدر عنه بعض التصدعات، مؤكدا أنه لم يتطلع للوصول لهذا المنصب ومخافة الله أهم من مخافة الحاكم، فالأزهر لم يتملق أو يقوم بالشكر يوما على تصرفات النظام السابق وخاصة التصرفات السياسية، وبالتالى الأزهر مؤسسة يطمئن لها الناس والأزهر أكد على مشروعية مطالب الشباب.
ولفت شيخ الأزهر إلى أن هناك كثيرين زايدوا على الأزهر وهم أشخاص يريدون أن يكون لهم مكان فى الحراك السياسى، ولكن الأزهر أكبر من الحكام والثورات ويبقى شامخا ومهيبا ويداه على الأمة الإسلامية، فالأزهر الشريف مدنى ـ إسلامى، وله دور فى استضافة أبناء العالم الإسلامى والبالغ 102 دولة.
وأوضح الطيب أن الدعوة لاجتماع بيت العائلة كان قبل الثورة والأزهر تحرك لعمل وثيقة الأزهر بسبب التشقق الذى بدأ فى تهديد الأمة الإسلامية، ووثائق الأزهر حصلت على توقيع كل الأطياف الدينية والأطياف السياسية، بعكس تركيا بها المذهب الحنفى وإيران مذهب آل البيت والمغرب بها المذهب المالكى وكل بلد يتعصب لمذهبه ومصر تحتوى العديد من المذاهب.
وتابع قائلا: "هناك دائما مشكلة فى التباس المفاهيم ووثيقة الأزهر حاولت توضيح شكل الدولة وكلمة الدولة الدينية مستخدمة فى الغرب، وأن الشعوب الغربية ثارت على مفهوم الدولة الدينية والتسلط الدينى على مقدرات الناس والدولة الدينية أصبحت تحمل انطباعا سيئا، ولكن الإسلام ليس به دولة دينية وهناك مبادئ عليا تحكم الدولة وهى الحكم بالعدل وكل زمن له صياغة فى تطبيق العدالة بين الناس".
وعن وضع الدستور المصرى قال الطيب، إن الدستور غير معنى بالجزئيات وليس صحيحا أن يتضمن الأحكام والحكم الجزئى لا يصلح أن يكون قاعدة، موضحا أن الأزهر تم تمثيله بشخص واحد فى تأسيسية الدستور والغالبية العظمى رأت ضرورة انسحاب الأزهر، مضيفا أنه لديه اقتراح بأن يتم تفسير المادة 60 من خلال المحكمة الدستورية ومن منطلق وطنى لاحتواء الأزمة الحالية التى تمر بها التأسيسية، وأن وثيقة الأزهر اهتمت بالإضافة على المادة الثانية من الدستور"لغير المسلمين أن يحتكموا لشرائعهم"، والشرع أعطى غير المسلم هذا الحق، مشددا أن الأموال السياسية خطر جدا على مصر لأنها تقوم بتزييف الإرادة وشراء للضمائر.
وأوضح الطيب أن هناك فرقا بين السلفية الحقيقية وهى الصحابة والتابعين وتابعى التابعين وبين اللقب الذى يحمله بعض الشباب المتشدد الآن، والسلف الحقيقى هو الذى يتبعه جمهور المسلمين فى كل العالم الإسلامى وليس على فكر القلة، مؤكدا أن أكثر ما يقلقه خلال الفترة الانتقالية الانقسامات والخلافات والأزمات التى تحدث تشققات دائما بالأمة المصرية.
بالفيديو.. الطيب لـ" بهدوء": نحتاج لرئيس صالح يقف عند حدود الله
السبت، 07 أبريل 2012 09:29 ص