الأقباط يحتفلون غدا بأحد الشعانين.. والكنائس تتشح باللون الأسود فى أسبوع الآلام.. وأجهزة الشرطة تكثف من تواجدها لـتأمين الاحتفالات.. والنخيل موسم الرزق للأقباط والمسلمين

السبت، 07 أبريل 2012 06:22 م
الأقباط يحتفلون غدا بأحد الشعانين.. والكنائس تتشح باللون الأسود فى أسبوع الآلام.. وأجهزة الشرطة تكثف من تواجدها لـتأمين الاحتفالات.. والنخيل موسم الرزق للأقباط والمسلمين جانب من الاحتفال
تحقيق نادر شكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ غدا الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية فى جميع أنحاء العالم الاحتفال "بأحد الشعانين" أو "أحد السعف"، تذكرا لدخول السيد المسيح إلى أورشليم واستقباله بفرش السعف امامه، وبعدها تدخل الكنيسة لمدة اسبوع فى "أسبوع الآلام"، ويتم ارتداء الملابس السوداء وتغطية أعمدة وسائرة وحجب الهيكل باللون الاسود حتى يوم عيد القيامه المجيد.

ومن جانبها، تكثف قوات الأمن تواجدها خلال هذا الاسبوع حول الكنائس فى ظل التوافد المكثف للأقباط، وتبدا دوريات الشرطه فى الشوارع المحيطة بها لإجراء عملية التأمين.

وفى أحد الشعانين يجد البعض فرصة للرزق، من خلال شراء سعف النخيل وعمل أشكال مختلفه منها على هيئة صلبان أو أشكال طقسية وبيعها للأقباط، ويشترك فى هذا العمل أيضا الكثير من المسلمين.

ويقول القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة شبرا، أن الناس يحملون فى أيديهم سعف النخيل كرمز للترحيبب بالسيد المسيح ولهذا سمى "أحد الخوص"، وقد استطاع المصريين بحسهم المرهف أن يحول السعف إلى أشكال جميلة تشكل كرنفالا من الجمال فى هذا اليوم، الذى يبدأ فيه أسبوع الآلام من صلب السيد المسيح إلى قيامته.

ويضيف ساويرس، عندما ننظر إلى سعف النخيل نجد أنه أعلى جميع المزروعات على وجه الأرض، ولكى تثبت النخلة فلا بد لها من جذر قوى يضرب أعماق الأرض ثابتا فيه مغروسا فى ثرى الأرض يأخذ منها ما يبقيه حيا، وعند تأملنا فى النخلة نجدها تشبه تماما الإنسان العالمى ذو الشهوات القوية، لدرجة أنه أنغرس فى وحل الشهوات وعمق جذوره لكى لا ينزعه أحد ولا يقدر هو نفسه أن ينزع جذره منها، ولقد نما فى الخطية شيئا فشيئا كالنبتة الصغيرة إلى أن أصبح عملاقا كالنخلة وأفرخ ثمارا للخطية كما تفرخ النخلة ورقا.

وكلمة الشعانين هى كلمة عبرانية معناها بالعربية (يا رب خلصنا)، ويحتفل المسيحيون فى هذا اليوم بذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام مدينة القدس، ويستحب الأقباط فيه عمل مسيرة للأطفال لتمثيل مشهد دخول القدس، ويحمل الجميع جريد النخل والسعف وأغصان الزيتون للتعبير عن فرحتهم بدخول المسيح إلى المدينة المقدسة.

يكون الأقباط فى فرح عظيم وهم يتذكرون قيامة السيد المسيح من بين الأموات ويرتلون تراتيل كثيرة تكرر إيمانهم بأن المسيح صلب وقبر ثم قام، ويتبادل الأقباط التهانى بالعيد قائلين لبعضهم بعض "إخرستوس أنستى.. آليثوس أنستى"، أى: المسيح قام بالحقيقة قام".

لا تختلف كثيراً طقوس أسبوع الآلام الذى يسبق عيد القيامة عند الكاثوليك عن الأرثوذكس، لكن يختلف جذرياً عند الإنجيليين "البروتستانت"، فلا يوجد طقوس محددة فى الكنيسة الإنجيلية، ولا يوجد احتفالات خاصة فى أسبوع الآلام، بعض الكنائس تقيم احتفالاً خاصاً بذكرى موت المسيح، يوم الجمعة، والذى يسمى بالجمعة العظيمة أو "الجمعة الحزينة"، وبعض الإنجيليين يصومون هذا اليوم لكن الصوم بحسب فكر الكنيسة الإنجيلية ليس فرضاً، وليس له مواعيد محددة.

وتقيم الكنيسة الإنجيلية احتفالها الرئيسى صباح الأحد، على اعتبار أن السيد المسيح قد قام من بين الأموات فجر الأحد، وتشتمل صلاة العيد على تسبيحات وتراتيل روحية من جوقة الترنيم تناسب ذكرى الاحتفال، وقراءات من الكتاب المقدس لمشاهد قيامة المسيح، كما جاءت بالأناجيل الأربعة، ثم عظة العيد يكون محورها حول صلب وقيامة المسيح، ويلقيها رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور القس صفوت البياضى.

وفى أسبوع الآلام، مظاهر الحزن تكون واضحة تماماً فى الكنيسة، لأنها أيام لها قداسة غير عادية، ويسمى أيضاً الأسبوع المقدس أو أسبوع البصخة، والبصخة كلمة معربة عن اللغة العبرية ومعناها فصح والفصح يرمز إلى السيد المسيح الذى ذبح لأجل خلاص البشرية، حسب الإيمان المسيحى، وهى تعنى أيضاً العبور، تذكاراً لحادثة عبور الملاك المهلك التى جاء ذكرها فى العهد القديم، ولهذا الأسبوع قدسيته عند كل الطوائف المسيحية.

ومن جهتهم، يهتم الأقباط الأرثوذكس بجعل هذا الأسبوع مكرساً للعبادة، إذ يتفرغ فيه البعض من جميع أعمالهم، ويجتمعون فى الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل، كما أن بعض النساك يصومون الأسبوع كله بدون طعام، أو يطوون ثلاثة أيام ويأكلون وجبة واحدة، ثم يطوون الثلاثة أيام الباقية، وبعض الأقباط لا يأكلون شيئاً من الخميس مساء حتى قداس العيد.

وغالبيتهم لا يأكلون شيئاً حلو المذاق من الطعام الصيامى كالحلوى والمربى والعسل مثلاً، لأنهم يرون أنه لا يليق بهم أن يأكلوا شيئاً حلواً وهم يتذكرون آلام السيد المسيح لأجلهم، كما أن بعضهم لا يأكلون طعاما مطبوخاً بسبب النسك من جهة، ولكى لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخري، وفى كل هذا النسك يذكرون آلام السيد المسيح.

والكنيسة تهتم كثيراً بهذه الأيام، وتعيشه فى نسك شديد، إذ كان يقول الراحل قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن أسبوع الآلام هو "أقدس أيام السنة، وأكثرها روحانية"، وهو يضيف أنه "أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة فى أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل فى قصة الفداء".































































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة