الزراعة: بدء المرحلة الثالثة لمكافحة الحمى القلاعية.. وحصاد اليوم 14244 حالة نافقة و70 ألف مشتبه.. وبيطريون: ما يحدث الآن هو القضاء على اقتصاد البلد بنشر المرض.. وظهور 12 حالة بالبحر الأحمر

للمرة الثالثة أعلنت وزارة الزراعة، عن بدء تنفيذ المرحلة الثالثة من خطة مكافحة مرض الحمى القلاعية الجديد "سات 2" الذى اجتاح محافظات الجمهورية مؤخرا بعد استمرار ارتفاع حالات الإصابة والنفوق بين المواشى، حيث تم رفع درجة الطوارئ من جديد بمديريات الطب البيطرى بالمحافظات إلى الدرجة القصوى للتمكن من السيطرة على المرض، وحظر خروج المواشى من الحظائر لحمايتها من التقاط العدوى عبر الرياح الموسمية، وتشكيل لجان وقوافل بيطرية مكثفة، تجوب مختلف القرى والنجوع لاكتشاف البؤر الجديدة المصابة للمواشى، لحين اتخاذ قرار التحصين للمواشى السليمة بالمجان ومعرفة مدى انتشار المرض.

فيما تواصل حدة الموقف الوبائى للمرض وسيطرته على 26 محافظة بعد ظهور 12 حالة جديدة مشتبهة بالإصابة فى البحر الأحمر منذ ظهور المرض فى 26 فبراير الماضى، حيث رصدت تقارير المتابعة اليومية بهيئة الخدمات البيطرية ارتفاع نسبة حصاد الاشتباه بالإصابة إلى 70 ألف و352 حالة، على مدى الشهرين الماضيين، تم رصدها عن طريق مديريات الطب البيطرى بمحافظات الجمهورية، فى حين بلغت الحالات النافقة 14 ألف و244 حالة نافقة.

وأكد الدكتور حاتم فراج مساعد وزير الزراعة للطب البيطرى، ازدياد حالات الاشتباه بمرض الحمى القلاعية فى محافظة البحر الأحمر إلى 12 حالة، بالإضافة إلى استمرار محافظة الغربية على رأس المحافظات التى تشهد حالات اشتباه ونفوق، حيث أوضح التقرير الذى تلقاه المهندس محمد رضا إسماعيل وزير الزراعة أن محافظة الغربية سجلت نسبة اشتباه 25 ألف و508 حالة، و3839 حالة نافقة وتليها محافظة الدقهلية سجلت 9 آلاف و979 حالة مشتبهة بالحمى القلاعية "سات2" و1783 حالة نافقة، فيما بلغ حجم النفوق فى محافظة كفر الشيخ 1261 حالة نافقة، تليها محافظة البحيرة التى سجلت 1080 حالة نافقة، بالإضافة إلى حالة بمحافظة شمال سيناء.

وناشد مساعد وزير الزراعة للطب البيطرى، مربى الماشية والمزارع الحيوانية التعاون مع هيئة الخدمات البيطرية بتطبيق التوصيات للسيطرة على المرض، لافتا إلى أن نسبة تعافى الماشية المصابة بمرض الحمى القلاعية وصلت إلى 55% من حجم الإصابات التى بلغت 70 ألف حالة مشتبه بها، مشيرا إلى ارتفاع درجة الحرارة ستقضى تماما على المرض.

وأوضح فراج، أن ارتفاع الإصابات ناتج عن عدم التزام صغار المربين بإرشادات الخدمات البيطرية والتحذيرات التى وجهتها منذ ظهور الفيروس، فلابد من غلق الأسواق، وحظر النقل بين المراكز والقرى، وعدم خروج الماشية من الحظائر، ورشها باستمرار.

من جانبه قال حسين قاعود رئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن وقف التحصين لحين السيطرة على المرض قرار خاطئ يزيد من انتشار المرض ولابد من تحصين الماشية السليمة لمعرفة تأثير اللقاح المنتج، بالإضافة إلى تكاتف الجميع للسيطرة على "العترة" الجديدة وعلى وزارة الزراعة والبيئة والصحة التكاتف.

وقال رئيس قسم الصحة بطب القاهرة، إن قطاع الأوبئة والأمراض لابد أن يعاد هيكلته مرة أخرى وأن يكون هناك تنسيق بين الجهات المعنية بالأمر للاشتراك مع هيئة الخدمات البيطرية لتقليل حجم الإصابة ونسبة الخسائر التى قد تحدث جراء ظهور تلك الأوبئة.

وأكد قاعود على ضرورة أن تشارك وزارة الزراعة الخدمات البيطرية والنقابة فيما يسمى بمنظومة اللقاحات الحيوانية والطيور لمعظم الفيروسات التى تفتك بالثروة الحيوانية والداجنة، كما أن الخدمات البيطرية لابد وأن تكون لديها وسائل سريعة للتخلص من النافق بموجب فرق مدربة لديها أفران لحرق الجثث النافقة من الحيوانات، أو دفنها بمدافن صحية تجنبا لتلوث البيئة، مضيفا أن ما يحدث الآن هو قضاء على اقتصاد البلد من أشخاص يحاولون نشر المرض، فى حين نكتفى يوميا بتصريحات متضاربة، دون التحرك الفعلى والإيجابى للسيطرة على المرض.