هناء المداح تكتب: اللهم لا اعتراض!

الخميس، 05 أبريل 2012 06:52 م
هناء المداح تكتب: اللهم لا اعتراض! صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قامت الدنيا ولم تقعد بعد فتح باب سحب استمارة الترشح للانتخابات الرئاسية فى العاشر من مارس خاصة عندما تقدم المئات من أفراد الشعب المصرى بمختلف طبقاتهم ومهنهم ومستوياتهم لسحبها، حيث كان من بينهم: الحانوتى والنقاش واللص التائب وعامل النظافة والقهوجى.. الخ، الأمر الذى دفع الكثير من الإعلاميين والصحفيين من أصحاب الرأى إلى سَن أقلامهم وتسليك حناجرهم ليشنوا حرباً شعواء ضد راغبى الترشح من الطبقة الكادحة والمهمشة التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير، معتبرين مجرد إقبال مجموعة منهم على خطوة سحب الاستمارة مهزلة وخطيئة لا تُغتَفَر كما أن فى ذلك – حسبما يرون- ضياعاً لهيبة منصب الرئيس وعدم احترام وتقدير منهم لأعلى وأخطر منصب فى الدولة التى شوهوا ولوثوا بفعلتهم هذه صورتها أمام العالم كله!

حيث طالبوا اللجنة المسؤولة عن الانتخابات الرئاسية بوضع شروط تعجيزية مثل إجبار الراغبين فى سحب استمارة الترشح على دفع مبلغ من المال لا يمكنهم جمعه، أو الحصول على توكيلات من عدد كبير من أفراد الشعب والأحزاب ونواب البرلمان لمجرد سحب الاستمارة! حتى تكون محاولة الترشح لمنصب الرئاسة حكراً ومقصورة فقط على الأغنياء والمشهورين وذائعى الصيت ممن تدعمهم أحزاب وجماعات وحركات وتلمعهم صحف وقنوات فضائية!

فى الحقيقة لا أرى سبباً منطقياً لهذا الهجوم من النخبة التى تصر على فرض وصايتها على المصريين بصفتها الأكثر فهماً وإدراكاً وعلماً بكل شىء، فبعد أن كانوا يناضلون لسنوات طوال من أجل استبدال الذى هو أدنى - أقصد "الاستفتاء الظالم"- بالذى هو خير وهو أن يأتى رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب الحر النزيه، ها هم الآن يعملون بكامل استطاعتهم على تضييق الخناق على كل من سحب استمارة الترشح ويستكثرون عليهم الفرحة – بغض النظر عن نواياهم أو أهدافهم- ويسلبونهم حقهم فى الحلم والتمنى وإعلان الرغبة فى المشاركة فى الحياة السياسية لأول مرة فى تاريخ مصر التى لم يكن للديمقراطية وحرية الاختيار مكان فيها يوماً ما لكثرة الطغاة المستبدين ومعاونيهم الفاسدين الذين مروا عليها وسرقوا خيراتها وثرواتها وقهروا واستعبدوا شعبها، واستأثروا بكل المناصب والممتلكات والأموال، ولم يتركوا شيئاً إلا وأفسدوه ودمروه حتى يعجز الشعب المصرى عن النهوض والتخلص من ويلات ما فعلوه بسهولة!

أرى أيضاً فى هجوم النخبة الضارى على هؤلاء اتهاماً ضمنياً للناخبين بعدم القدرة على التمييز بين الصالح والطالح والتفريق السليم بين مَن يستطيع خدمة البلد والمواطنين حقاً، ويكون له رؤية وبرنامج انتخابى عالى المستوى، ومَن لا يستطيع خدمة نفسه ولا يمتلك أية مقومات أدبية وفكرية وسياسية، ولم يسحب الاستمارة إلا بهدف التذكار، أو الحصول على "شو" وتسليط إعلامى سواء خبر فى جريدة أو استضافته فى برنامج!

أرجوكم دعوا كل مصرى يعبر عن فرحته بـ"سنة أولى حرية" على طريقته، وفى النهاية لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وبدلاً من الهجوم المستمر والسخرية من بعض المرشحين والتحقير من شأنهم، قوموا بتوعية الناخبين بحقهم ودورهم فى الحياة السياسية الجديدة لأول مرة، وحثوهم على أمانة الاختيار والأخذ بالأسباب وضرورة التحلى بالإيجابية ودراسة برامج المرشحين حتى يتمكن من الفوز مَن هو أصلح وأجدر لهذا المنصب الخطير والحساس..
اللهم ولِ أمورنا خيارنا ولا تولِ أمورنا شرارنا، ولا تسلط علينا يا ربنا من لا يخافك ولا يرحمنا، واكفنا شر تزوير الانتخابات واللعب بإرادة الناخبين، آمين يا رب العالمين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة