قال السفير نبيل فهمى "إن الفراغ السياسى الذى لحق بمصر، إبان ثورة 25 يناير، مَكن أصحاب المصالح الجديدة والقديمة باستغلال هذه الفرصة ووضع مصلحتهم الخاصة على مستقبل مصر".
أضاف فهمى، سفير مصر السابق فى الولايات المتحدة، أن التوقعات الشعبية أثناء قيام ثورة 25 يناير، كانت تشير إلى نتائج ملهمة وشعور بالنشوة فى جميع أنحاء مصر، وكأن مصر قد حققت نهضتها، إلا أن المؤشرات تغيرت تماما مع الأحداث التى تبعت الثورة".
وأرجح فهمى فى مقال له على شبكة "CNN" فى نسختها الإنجليزية أن السبب فى ذلك هو عدم وجود قيادة أو هيكل واضح لهذه الثورة، وكان من الواضح أن إدارة مرحلة ما بعد الثورة سيكون معقدا".
وأوضح السفير نبيل فهمى أن الوضع فى مصر أصبح صعبا للغاية، وخارطة الطريقة أصبحت معقدة لإعادة البناء السياسى واختيار الرئيس وكتابة دستور ترضى عنه كافة الأطراف.وتفاقم هذا أيضا بعد عام من تفاقم السلطة مع المجلس العسكرى والحكومة والبرلمان، وكلهم جميعا يتنافسون على هذا المنصب.
واستدرك فهمى قائلا "إن النتيجة بعد عام واحد من الثورة، أن وجدنا جدلا حادا حول تشكيل لجنة دستورية، وتوترات حادة بين النواب وبقية الحكومة، والغضب من قبل المجلس العسكرى، واقتصادا يعانى من حالة عدم الاستقرار"، مضيفا "أشعر بالإحباط، وأشعر بالقلق، ولكننى لست متشائما.
وأشار فهمى إلى أن التحدى فى مصر هو تحديد هويتها، وهذا هو ما يبحث عنه الناس، وهو يشكل تحديا كبيرا، ولكن عملية البحث نفسها هى جزء من عملية الشفاء".
وعن الخيارات أمام مصر قال فهمى ليست ما إذا كانت ستصبح مصر إسلامية أو علمانية، المصريون على حد سواء عاشوا دائما فى مجتمع مدنى ليس له اتجاه محدد.
وأوضح أن مصر لا يمكن أن تعزل نفسها عن المجتمع العالمى، وتسعى حاليا لاستعادة دورها القيادى فى الشرق الأوسط.
وختم فهمى مقاله "كل المصريين يعرفون ويفهمون هذا، إلا أنهم يشتركون فى هذه التطلعات، عندما يختلفون حول الكيفية التى يمكن أن تتحقق فيه، ولا تزال هناك تحديات المستقبل والطريق إلى الأمام قد لا تكون دائما مفتوحة، ولكن فى النهاية المفتاح الوحيد المتاح للمصريين أن يتقاسموا هذا الطموح المشترك".
