موظف يلقى بنفسه فى نهر النيل بسبب فصله من العمل

"لو كان الظلم رجلا لقتلته، ولو فشلت فالانتحار هو الحل" لسان حال موظف بشركة مصر للطيران يبلغ من العمر 54 عاما تعرض للظلم على يد مرءوسيه، ففصلوه عن عمله وظل طوال 4 سنوات يحاول العودة إلى وظيفته، إلا أن الفشل كان ندا له فقضى عليه.

حاول الموظف اللجوء للقضاء للحصول على حقه فخذله القانون، ليقضى على كافة أماله بصدور حكم قضائى يقضى بعدم أحقيته فى العودة لعمله مرة أخرى، فكان الحكم كالقشة التى قسمت ظهر البعير، ترك آماله ورغبته فى الحياة خلفه، وقرر إنهاء حياته بطريقة درامية تعبر عن مدى اليأس والإحباط الذى وصل إليه، أرسل خطابا إلى إتحاد الإذاعة والتليفزيون كتبه بخط يده يخبرهم فيه بنيته للانتحار وحدد فيه موعد ومكان انتحاره، من أعلى كوبرى الجلاء، وختم خطابه برقم هاتف والده المحمول، فما كان من العاملين بالإذاعة والتليفزيون إلا التأكد من الخطاب الذى استقبلوه بعد الإحساس الذى سيطر على بعض منهم من أن الخطاب يحمل طابع الجدية وليس مجرد مزحة اخترعها شخص مجهول، فاجروا اتصالا بصاحب الهاتف الذى عثر على رقمه بالخطاب، واتضح أنه لوالد الشخص الذى أرسل الخطاب وسألوه عن ابنه وأخبروه بأمر الخطاب وحددوا له الموعد والمكان الذى حدده ابنه لإنهاء حياته، فما كان من الأب إلا أن أسرع بصحبة أفراد أسرته إلى كوبرى الجلاء ليعثر على ابنه واقفا وعلامات اليأس مسيطرة على وجهه، حاولوا الاقتراب منه فمنعهم، هددهم بإلقاء نفسه، تحدثوا معه خاطبوا مشاعره فرفض الاستجابة لهم، مرت دقائق عصيبة على الطرفين تقدموا خلالها خطوات معدودة فى محاولة لمنعه، إلا أنه كان سريعا فى اتخاذ قراره بالانتحار وسريعا فى تنفيذ ما قرره، فألقى بنفسه بنهر النيل لتبتلعه المياه فى جوفها وتبتلع معه آمال مصحوبة باليأس وطموحات حطمها الظلم، وضاع معه سر إرساله الخطاب إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والهدف الذى كان يبغاه من ورائه.

وعقب الانتحار تلقى العميد زكريا حجازى مأمور قسم شرطة الدقى بلاغا بالحادث فانتقل المقدم مصطفى محفوظ، رئيس مباحث قسم شرطة الدقى إلى محل الواقعة، وبصحبته قوات الحماية المدنية وتمكن رجال الانقاذ النهرى من انتشال الجثة وأخطر اللواء طارق الجزار، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.