لا يوجد مسلم يعتز بإسلامه يمكن أن يعيب على الإخوان سعيهم لأستاذية العالم وطموحهم نحو إقامة دولة الخلافة، وليس سبة فى جبين الإخوان أو أدبياتهم الحديث عن هذا الأمر الذى لا يصطدم إطلاقا مع أى فهم سليم للإسلام وكل من يهاجم الإخوان من خلال هذا المفاهيم كـنـاطـح صـخـرة يـومـا لـيـوهـنـها فـلـم يـضِـرهـا وأوهى قرنَه الوِعل، ولو عدنا مائة سنة إلى الوراء لوجدنا أن أى مواطن عربى من المحيط إلى الخليج لم يكن يتصور إطلاقا أن يكون هناك مسلمين بلا دولة أو إسلام بلا خلافة واقرأوا إن شئتم رثائية شوقى بعد سقوط الخلافة على يد الآثم كمال أتاتورك:
الـــــــهنـد والهـةٌ ومصـر حـزيـنـة *** تبكـى عليـك بمــــــدمـع سحــــاحِ
والشـام تسأل والعـراق وفــــــارس *** أمحـا من الأرض الخـلافـة مـاحِ
حتى قال:
بكــــــــت الصـلاة وتلـك فتنـة عـابث***بالشـرع عـربيد القضاء وقـاح
أفــــــــــــتى خـزعبلـة وقـال ضـلالـة***وأتـى بكفـر فـي البـلاد بـــواح
وإذا عدنا إلى سنة 1925 وهو التاريخ الذى نشر فيه على عبد الرازق كتابه "الإسلام وأصول الحكم" وكيف قامت الدنيا عليه وتبرأ منه الأزهر ولم يكن الهجوم على الرجل مقصودا لشخصة، ولكنه انتفاضة ضد من أراد العبث بالمفاهيم الثابتة والراسخة لهذه الأمة، بل وسر بقائها حتى الآن، وهو الأمر نفسه الذى تكرر مع طه حسين وكتاب "الشعر الجاهلى"، ولا يعنى هذا الكلام أن جماعة الإخوان فوق مستوى النقد، فهى جماعة مكونة من أفراد يصيبون ويخطئون ومن الأمانة بل من الدين أن ننصح لهم ونقومهم إذا أخطأوا ونعينهم اذا استقاموا، ومما لا شك فيه أن جماعة الإخوان مثلها مثل أى قطاع من قطاعات الشعب المصرى قد أصابها بعض العلل التى أصابت المجتمع فلم يقل أحد بأنهم غرباء عن هذا المجتمع أو أنهم منفصلون عن هذا الوطن خاصة مع شراسة الحرب التى كانت تشن عليهم والضربات الموجعة التى كانت توجه لهم والملاحقات الأمنية المتواصلة طوال العهد البائد، والنصيحة التى أوجبها على نفسى تجاه هذه الجماعة، هى تجنب مواطن الشبهات والنبى صلى الله عليه وسلم كان قدوتنا فى ذلك وهو المعصوم عندما قال لبعض الأنصار "على رسلكما إنها صفية، فلا معنى للتمسك بشخص كسامى مهران أمين مجلس الشعب الذى تحوم حوله الشبهات بل والتجديد له دون توضيح سبب ذلك، ومنها أيضا إسناد أكثر من منصب رفيع لشخص واحد فى الجماعة والحزب، ولابد أيضا من قطع الطريق على المزايدين والمهزومين الذين يجدون مدخلا للهجوم على الجماعة من ثغرات كان يمكن تلافيها كما حدث فى معايير اللجنة التأسيسية للدستور، فما من شك أنه لو وضعت معايير الكفاءة وتم اختيار الأعضاء وفقا لذلك وطبعا مع مراعاة نسب الأغلبية لما كنا فى هذا المأزق ولكانت الردود حاسمة فى هذا الشأن بدلا من الاكتفاء بأن اللجنة معبرة عن كل الطوائف، ونصيحتى الأهم لإخوانى بالاهتمام بالملف الإعلامى للجماعة والذى أثبت ضعفه الشديد، وهو ما دفع كاتب مخلص للجماعة – أحمد إبراهيم - للتساؤل: ما الذى يحُول دون امتلاك الجماعة لآلة إعلامية قوية تتمتع بالمهنية والحضور فى الساحة، وهل يتابع فضيلته أرقام توزيع صحيفة الجماعة، مقارنةً بحجم ما ينفَق عليها، وهل يعرفون معدل زوار موقع الجماعة والذى يتراجع فى سباق مواقع الشبكة العنكبوتية، أمام مواقع وبوابات إلكترونية تم بثها منذ قرابة العام، إلى متى يظل الملف الإعلامى داخل الأدراج، واستمرار حالة تِيهِهة بين قيادات ليست متخصصة، فضلاً عن تراجع موقع أهل الكفاءة والخبرة فى مواجهة أصحاب الحُظوة والثقة، ولماذا تتحول صحيفة ترفع شعار "لكل المصريين" إلى نشرة حزبية للحرية والعدالة دون أن تحقق المضمون الذى ترفعه فى شعارها، ولمصلحة مَن تجاهُل تغطية مرشحى الرئاسة دون أى اعتبار للقواعد المهنية، وتقديم وجبة صحفية متكاملة للقارئ المصرى، وليس الإخوانى فقط. وكاتب المقال يتفق معى تماما على ضرورة توظيف الطاقات والكفاءات، واستعادة الطيور المهاجرة، ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وإعادة الاعتبار لمبادئ مثل الكفاءة والمهنية، والقضاء على منطق "الشللية" ، وفلسفة "السبُّوبة" و"تصفية الحسابات" والتى انتشرت بين أوساط العاملين فى الحقل الإعلامى الإخوانى، ودعم الآلة الإعلامية للإسلاميين - صحفًا وقنوات ومواقع إلكترونية - وامتلاك مدفعية "توك شو" إسلامية الهُوية، وهو الأمر الكفيل بأن يعرى هؤلاء السحرة و"يلقف ما يأفكون".
مهندس على درويش يكتب: الطريق الى أستاذية العالم
الخميس، 05 أبريل 2012 08:57 م
المرشد العام للإخوان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن جمال مشيمش
عفوا .... اوافقك الحلم وليس نقض العهد