سؤال جميل طرحته المدرسة فى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وكانت الإجابات التى أضحكتنا، والآن وفى ظل الأحداث التى تموج بها الساحة المصرية، ووسط التناقضات التى لا يستطيع أفضل وأذكى المفكرين إيجاد تفسير لها، أتقدم بهذا السؤال مرة أخرى لكل ذى لب، تعرف إيه عن المنطق؟ وإليكم التناقضات غير المفهومة من وجهة نظر الكاتب:
1) نرى تغير المواقف السياسية للأحزاب الليبرالية وتأرجحهم من موقف لآخر متناقض، فتتسارع القنوات الفضائية بالمدح والثناء على بعد النظر والمرونة فى اتخاذ المواقف السياسية، وعلى سبيل المثال موقفهم من تشكيل لجان مجلس الشعب، وكذلك الموقف من اللجنة التأسيسية من دخول وانسحاب، ثم العدول عن الانسحاب، ثم التأكيد على الانسحاب وحزب الوفد وغيره نموذجاً على ذلك، وكل هذا التغير يتم فى وقت قليل قد يكون عدة أيام، أما أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين بعد عام كامل بتعديل موقفها من الترشح للرئاسة نظير عوامل تراها الجماعة قد تغيرت خلال تلك الفترة الطويلة تتسارع الأقلام وذات القنوات الفضائية بالهجوم وكيل الاتهامات بعدم المصداقية، مما يجعل المنطق على المحك، ويجعل الكاتب يسأل تعرف إيه عن المنطق؟
2) أن يصدر المجلس العسكرى عفواً عن الناشط السياسى أيمن نور المتهم فى قضية جنائية وأمام قاضيه العادل فالكل يصفق ويمدح، أما أن يرد ذات المجلس الاعتبار للمهندس خيرت الشاطر فى قضايا سياسية تم الحكم فيها أمام قضاء عسكرى وليس أمام قاضيه الطبيعى، فتلك صفقة بين الإخوان والمجلس، مما يجعلنا نطرح التساؤل المهم تعرف إيه عن المنطق؟
3) أن يتقدم فلول النظام السابق للترشيح لانتخابات الرئاسة فذلك حقهم، والذى لا يستطيع أحد أن يمنعهم منه، وأن يتقدم حزب التجمع بمرشح وهو لا يستطيع أن يجمع المؤتمر العام للحزب، والذى يضم ثلاثمائة شخص فقط، فهذه هى الديمقراطية والتعددية، أما أن يتقدم حزب لديه نحو 40% من البرلمان المنتخب بمرشح فتلك خيانة ونقض للوعود، وكما يقول الشاعر:
أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس
مما يجعلنا نطرح التساؤل الهام تعرف إيه عن المنطق؟
4) أن يتم تشكيل لجنة لإعداد الإعلان الدستورى بعد الثورة، ولا تمثل فيها أكبر جماعة فى مصر سوى بعضو واحد فقط، وعلى الرغم من ذلك ثارت ثائرة الليبراليين كيف يمثل هذا العضو؟ أما أن تشكل لجنة إعداد الدستور من كافة طوائف الشعب فنجد الانسحابات والضغوط لتقليل نسبة الحزب الذى يمثل أكثرية فى البرلمان، وزيادة نسبة الليبراليين الذين لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة من اختيارات الشعب، مما يعيد التساؤل تعرف إيه عن المنطق؟
5) أن يتم تشكيل أكثر من وزارة بعد الثورة ولا يمثل فيها أى وزير إسلامى، على الرغم من أن نسبة 70% من البرلمان المنتخب هم إسلاميون باختلاف أحزابهم، ويمثل فيها فلول النظام السابق وأحزاب لا تستطيع تجميع ثلاثمائة شخص فهذا مسكوت عنه فأين المنطق يا سادة؟
الحقيقة كل ما تم ذكره فى كفة ونظرة البعض لشعب مصر فى كفة أخرى، فهم مازالوا ينظرون إليه نظرة دونية ويرون اختياراته تعبر عن قلة وعى، فإذا قلت لهم فماذا عن اختيارات مثقفى هذا الشعب من أساتذة الجامعة والنقابيون ألم تتفق مع اختيارات الشعب أيضاً، تراهم يبادرونك بالسؤال، وأنت تعرف إيه عن المنطق؟
أظن من المنطق أن نضع أمام الشعب كل الخيارات والترشيحات الممكنة، وبدلاً من مهاجمة حزب لأنه رشح شخصا معينا تعاملوا بالمنطق، وقدموا من هو أكفأ منه، واتركوا الحكم للشعب لأنه أعرف منا بالمنطق.
مشهد من مسرحية مدرسة المشاغبين