شبح التقسيم يهدد مالى.. الإسلاميون يسيطرن على مدينة تيمبوكوتو الشمالية وبفرضون أحكام الشريعة الإسلامية هناك.. وحركة أزواد العلمانية تسعى لتأسيس دولة مستقلة على حدود الصحراء

الخميس، 05 أبريل 2012 01:26 م
شبح التقسيم يهدد مالى.. الإسلاميون يسيطرن على مدينة تيمبوكوتو الشمالية وبفرضون أحكام الشريعة الإسلامية هناك.. وحركة أزواد العلمانية تسعى لتأسيس دولة مستقلة على حدود الصحراء انقلاب مالى
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضع انقلاب مالى الدولة الإفريقية على حافة الهاوية والتقسيم خاصة أن الأمر لم يقتصر على التظاهرات التى شدتها العاصمة المالية مابوكو أو الإدانات الدولية التى صدرت عن قادة العديد من القوى الغربية، فى أعقاب الإطاحة بالحكومة المنتخبة هناك، وإنما قد امتد الأمر إلى صراعات مسلحة بين عدد من المجوعات المتمردة سواء تلك التى تنتمى إلى تيارات الإسلام السياسى المتشددة أو المنتمين إلى التيار العلمانى بهدف الانفصال عن الدول، وهو ما أدى إلى فقدان قادة الانقلاب سيطرتهم على مناطق عديدة شمال البلاد.

ذكرت صحيفة الديلى نيشن الكينية أن قادة العالم قد ناقشوا أمس الأربعاء الأزمة السياسية التى تشهدها مالى حاليا، بعد أسبوعين من الانقلاب العسكرى الذى شهدته البلاد مؤخرا، خاصة فى ظل الفوضى الحالية التى جاءت كنتيجة لصعود متمردى الطوارق المدعومين من قبل الإسلاميين، وهو ما يعد تهديدا للحالة الأمنية فى البلاد.

وأضافت الصحيفة أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أصدر بيانا بالأمس حول الأزمة فى مالى، وسط تحذيرات أطلقتها الميليشيات العسكرية التابعة لتنظيم القاعدة حول تأسيس دولة إسلامية فى المنطقة على مساحة تفوق مساحة فرنسا.

وقد أعرب الاتحاد الأوروبى عن قلقه الشديد إزاء الموقف المتردى فى مالى، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار فى مدينة تيمبوكوتو الشمالية، والتى يسيطر عليها الإسلاميون المتشددون حاليا. وأضافت الصحيفة أن القادة الإسلاميين للمدينة قد قرروا إجبار السيدات بارتداء الحجاب الإسلامى وهددوا بقطع يد السارق، بالإضافة إلى إغلاق مختلف البارات ومحلات الخمور بالمدينة.

وأوضحت الصحيفة أن قائد جماعة أنصار الدين المتشددة إياد أج غالى قد أسس لنفسه قاعدة بالمعسكر التابع للقوات العسكرية المالية بالمدينة، مضيفة أن رجال غالى قد دخلوا فى صراع مسلح مع حركة التحرير الوطنية "أزاود"، ذات التوجه العلمانى، وهو ما قد يفتح الباب أمام الجماعة المتشددة للسيطرة على أكثر من نصف مساحة الدولة المالية.

من ناحية أخرى أكد عدد من الإنفصاليين التابعين لحركة "أزاود"، فى تصريح أبرزه الموقع الإلكترونى للحركة، أنهم سوف يحاربون من أجل تحقيق هدف أساسى، وهو تأسيس دولة "الأزاود" المستقلة على الحدود مع الصحراء.

الجدير بالذكر أن حالة من الانهيار قد انتابت الدولة الكينية منذ قيام الإنقلاب العسكرى الذى شهدته مالى فى 22 مارس الماضى، والذى تمكن فيه عدد من القادة العسكريين بالإطاحة بالنظام الحاكم هناك، حيث إن عددا من القبائل المتمردة قد تصاعدت بشكل ملحوظ وتمكنت من السيطرة على عدد من المدن فى شمال مالى، وهو ما يهدد الدولة المالية بخطر التقسيم، خاصة وأن قادة الإنقلاب قد فقدوا السيطرة تماما على تلك المنطقة.

ويسعى القادة العسكريون فى العاصمة المالية باماكو حاليا من أجل استعادة زمام الأمور فى البلاد، متهمين المتمردين بارتكاب انتهاكات إنسانية عميقة. وأضاف المتحدث الرسمى باسم القيادة العسكرية للبلاد أن الجماعات المتمردة المتصارعة فى شمالى البلاد يسعون لتطبيق قوانينهم الشخصية، وأنهم يرتكبون جرائم خطف واغتصاب فى حق النساء والأطفال.

وأعرب عدد من دول العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، عن رفضهم الشديد للانقلاب العسكرى فى مالى، معتبرين أن الخطوة التى أقدم عليها الضباط الماليين هى انقلاب على الديمقراطية، والتى تمتعت بها مالى لأكثر من عقدين من الزمان، ولذا فقد أعلنت الإدارة الأمريكية بوقف كافة المساعدات غير الإنسانية التى تقدمها بلاده للدولة الإفريقية، مطالبة القادة العسكريين بالعودة فورا إلى ثكناتهم وإعادة السلطة للحكومة المنتخبة للقيام بدورها خلال المرحلة المقبلة.

وشهدت العاصمة المالية كذلك عددا من التظاهرات الشعبية، والتى طالب فيها الماليون باحترام الديمقراطية، وهو ما دفع القادة العسكريين للبلاد للتعهد أمام الشعب المالى بإجراء انتخابات نزيهة فى أقرب فرصة ممكنة، رغم الشكوك التى تدور حول هذا الأمر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة