أعلنت وزارة الخارجية عن حالة من الاستنفار والاجتماعات المكثفة التى تهدف لتنشيط الملف الآسيوى عقب الجولة التى قام بها محمد عمرو وزير الخارجية مؤخرا وزار خلالها كلا من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، فيما وصفه مراقبون بأن القاهرة بدأت تتجه شرقا وكذلك عقب استقبال مصر مؤخرا لوزير الخارجية الهندى وعقد اللجنة المشتركة بين البلدين، وقرب عقد اللجنة المشتركة بين مصر وباكستان.
وفى إطار تلك الاجتماعات ترأس السفير د.محمد حجازى مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية اجتماعا موسعا شارك فيه ممثلو 25 وزارة وجهة حكومية مصرية لبحث أولويات مصر فى إطار التعاون الثنائى مع باكستان، حيث تم استعراض مذكرات تفاهم محل تفاوض مع الجانب الباكستانى فى مجالات الزراعة والبحث العلمى والاستثمار والإسكان والإعلام، وذلك استعدادا لعقد الدورة الرابعة للجنة المصرية – الباكستانية المشتركة فى إسلام أباد برئاسة وزيرى خارجية البلدين خلال الفترة القادمة.
كما عقد القطاع الآسيوى فى الخارجية اجتماعا تنسيقياً بمقر وزارة الخارجية بمشاركة الجهات الوطنية المعنية لمتابعة نتائج اجتماعات الدورة السادسة للجنة المشتركة مع الهند التى عقدت يومى 3 و4 مارس 2012، وكذلك للاتفاق على المجالات التى ترغب مصر فى تكثيف التعاون مع الهند بشأنها، خاصة مع إعلان رئيس الوزراء الهندى عن استعداد بلاده لإيفاد وفد متعدد المهام إلى مصر يضم كافة المجالات ذات الأولوية للجانب المصرى، وهو العرض الذى نقله وزير خارجية الهند لنظيره المصرى محمد عمرو خلال مباحثاتهما فى القاهرة الشهر الماضى.
وركز اجتماع الخارجية على تحديد المجالات الرئيسية التى سيتم بحثها مع الوفد الهندى، ومنها: البحث العلمى وتكنولوجيا المعلومات والطاقة التقليدية والمتجددة والزراعة والأمن الغذائى وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والسكك الحديدية والتعليم خاصة الفنى والمتوسط ، وكلها مجالات تتمتع بها الهند بمزايا تنافسية عالية.
وكان السفير محمد حجازى قد شارك فى أعمال المؤتمر الخامس للتعاون الإقليمى مع أفغانستان الذى استضافته العاصمة الطاجيكية دوشانبيه مؤخرا تحت شعار "الشراكة الواقعية من أجل تفعيل التكامل الإقليمى والاستقرار والازدهار"، حيث أكد فى الكلمة التى ألقاها نيابة عن وزير الخارجية التزام مصر بدعم التنمية فى أفغانستان والمساهمة الفعالة فى إعادة الإعمار ومساندة التعاون الإقليمى، واستمرار تقديم الخبرات المصرية لبناء وإعداد الكوادر الأفغانية فى مجالات الصحة والتعليم والشرطة والدبلوماسية ومحو الأمية.
كما التقى السفير حجازى على هامش الاجتماع بوزير خارجية أفغانستان زلماى رسول، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وما يمكنه أن تقدمه مصر من مساندة ودعم خلال الفترة القادمة لأفغانستان على المستويين الثنائى والدولى، وقد أعرب الوزير الأفغانى عن تقدره للدور الذى تقوم به مصر فى دعم بلاده وتطلعه لاستمرار هذا الدور الفاعل فى المستقبل.
وصرح السفير محمد حجازى بأن تلك التحركات المكثفة تأتى فى إطار التوجه المصرى للانفتاح على القارة الآسيوية بشكل عام والرغبة فى تطوير العلاقات مع الدول البازغة اقتصاديا فى آسيا والاستفادة مما يربط مصر من علاقات سياسية متميزة مع تلك الدول لدعم عجلة الاقتصاد المصرى، باعتبار ذلك الغاية الرئيسية التى تسعى أى دبلوماسية نشطة لتحقيقها، وأضاف حجازى أن الاجتماعات مع جميع الأجهزة المصرية المعنية بالملف الآسيوى قد عكست اهتماما كبيرا من جانبها جميعها بتفعيل التعاون المصرى الآسيوى والخروج به من المجالات التقليدية لتلبية الاحتياجات الملحة للبلاد.
وتطرق حجازى إلى الملف الأفغانى، حيث أكد أن وزارة الخارجية تسعى حاليا لتأمين مشاركة الشركات المصرية فى مشروعات البنية التحتية المزمع إقامتها فى أفغانستان بتمويل دولى، والتى تم الإعلان عنها فى مؤتمر دوشانبيه، وتتضمن مشروعات إقامة طرق وسكك حديدية وأنابيب نفط وغاز ومد خطوط كهرباء وإنشاء مجموعة من المبانى الإدارية.
القاهرة تتجه شرقاً..
الخارجية تعلن عن اجتماعات مكثفة لتنشيط الملف الآسيوى
الخميس، 05 أبريل 2012 10:34 ص