محمد حمدى

الشاطر ليس سيدنا يوسف.. ولا هو مانديلا.. ولا أردوغان

الأربعاء، 04 أبريل 2012 10:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ إعلان جماعة الإخوان المسلمين، عن ترشيح المهندس خيرت الشاطر مرشحا رسميا للجماعة لرئاسة الجمهورية، نشط إخوانيون على المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعى، لدعم الشاطر، والأخذ بيده، والترويج له، خاصة وأنه ليس معروفا من قبل على المستوى الشعبى، مقارنة بقيادات إخوانية سابقة وحالية مثل أبو العلا ماضى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وعصام العريان، وغيرهم ممن أعادوا تأسيس الجماعة فى السبعينات، وضخ دماء وأفكار جديدة فى شرايينها التى كانت قد تكلست بفعل البقاء داخل السجون طوال الحكم الناصرى لمصر.

بعض الإخوان، ومنهم أصدقاء وزملاء أخذتهم الحماسة، أكثر مما ينبغى، حيث عقد بعضهم مقارنة بين سيدنا يوسف عليه السلام، وخيرت الشاطر، مستندين فى حججهم إلى أن سيدنا يوسف عليه السلام، خرج من سجن فرعون، ليجلس على خزائن مصر، أى بالمصطلح الحديث، يدير الاقتصاد المصرى فى ذلك الوقت، بعد أن فسر رؤية ملك مصر التى وصفها القرآن الكريم (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاى إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)، وفسر سيدنا يوسف حلم الملك بأن مصر ستعيش سبع سنوات رخاء بفضل فيضان النيل، ثم سيتوقف الفيضان سبع سنوات فتحدث مجاعة تأكل الأخضر واليابس، ونصح سيدنا يوسف فرعون مصر بتخزين الغلال للخروج من سنوات القحط والجدب.

وحسب ما هو منشور على المواقع بسذاجة، فإن الشاطر الذى كان مسجونا وقت قيام الثورة، وخرج منها بعفو صحى هو القادر على إدارة مصر والجلوس على خزائنها والنهضة بها كما فعل سيدنا يوسف من قبل، وأعتقد أنه لا مجال للمقارنة بين سيدنا يوسف والسيد الشاطر، لأننا لم نسمع أن الشاطر يوحى له من السماء، كما أننا نؤمن إيمانا لا يتزعزع بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، وليس من بعده أنبياء أو رسل، ولا تجوز مقارنة البشر العاديين بالرسل والأنبياء، حتى ولو كان الشاطر الذى يجلس على خزائن الإخوان وليس خزائن مصر.

أما الصديق العزيز هانى صلاح الدين مدير تحرير الموقع الإلكترونى لـ "اليوم السابع"، فقد كتب مقالا يقول فيه: "أرى أن الشاطر الذى عرفته سيكون مانديلا مصر، وسينجح فى العبور بهذا الوطن من النفق المظلم إلى أفق التقدم والتطور الحقيقى، فالرجل له تاريخ مشرف، وكان علامة فى تدعيم الاقتصاد الوطنى من خلال مشروعاته الاقتصادية الناجحة، كما كانت له رحلة طويلة مع الظلم والاستبداد، حرم الرجل فيها من حقوقه الدستورية، وذاق فيها الأمرين فى سجون ومعتقلات زبانية نظام مبارك، ومن ذاق الظلم فمستحيل أن يظلم".

والحقيقة أن الصديق هانى صلاح لم يقل لنا ما هى مشروعات خيرت الشاطر الاقتصادية الناجحة التى كانت علامة فى تدعيم الاقتصاد الوطنى، خاصة أن من هم خارج الإخوان، ومعظم أعضاء الجماعة، باستثناء قلة قليلة، لا يعرفون حقيقة أموال الجماعة ومشروعاتها الاقتصادية، وربما لا يعرفها أحد على الإطلاق غير الشاطر. وأتمنى من الصديق العزيز هانى صلاح أن يكتب لنا مقالا يذكر فيه ما هى مشروعات الشاطر؟.. وكيف كان علامة فى تدعيم الاقتصاد الوطنى؟!

أما محاولة تشبيه الزعيم الجنوب أفريقى التاريخى نليسون مانديلا بالزعيم الإخوانى الجديد خيرت الشاطر، فهو فى غير محله، فقد أمضى مانديلا، 28 عاما متصلة فى السجن، ورفض أكثر من مرة إطلاق سراحه مقابل وقف المقاومة المسلحة، ضد الأقلية البيضاء، بينما المناضل الإخوانى الشاطر خرج من السجن بعفو صحى أصدره أحمد شفيق، وهو ينوى الترشح للرئاسة بعفو وإسقاط عقوبة صادر عن المجلس العسكرى.

خرج مانديلا من السجن ليقود بلاده نحو العدل والمساواة، وإنهاء الفصل العنصرى، بالتسامح مع من سجنه، وهم الأقلية البيضاء، لذلك لم يكن غريبا أن يحصل مع آخر رئيس ابيض لجنوب أفريقيا فريدريك دكليرك على جائزة نوبل للسلام.

أما رحلة المناضل الإخوانى خيرت الشاطر فى السجون فهى لم تكن بعدد سنوات مانديلا فى السجن، ولم نعرف عن الشاطر أنه انفتح على القوى السياسية الأخرى فى الوطن، بينما مانديلا عفى عن البيض، وتواصل مع كافة قبائل بلاده، ولم يكن رجل أعمال ولا صاحب شركات، ولا أعاد مانديلا بناء اقتصاد جنوب أفريقيا، لأن جنوب أفريقيا فى الأساس كانت بلدا صناعيا كبيرا تحت حكم الأقلية البيضاء.

أخيرا من يشبهون خيرت الشاطر برئيس الوزراء التركى طيب أردوغان، هم أيضا مخطئون، فأردوغان ولد لأسرة فقيرة، وقد قال فى مناظرة تلفزيونية: "لم يكن أمامى غير بيع البطيخ والسميط فى مرحلتى الابتدائية والإعدادية، كى أستطيع معاونة والدى وتوفير قسم من مصروفات تعليمى، فقد كان والدى فقيرًا".

لم يدخل أردوغان عالم السياسة وقيادة بلاده من باب البيزنس وإنما عبر التدرج فى العمل الحزبى بداية من حزب الخلاص الوطنى بقيادة نجم الدين أربكان نهاية السبعينات، ثم مع حزب الرفاه فى الثمانينات، ثم فاز بمنصب عمدة اسطنبول، واتهم عام 1998 بالتحريض على الكراهية الدينية وتم سجنه ومنعه من العمل فى الوظائف الحكومية والترشيح للانتخابات العامة، حتى أسس حزب العدالة والتنمية عام 2001.ثم أصبح رئيسًا للوزراء بعد عامين.
لم يهبط أردوغان على العمل العام بالبراشوت، ولم يترشح لرئاسة الحكومة وقيادة تركيا، لأنه يدير أموال حزبه، وإنما لأنه أمضى نحو ثلاثين عاما يناضل من أجل ما يؤمن به، وما يعتقده، وأخذا بيد بلاده نحو التقدم والانفتاح على الداخل والخارج على السواء، لدرجة أن أهم إنجازات أردوغان خلال رئاسته لبلدية اسطنبول هى تنظيف المدينة وإعادتها إلى خارطة السياحة العالمية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مدام / جيهان

ما يملك عكس ما كتبه المحترم / محمد حمدى ... عليه الرد

عدد الردود 0

بواسطة:

ربيع

عقدة الإخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد الدق

الشاطر يمكن ان يكون مشروع جديد لرئيس جديد

عدد الردود 0

بواسطة:

نونا عادل

انت راجل بجد بتفهم ومحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

احمدشعبان عبدالرازق /قنا

استاذ

كل كلامك صح

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل

لماذا الشاطر؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصري

ما تتعبش نفسك يا أستاذ محمد

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد

فلووووووووووووووووووووووووووووووووووول

فلوووووووووووووووووووووووووووووووووووول

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد الشناوى

من هو الشاطر ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى رضوان

الاخوان امل الامة وقلبها النابض بالعطاء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة