يبدو أن مواجهة الكوارث قدر المساجد الأثرية عموما، وتحديدا مسجد الرفاعى الأثرى الذى يواجه حاليا كارثة قد تؤدى إلى تدميره، بسبب الاستعدادت لمولد "سيدى الرفاعى"، الذى يقام يوم الخميس المقبل، ويتم الاستعداد له منذ أيام، فقد أتى المئات من مريدى المولد، مثلما يأتون كل عام للاحتفال من مختلف محافظات مصر وأقامت كل "طريقة" السرادق الخاص بها حول المسجد، وبدأ الجميع الاستعداد لـ"الليلة الكبيرة"، لكن حدث هذا العام ما هو جديد بالمرة، وهو إقامة السرادق الرئيسى للمولد داخل صحن المسجد الأثرى، بالإضافة لإقامة أكثر من واحد بالداخل، كذلك انتشرت أنابيب الغاز داخل المسجد، والكارثة أن هناك العديد من المواد المشتعلة الموجودة داخل المسجد فى غرفة الترميم الخاصة، وهو ما قد يسبب كارثة بكل المقاييس، فنصب السرادق بالطبع يؤثر فى الحوائط الأثرية أما أنابيب البوتاجاز فحدث ولا حرج.
شكل المسجد غريب، وإقامة السرادق الرئيس بداخله أمر يثير الشكوك، خاصة أن هذا الأمر ممنوع ولم يحدث منذ ثمانية سنوات، وهذا ما أكده أحد العاملين بالآثار، الذى فضل عدم ذكر اسمه، واصفا الأمر بالخطير على المسجد وعلى حياة الأفراد أيضا، بسبب كثرة أسطوانات الغاز المنتشرة فى صحن المسجد والتى من الممكن أن تتسبب فى نشوب حريق هائل لوجود معهد الحرف الأثرية والمتواجد داخل صحن المسجد، والذى يضم الكثير من المواد سريعة الاشتعال، إضافة إلى أن إقامة السرادق داخل المسجد، يعيق حركة العاملين بالمسجد من التنقل والعمل، ويسمح بتواجد اللصوص داخل المسجد، الذين يستطيعون سرقة الآثار بمنتهى السهولة وسط هذه الفوضى، موضحا أنه عندما ذهب للاستفسار عن هذه الحالة أكد له سعيد حلمى، مدير المنطقة الأثرية، أنه حصل على موافقة من وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية وشرطة السياحة على تصاريح لإقامة السرادق والاحتفال هذا العام بالمولد من داخل مسجد الرفاعى، مؤكدا أن هذا الأمر مخالف للقانون، وأنه واثق من أن سعيد حلمى وشيخ المسجد محمد حماد وشيخ الطريقة الصوفية طارق ياسين الرفاعى هم من أقاموا هذه السرادق وأدخلوا الوافدين للاحتفال بالمولد داخل صحن المسجد بهذا الشكل وعرضوا حياة الكثيرين إلى الخطر للتربح من ورائه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة