بدأت أفهم هذه الأيام سر اهتمام الحكومات فى بلدنا لعمل الطرق الدائريه التى تجعلك تسير وتسير وفى النهاية تصل إلى نفس ألنقطه التى انطلقت منها، وكلما طالت المسافة التى تقطعها لا تشعر أنك تسير فى دائرة لتصل بك إلى حيثما كنت.
إن هذا هو الواقع الذى نعيشه الآن فى مصر، حيث إننا بسبب عدم وضوح الرؤية وعدم وجود قائد لهذه المرحله الدقيقه فى تاريخنا أرى أننا اقتربنا من نقطة البدايه مرة أخرى، حيث الفرقة والتخوين والاتهامات التبادله من كل الذين وجدوا أنفسهم فجأة فى موقع القيادة، فبدلا من أن ينظروا إلى الإمام وإلى قيادة هذه الأمة للدخول فى المسار الحقيقى للتقدم الذى يعود بنفعه وخيره على كافة أفراد الشعب أخذ القادة المستحدثون بكل أسباب التشتت والخلاف بعضهم مع بعض ونسوا أن هناك شعبا يعانى وينتظر هذه اللحظة التى يسترد فيها حقوقه المسلوبه منذ عشرات السنين.
إن هناك فارقا كبيرا بين الخلاف والاختلاف، الخلاف ينتهى بالصدام والاختلاف قد يكون سببا رئيسيا فى التعاون والتكامل بين أصحاب هذا الاختلاف.
إن حركة الماكينات وعملها يقوم فى الأساس على مجموعة من التروس والتى ليست بالضرورة أن تسير بنفس الاتجاه وقد تسير فى اتجاهات عكسية تماماً، ولكنها تظل بسيرها هذا هى التى تعطى الطاقة اللازمة للترس الآخر الذى يسير فى الاتجاه المعاكس، ويظل الهدف الأصيل فى النهاية هو إنتاجية هذه الماكينة وليست حركة التروس فى حد ذاتها.
إننا فى أشد الحاجة فى هذه المرحلة إلى العمل داخل منظومة توظف هذا الاختلاف فى صالح الهدف الأعلى وهو خير ورفاهية هذا الوطن، وأن نتعلم ثقافة الاستماع والاستيعاب للآخر فليس كل ما عندى من أفكار وبرامج هو الأصلح وليس كل ما عند غيرى هو غير قابل للتطبيق.
نحن نحتاج اليوم قبل غداً أن نجد هذا الرابط المفقود الذى يستطيع توظيف كل هذه الاختلافات ويحولها إلى طاقة خلاقة تخرج بنا من هذا الطريق الدائرى حتى نلحق بركب السير الذى سبقنا بكثير، وأنا على ثقة تامة أن الشعب المصرى يستطيع أن يصبر لسنوات قادمة، ويستمر فى العمل والإنتاج إذا اقتنع أنه الآن يسير خارج الطريق الدائرى وأن ناتج عمله سيعود بالخير عليه وعلى أبنائه من بعده.
مظاهرات 25 يناير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد زهره
ارفع القبعه