أجمع المشاركون فى ندوة "أمن المعلومات قضايا الأمن العامة والتشريعات الملائمة" على ضرورة اهتمام الشركات بأمن المعلومات لحماية الدولة ومستخدمى الإنترنت من السرقة واختراق معلوماتهم الخاصة.
وأضافوا خلال مؤتمر القاهرة للاتصالات الذى اختتم فعالياته مساء أمس الأحد، أن هناك فرص استثمارية كبيرة فى صناعة أمن المعلومات، مؤكدين على ضرورة قيام الشركات بخلق متخصصين فى مجال أمن المعلومات.
من جهته أكد الدكتور شريف هشام نائب الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" أن هناك فرصا استثمارية كبيرة فى مجال أمن المعلومات، مشيرا إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة لحماية البنية التحتية والتهديدات التى تواجهها على المستوى العالمى، مما يتطلب وضع تقنيات وحلول وخبرات متعددة الجوانب التقنية والتنظيمية.
وأضاف أن تأمين الفضاء المعلوماتى أصبح مطلبا ضروريا فى ظل تزايد الاختراق والقرصنة والتى أصبحت مختلفة ومتعددة من حيث عمرهم ودوافعهم وحياتهم.
وتابع: "فقد كان هناك تشكيل عصابى من مختلف الدول فى مصر وقام بالسطو على حسابات بعض العملاء فى البنوك المصرية، وهو ما يجعل أمن المعلومات من الصناعات الحيوية فى أى دولة وتتطلب شراكة واسعة من مختلف العاملين فى هذا المجال لحماية الدولة والمواطنين من الذين يستخدمون الفضاء التكنولوجى.د
وطالب بتوفير الحلول الخاصة لتأمين الفضاء المعلوماتى والتعامل، خاصة مضادات الفيروسات وحلول فى هذا الأمر.
بدوره حذر "ماثيو نيكودام " مدير المبيعات والعمليات لتطوير الأعمال بشركة "إف سكيورتى" من مخاطر اختراق المعلومات الفضائية، مشيرًا إلى أن هناك عصابات منظمة لاختراق شبكات الإنترنت والوصول إلى أجهزة مستخدمى الإنترنت للتعرف على البيانات الخاصة ببطاقة الائتمان وبالتالى سرقة ما لديهم من أموال، موضحًا أن الناس يتعرضون للسرقة على الإنترنت أكثر من تعرضهم للسرقة فى الشارع.
وطالب بتعاون على مستوى دولى وعالمى لمواجهة القرصنة من على الإنترنت حتى يتم حماية مستخدمى الإنترنت وحماية الفضاء المعلوماتى.
وعن الجرائم الإلكترونية قال "بيتر مونج" المسئول عن إقليم شمال أفريقيا ومدير عمليات المشروعات والأعمال التجارية إنترتيك "إن الجرائم الإلكترونية تفوق جرائم المخدرات، مما يجعلها تشكل تحديا كبيرا أمام الشركات فى ظل العصر الرقمى الذى نعيشه".
وأضاف: "أنه يمكن خلق مركز خدمات للدولة للحد من الكوارث التى يمكن أن تحدث، فالهجوم على بنك واحد قد يؤثر على اقتصاد دولة، فقد حدث هجوم على بنك فى إحدى الدول، مما أثر على اقتصاد الدولة، موضحًا أن أية هجمات على البنية الأساسية مثل منطقة مفعل نووى أو شبكات الحاسب الآلى للمفاعل النووى، مما قد يحدث أزمة كبيرة لهذا يتم عمل حلول لمواجهة مثل هذه الهجمات".
من جانبه قال إيهاب الماحى، مسئول عن حلول الأمن الداخلى فى شركة إريكسون بالسويد: "إن صناعة أمن المعلومات المحلية ضرورة لحماية المواطنين والدولة، حيث وصل الإنفاق على أمن المعلومات بلغ 182 مليار دولار ويتوقع أن يصل إلى 354 مليار دولار عام 2021".
وأشار إلى أن تكنولوجيا المعلومات تساهم بشكل كبير فى حماية الدولة والمواطنين من خلال عمل إدارة للطوارئ، التى تعمل على حماية المجتمع من الهجمات الإلكترونية المختلفة، إلى جانب إدارة الحدود وأمنها ومكافحة الإرهاب من خلال مكافحة الإرهاب عن طريق تكنولوجيا التعرف على الوجه والصوت والتتبع لتحديد الموقع لأرقام وغيرها، إلى جانب تواجد التكنولوجيا فى عمليات الاستخبارات.
وأوضح أن الحكومات مسئولة عن الأمن المحلى للمعلومات وإيجاد التكنولوجيا الخاصة لحماية الدولة عن طريق التعرف على مناطق تهريب السلام وتجارته والمخدرات والتعرف على العدوان من قبل دولة أخرى كل هذا يمكن أن يتم عن طريق التكنولوجيا.
تابع: "لارى هوتونيون" - ممثل لشركة كود نوميكون - التى تعمل فى مجال حماية المعلومات أن استخدام الانترنت يمكن أن يشكل خطرا كبيرا للشركات الكبيرة من قبل المجرمين الذى يستطيعون الدخول على البنية التحتية لهذه الشركات، بما يعرضها للخطر وسرقة أموالها لهذا يتطلب الأمر حماية قوية للمعلومات والبنية التحتية للشركات الكبرى.
وأشار إلى أن هناك مواطن الضعف فى البنية التحتية للمعلومات للشركات، والقراصنة يستغلون مناطق الضعف لاختراق البنية التحتية لهذه الشركات والبنوك، وهناك الكثير من الامثلة التى حدثت فى العالم.
وألمح إلى أن تبنى برنامج للإبلاغ عن اختراق الإنترنت والاتصالات سيساهم فى الحد من الاختراق والقرصنة لمستخدمى الإنترنت.
فى السياق نفسه أوضح أحمد عبد الله، المدير الإقليمى لشركة RSA والعمليات الأمنية، أن هناك نقصا كبيرا فى الأشخاص المتخصصين فى أمن المعلومات، مما يتطلب من الشركات تدريب جيل متخصص فى أمن المعلومات.
وأضاف أن من ينفذ الهجوم لا يستغرق ساعات فى حين أن نحو 95% من الشركات ليس لديها القدرة على التعرف على الاختراق إلا بعد أيام أو شهور، مما يفقدها المعلومات المهمة عن العملاء أو الشركة.
وألمح إلى أن العالم اليوم يعيش عصر التواصل المفرط، الذى يتطلب ضرورة حماية أمن المعلومات وإيجاد المتخصصين لذلك، مشيرا إلى أن المطارات والبنوك وغيرها توجد بها أنظمة أمنية مثل الكاميرات وغيرها للتعرف على التحركات المريبة للتعامل معها قبل حدوث السرقة، لهذا لابد من وجود أدوات شبيهة على الشبكات لمراقبة ما يحدث والتعرف عليها ووقفة فى الوقت المناسب، فالهجمات الإلكترونية يتم الإعداد لها فى شهور وتنفذ فى ساعات ولا يتم كشفها إلا بعد أيام.
وفى ختام الجلسة قال حاتم على المدير الإقليمى لشركة "فورتى نت"، "الأدوات التى تستخدم اليوم فى مصر ليست كافية للتأمين من عمليات الاختراق التى تتم من قبل أشخاص مدربين ولديهم الخبرة والدافع للاختراق، مما يتطلب ضرورة الاهتمام بإيجاد الأدوات التى تحمى البنية التحتية.
خبراء الاتصالات: "أمن المعلومات" يحمى الدولة ومواطنيها من الاختراق
الإثنين، 30 أبريل 2012 03:36 م