"الزراعة": خسائر القلاعية 120 مليون جنيه.. و"بيطرى" يتوقع زيادة الإصابات والنفوق لـ290 ألف رأس.. و"الخدمات البيطرية" تقيم منطقة حجر على حدود غزة.. وشائعة تحول الفيروس تربك المسئولين

مازال الوباء الذى اجتاح للمرة الأولى مزارع الثروة الحيوانية منذ أكثر من شهرين والذى تسبب فى نفوق حوالى 20 ألف رأس ماشية وإصابة 84 ألف، والمعروف بالحمى القلاعية "سات 2" يثير الرعب بين المربين والفلاحين والمسئولين، فى ظل تصاعد موجات إصابة قطعان الماشية وتردد أنباء عن تحول فيروس جديد للحمى القلاعية للعترتين O وA المتوطنتين فى مصر ببعض المحافظات الساحلية.

وقد تسببت شائعة حول ظهور عترة جديدة من مرض الحمى القلاعية، فى حدوث حالة من القلق والارتباك بهيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، بعد أنباء حول رصد العترة "ايشيا1" فى مرسى مطروح من خلال شحنة أغنام مهربة من ليبيا، وقالت الشائعة إن معامل هيئة الخدمات البيطرية اشتبهت فى الإصابة بالعترة الجديدة وبعد الفحص والتحليل تبين أنها إصابة بالعترتين A وO المتوطنتين فى مصر، ولكن بعد تحورهما، الأمر الذى تسبب فى حالة من التخبط بالهيئة والارتباك، ونفى المسئولون صحة الخبر مؤكدين على أنها مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، غرضها إحداث بلبلة بالرأى العام.

من جانبه أكد الدكتور حاتم فرج مساعد وزير الزراعة للطب البيطرى، على عدم تلقيه أية إخطارات بهذا المعنى من هيئة الخدمات البيطرية، مشددا على أن الهيئة يصلها تقارير يومية من مديريات الطب البيطرى بالمحافظات عن تطورات مرض الحمى القلاعية بعد انتشار العترة سات2.

كما نفى الدكتور عصام عبد الشكور رئيس إدارة الإرشاد بهيئة الخدمات البيطرية تلقيه أية تقارير أو إخطارات من مديرية الطب البيطرى بمرسى مطروح تفيد برصد هذه العدوى، مؤكدا أن الخبر الذى تسرب مجرد شائعة خاصة أن الحيوانات المهربة عبر الحدود لا تخضع للكشف أو الفحص من جانب الهيئة، لأنها تدخل بطرق غير شرعية، والهيئة مختصة بفحص الحيوانات الواردة بالطرق الشرعية فقط من خلال المنافذ الرسمية.

وفى سياق متصل، تواصل هيئة الخدمات البيطرية إمداد المحافظات الثلاثة عشر التى بدأت بها خطة التحصين ضد الحمى القلاعية باللقاح الجديد، ومن المقرر أن يتم التوسع بالخطة لتتضمن محافظات جديدة خلال أيام، حيث يتم اختيار المحافظات الأقل إصابة أولا لتحصين الحيوانات السليمة بها، وكذلك تجمعات المواشى الأقل إصابة، أو التى لم يظهر بها إصابات.

وأكد مصدر مسئول بوزارة الزراعة، أن العترة الجديدة من الحمى القلاعية سات 2 تسببت فى خسائر كبيرة لقطاع الثروة الحيوانية المصرية والتى تبلغ حتى الآن نحو 120 مليون جنيه، حيث تسببت فى نفوق ما يقرب من 20 ألف رأس من قطعان العجول حديثة الولادة، بالإضافة إلى إصابة الحيوانات الكبيرة بالهزال وفقدان الوزن، والتى بلغت نحو 85 ألف حالة مصابة.

يقول الدكتور حسين قاعود أستاذ الأوبئة ورئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، إن قطاع الطب البيطرى لم يتعظ من أزمة 2006، ولم يأخذ حذره من ظهور أى فيروسات أو آفات مستحدثة قد تدمر قطاع الثروة الحيوانية، وتؤثر بالسلب على الاقتصاد المصرى، مشيرا إلى أن مصر لديها خبراء فى مختلف الجامعات ووزارة الزراعة قادرون على مواجهة مثل هذه الكوارث باتباع نظم حديثة، من شأنها مكافحة مثل هذه الأوبئة قبل وقوعها وسرعة محاصرة المرض عند ظهوره، وتجريم دخول الماشية الحية لمصر عبر الدول الموبوءة، ومراقبة الموانئ والمحاجر الحدودية.

وأضاف قاعود أن "ايشا 1" فيرس من ضمن الفيروسات الـ7، ونسبة وجودة ضعيفة، حيث يستوطن الفيروس فى البرازيل وأثيوبيا والسودان، لافتا أنه ليس هناك تشخيص للأمراض فى مصر قائلا "التشخيص عشوائى، إصابة واحدة كافية تماما للعمل على تدمير الثروة الحيوانية فى مصر، نظرا لانتشار هذه الأمراض بسرعة فائقة عبر الهواء، موضحا أن الحكومة المصرية تتحمل عبئا كبيرا فى الحفاظ على الاقتصاد المصرى من الانهيار بسبب مثل هذه الأوبئة، مما يستلزم ضرورة القضاء على أى فيروسات مستحدثة خلال الأعوام القادمة، وقبل ظهور أى فيروس جديد.

وتوقع أستاذ الأوبئة ورئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، زيادة الإصابات إلى 250 ألف رأس ونفوق أكثر من 40 ألف حالة، معظمها من العجول حديثة الولادة، لافتا إلى ضرورة التحرك السريع لإنقاذ ما تبقى من الثروة الحيوانية قبل نفاذ رصيدها.

من جانب آخر علم "اليوم السابع" أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية أقامت منطقة حجر بيطرى على الحدود المصرية والمنافذ التى تربط الحدود المصرية بقطاع غزة، بعد ظهور حيوانات مصابة بالحمى القلاعية وعترة سات2 التى اجتاحت المحافظات فى الشهرين الماضيين بعد ظهور حيوانات حاملة للمرض من إسرائيل انتقلت إلى قطاع غزة، ودخلت عبر الحدود بتهريبها عبر الأنفاق، وتبين أنها مصابة وحاملة للفيروس.