محمد حمدى

إغلاق مصر بالضبة والمفتاح!

الإثنين، 30 أبريل 2012 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ 28 يناير 2011 حينما انكسرت الأجهزة الأمنية فى كل مكان فى مصر، وبدا أن الرئيس السابق فى طريقه للخروج من سدة الرئاسة بشكل أو بآخر، بدأ البعض فى استهداف الدول العربية التى تتمتع بعلاقات طيبة مع مصر، خاصة دول الخليج، ونالت السعودية النصيب الأكبر، ربما لأن بها أكبر عدد من العاملين المصريين بالخارج، وربما لأنها صاحبة أكبر استثمارات خارجية فى مصر.

فى البداية زعمت صحيفة يومية أن الرئيس السابق خرج من شرم الشيخ بيخت خاص إلى السعودية لتلقى العلاج من مرض السرطان، ثم العودة، فى رحلات مكوكية قالت الصحيفة إنها فى حدود ثلاث زيارات علاجية، ثم حين خضع مبارك بعد ذلك للكشف الطبى على يد أستاذين من أساتذة علاج الأورام فى مصر هما أسامة سليمان، وياسر عبد القادر، كشف تقريريهما أن مبارك لا يعانى من السرطان ولا يتلقى علاجات له، لكن الهدف فيما يبدو كان ضرب العلاقات السعودية المصرية.

ولم تتوقف الشائعات عند هذا الحد، إذ سرعان ما سرت مثل الهشيم أنباء تفيد أن السعودية عرضت مليارات الدولارات على مصر حتى لا يحاكم مبارك، أو يهان، على أن ينتقل إلى جدة ويعيش هناك، وفى حالة السيولة التى تعيشها مصر، وفى ظل المنطقة الرمادية التى تنبت فيها الشائعات، لم يتوقف أحد ليتحقق ويدقق من هذه الأنباء التى لا أساس لها.

ونتيجة لتكرار مثل هذه الشائعات التى تربط السعودية بالرئيس السابق، وفى ظل حالة العداء الشديدة، والرغبة فى أن تأخذ العدالة مجراها، صنف بعض المصريين السعودية باعتبارها دولة معادية، لأنها تحمى الرئيس السابق.. وهذا غير صحيح.

وحين لقى جنود مصريون مصرعهم على الحدود بطلقات إسرائيلية، واشتعل الغضب الشعبى ضد إسرائيل، وجرت محاولات لاقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، حاول متظاهرون الاعتداء على السفارة السعودية، وإحراق مديرية أمن الجيزة بالمرة، وكأننا وضعنا إسرائيل والسعودية والشرطة فى كفة واحدة وهذا خطأ بين.

ولم يكن اعتقال المحامى الجيزاوى فى الرياض سوى القشة التى قصمت ظهر بعير العلاقات المصرية السعودية، أنا شخصيا لا أستطيع نفى أو تأكيد أن الجيزاوى كان يحمل أقراصا مخدرة أم لا.. والحقيقة أن الذى يستطيع نفى ذلك أو تأكيده هو الجيزاوى، والأجهزة الأمنية والقضائية السعودية، أما كل من يخرجون ويتحدثون عن مؤامرة ومكيدة، فلا أعرف من أين يأتون بمعلوماتهم إلا إذا كان المتظاهرون أمام السفارة السعودية قد نجحوا فى اختراق أجهزتها الأمنية وحصلوا على معلومات تكذب ما أعلن.

الجيزاوى مواطن مصرى قيد التحقيق والحبس فى السعودية، ووزارة الخارجية المصرية هى المسئول عن متابعة القضية فى الدوائر الشرطية والقضائية السعودية، وإذا كان الجيزاوى اعتقل ظلما أو أسيئت معاملته، فعلى السلطات اتخاذ إجراءات دبلوماسية وسياسية، متدرجة قد تصل لتحذير الرعايا من السفر، وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية، أما إذا لم تتخذ السلطات المصرية الإجراءات المناسبة، وأهملت فى حقوق مواطنيها بالخارج، فإن غضبنا لا يجب أن يوجه إلى دول العالم، وإنما إلى حكومتنا إذا تهاونت.

يعنى مثلا بدلا من حصار السفارة السعودية بالقاهرة، ومنع القنصل السعودى فى السويس من مغادرة بيته، لماذا لا يحاصر المتظاهرون وزارة الخارجية، ويطاردون الوزير محمد كامل عمر حتى تصبح لدينا خارجية على قدر المسئولية؟

عموما نحن أخطأنا بحق البعثات الدبلوماسية السعودية، وبحق دولة وشعب وملك سبهم البعض بأقذع الأوصاف، مما تسبب فى أزمة كبيرة، يجرى الجميع الآن لمحاولة التخفيف من تداعياتها، لكن ألا يدل كل ما يحدث ضد السعودية من أول يوم ثورة حتى الآن، على أن هناك من يريد أن يؤثر على علاقات مصر بالدول العربية، ويغلق علينا البلد بالضبة والمفتاح؟!

أمريكا أكبر اقتصاد فى العالم، تحسب حساب الصين، وتبرم المعاهدات، وتحافظ على العلاقات من أجل الاستثمارات الصينية فى الولايات المتحدة، وعلى رأسها الاستثمارات فى أذون الخزانة الأمريكية التى اشتراها الصينيون، ولولا الصين وغيرها لأفلست أمريكا، لكن الناس حين يتعلق الأمر بالاقتصاد وشرايين الحياة يقدمون المصلحة العليا على حساب عشرات أو مئات المتظاهرين الغاضبين الذين يحركهم الغضب فقط، أو قد يجرجرهم إلى كوارث من يجيدون التسلل وسط الحشود والغضب لصناعة الأزمات، ومصر الآن مخترقة من جميع الاتجاهات، وكل الملل والنحل، لكننا لا نرى سوى أنفسنا فقط، ونعتقد أننا يمكننا أن نحيا بمفردنا، وأننا أعظم دولة فى الكون، مع أن الأمم العظيمة تنهض بالأخلاق أولا.. ثم العمل والعلم.. ونحن تنازلنا عن الثلاثة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

نواف السلمان سعودي %%%%%

صوت الحق والعدل

عدد الردود 0

بواسطة:

د/أحمد محمد

الله عليك...تسلم إيديك

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام الجزيرة

الشجاعة فى دمنا .. لذلك لا نخجل من الاعتذار ..

عدد الردود 0

بواسطة:

م . طارق عامر

معك حق .. معذرة للملكة و شعبها و مليكها

عدد الردود 0

بواسطة:

م . طارق عامر

معك حق .. معذرة للمملكة و شعبها و مليكها

عدد الردود 0

بواسطة:

delicat

احقاقا للحق

احقاقا للحق اول مره اقرالك مقال مفيد احسنت

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

مقال رائع ...مع تحفظى على كلمة " تنازلنا "

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

لرقم 7 أ.خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

لاوالـله لم تتنازلوا..عن اخلاقكم..

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الرياض

الله يحفظكي ياسعوديه ويامصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة