أكد المحلل السياسى مشهور إبراهيم أحمد، أن قرار جماعة الإخوان المسلمين بدفع المهندس والقيادى البارز خيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة سيكون له تداعيات وتأثيرات لا يستهان بها داخل الجماعة وخارجها، منها فقدان الجماعة للكثير من شعبيتها فى الشارع المصرى، ولمصداقيتها أمام الرأى العام، وحدوث انشقاقات داخل الجماعة وتصدع فى هياكلها، ليس بسبب شخص خيرت الشاطر، فهو مناضل لا خلاف عليه، وله وزنه وقيمته داخل الجماعة وخارجها، ولكن بسبب تراجع الجماعة عن موقفها.
وأضاف مشهور، أن احتواء الإخوان للتأثيرات السلبية لتراجع الجماعة عن قرارها، وإقناع الآخرين بأسباب هذا التراجع يتطلب منهم الآن أو فور انتهاء الانتخابات الرئاسية الشفافية وإعلان كل الجوانب الخفية وغير المعلنة لموقفهم، سواء نجح المهندس خيرت الشاطر أو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو غيرهما.
وأشار مشهور إلى أن تغيير الإخوان لموقفهم يطرح العديد من الاحتمالات بخصوص هذا الشأن منها: الاحتمال الأول: أن هناك توافقًا مع المجلس العسكرى، حول دفع الإخوان بالمهندس خيرت الشاطر، كمرشح توافقى، بين الجماعة والمجلس العسكرى لخوض الانتخابات الرئاسية، ومما يدعم هذا السيناريو الحديث المتكرر عن فكرة "الخروج الآمن" وحسابات المجلس العسكرى لما بعد تسليم السلطة، وإن كان هذا الاحتمال يتناقض مع البيانات العدائية بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، والصدام بين الإخوان والحكومة.
أما الاحتمال الثانى، فيرى مشهور أن أن الجماعة اضطرت لهذا القرار بسبب تحفظ وتخوف المجلس العسكرى من تزايد شعبية الشيخ حازم أبو اسماعيل أو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الأمر الذى قد يدفع المجلس العسكرى للتدخل لصالح أحد المرشحين المحسوبين على النظام سواء عمرو موسى أو شفيق أو عمر سليمان، خاصة بعد فشل محاولات التوافق بين الإخوان والمجلس العسكرى على منصور حسن، وبعد رفض بعض الشخصيات العامة، مثل طارق البشرى وحسام الغريانى للترشح للرئاسة كمرشحين توافقيين.
ويضيف: الاحتمال الثالث يدور حول أن هناك تنسيقًا بين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى لتفتيت الأصوات وإضعاف مرشحى التيار الإسلامى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحازم أبو اسماعيل لصالح مرشح توافقى آخر من خارج التيار الإسلامي، من المرجح فى هذا الحالة أن يكون هو عمرو موسى، ولكن ما يقوض من هذا السيناريو هو أنه يتناقض تماما مع فكر الإخوان، كما أنه من الصعب على الجماعة أن تحرق سياسيا رمزا من رموزها بقيمة وحجم خيرت الشاطر من أجل تفتيت الأصوات.
أما الاحتمال الرابع فهو أن الدفع بخيرت الشاطر ليس الهدف منه تفتيت الأصوات أو على الأدق ليس له علاقة بترشح عبد المنعم أبو الفتوح تحديدا، لكن الهدف منه هو احتواء التخوفات الداخلية والخارجية من تزايد فرص حازم أبو إسماعيل، خاصة أن أعضاء الجماعة أنفسهم كانوا قبل ترشح الشاطر، منقسمين بين اثنين، حازم أبو إسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح، ومن ثم فإن الدفع بخيرت الشاطر سيقلص من دعم تيار الإخوان المؤيد لأبو إسماعيل، وسيزداد الأمر صعوبة أمام أبو إسماعيل إذا كان هناك تنسيقا بالفعل بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة هو الذى أثمر عن الدفع بالشاطر كمرشح توافقى للتيار الإسلامي، لأن هذا معناه انقسام السلفيين أيضًا بين الشاطر وأبو إسماعيل.
الاحتمال الخامس: أن الجماعة أرادت الدفع بخيرت الشاطر من أجل الحفاظ على تماسك الجماعة فى الداخل، على اعتبار أن ترشح أبو الفتوح جعل الجماعة فريقين ما بين مؤيد ومعارض، إلا أن الأحداث على أرض الواقع تشير حتى الآن إلى أن تراجع الجماعة عن موقفها ودعمها لمرشح من أعضائها قد أحدث صدمة داخل الجماعة وخارجها.
الاحتمال السادس: وهو احتمال قوى أيضا، وهو أن هناك خلافا بالفعل بين الجماعة والمجلس العسكري، وأن هذا الخلاف وصل إلى طريق مسدود، الأمر الذى دفع الجماعة إلى دعم مرشح من داخلها، فى ظل اقتناعها بعدم قدرة المرشحين الحاليين على هزيمة مرشحى النظام السابق، وهذا السيناريو معقد للغاية وأشبه بـ"الانتحار السياسى"، لأنه سيجعل الإخوان يدخلون الانتخابات الرئاسية وهم فى مواجهة مع الجميع، بدءا من المجلس العسكرى ومرشحى إلى النظام السابق وانتهاء بمرشحى التيار الإسلامى مروراً بالعديد من القوى الليبرالية، التى تتخوف من هيمنة الإخوان على مؤسسات الدولة.
واختتم المحلل السياسى مشهور إبراهيم أحمد حديثه بإعرابه عن قلقه من رد فعل المجلس العسكرى إذا كان هناك بالفعل خلاف بينه وبين الإخوان، قائلاً إن جماعة الإخوان المسلمين على المحك، فإما أن تكون قد درست موقفها وحساباتها جيدا أو أن يكون ما يحدث هو فخ نُصب للإخوان، بتوريط الجماعة فى قرارات تفقدها شعبيتها بين الجماهير وتجعل الجماعة فى جانب وكل القوى الوطنية فى جانب آخر، تمهيدا للانقلاب ليس على جماعة الإخوان المسلمين فقط ولكن على ثورة 25 يناير بأكملها عبر إعادة إنتاج النظام القديم، وهو السيناريو الأسوأ الذى نتمنى ألا يحدث.
مشهور إبراهيم: ترشيح الإخوان لـ"الشاطر" يفقدها شعبيتها فى الشارع
الثلاثاء، 03 أبريل 2012 03:35 ص