مشاركة مصرية فى "الندوة الدولية للتاريخ الشفوي" بالشارقة

الثلاثاء، 03 أبريل 2012 12:14 م
مشاركة مصرية فى "الندوة الدولية للتاريخ الشفوي" بالشارقة الباحث محمد حسن عبد الحافظ
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشارك الباحث محمد حسن عبد الحافظ، مدرس الأدب الشعبى المساعد بأكاديمية الفنون، بورقة عمل فى "الندوة الدولية للتاريخ الشفوى" التى تنعقد فى الفترة من 15 إلى 22 أبريل الجارى، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لأيام الشارقة التراثية، والذى تنظمه إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة.د

ويطرح "عبد الحافظ" فى ورقته عددًا من الأفكار حول الشفهى والمدون فى الثقافة وفى التاريخ، حيث يشير إلى أن الدافع الأسطورى لإحداث المكتوب هو الخشية من ضياع المنطوق، فالكلمة التى تخرج من شفتى الإنسان لا شك أنها قوية ومهيبة، لكنها أيضًا هشة وضعيفة؛ فالمنطوق يذوب قبل أن يكتمل نطقه، عندما ننطق – مثلاً - المقطع الصوتى "ضي"، يكون المقطع الصوتى "ما" قد اختفى، وبذلك يكون لفظ "ماضي" قد ذاب فى الريح، قبل أن يكتمل نطقه. فكان على الإنسان الجمعى أن يحمى تاريخه اليومى بالتدوين الذى لا يمحو شحنات الصوت البشري، وأن يسجل وقائع حياته للأجيال التى لم تولد بعد، وللأزمان التى لم تأت من المستقبل. لتتموضع الكتابة هنا بوصفها تقنية، واختراعًا، بينما يبقى الصوت جوهرَ اللسان، وكينونة الحضور والمعنى، ويكون المكتوب فى أصله صوتًا شفهيًّا.

كما يؤكد عبدالحافظ على أن القيمة الكبرى فى أية حضارة تتمثل فى أن تكتب تاريخ المحكومين مثلما تكتب تاريخ الحكام، وترسم كل الناس وكل الطبقات وكل الألوان: النساء والرجال، الفقراء والأغنياء، الجنوب والشمال، الهامش والمركز، لتحفظ قيمة العدالة التى تستحق أن تعيش فى التاريخ، لا يمحوها تغير النظم الاجتماعية والسياسية، أو تعاقب الأزمان والعصور والديانات. وتكمن مزية أية حضارة فى أن تكتب حياتها الشفهية كما هى معيشة، وفقًا للفعل الإنسانى الذى لا يتصور الكتابة نقيضًا للشفهية، ولا يكرس لكتابة تاريخ الحاكم بوصفها فعلاً مستبدًا بشفهية تاريخ المحكومين، ولا يميِّز بين المرأة التى حافظت على الخصائص الشفهية للتاريخ وللأدب وللاجتماع الثقافي، والرجل الذى قعَّد الكتابة وفقًا لذهنيته الذكوريه؛ من أجل ضمان تفوقه وسيادته على المرأة، واستئثاره بالسلطة.

بذلك، يكون المكتوب وعاءً للواقع الشفهي، وتصير الصورة (الحرف والنقش) تمثيلاً لجلال الصوت البشري، ويصبح كلاهما – الشفهى والمكتوب – صنوان لا يفترقان، وإن سبق أحدهما الآخر. فالحقيقة التاريخية تقول بأن المنطوق أسبق على المكتوب، وأن الإنسان الجمعى (فى التاريخ) يتكلم قبل أن يكتب. وفى البدء كانت الكلمة، وأمر الله للنبى محمد "اقرأ"، وليس "اكتب"؛ أى الصوت، وليس الحرف.

كما يشير عبد الحافظ إلى أن المنطوق يتصل بالتعبير عن الحياة المعيشة، حيث يمثل تحققًا صوتيًا لميل الإنسان إلى معايشة الواقع وتجسيده على نحو رمزي. والمكتوب يتصل بالخوف من الموت، حيث يمثل تدوينًا لحياة الإنسان التى كانت، أو التى يحلم بأن تكون قبل أن يموت أو بعد أن يموت. وفى هذا السياق يستحضر الوسم الذى أطلق على الحضارة المصرية القديمة بوصفها "حضارة الموت"، ليس فحسب لأن معظم آثارها يتصل بالقبور وبالحياة الأخرى التى بعد الموت؛ وإنما لأن الكاتب المصرى القديم أراد أن تكون الكتابة والنقش بعثًا جديدًا يقاوم الفناء، وأراد أن يكون "لكل أجل كتاب" يسجل على صفحاته الحياة التى عاشها المصريون بأجسادهم التى إليها تنتمى الشفهية.






مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبدالمقصود-صحفي مصري

مشتاقون للقائك يا حافظ

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد حسن عبد الفضيل

قيمة علمية وإنسانية كبيرة

عدد الردود 0

بواسطة:

أمنية مصطفى

رجل التراث

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة