ربما لا تستطيع أن تلمح عيناك شريط السكة الحديد بسبب هذا العدد الضخم من الباعة الجائلين الذين يفترشون أمتعتهم على جانبى الطريق، حتى تجد صعوبة فى السير مرتجلاً، وربما لا تسمع صافرة القطار القادم بسبب ارتفاع أصوات الباعة تارة وسائقى الميكروباصات تارة أخرى فيصدمك القطار، وإذا حالفك الحظ ونجوت من القطار فإن التوك توك فى انتظارك لا محالة، حيث اكتست الشوارع بمركبات التوك توك فى الوقت الذى سيطر فيه البلطجية على المكان، هكذا كان المشهد فى "جمهورية أرض اللواء" قبل أسبوع من هذا التاريخ، بعدما استغل البلطجية والخارجون على القانون حالة الانفلات الأمنى التى تعانى منه البلاد واستولوا على ميدان أرض اللواء، ومن ثم انتشرت أعمال البلطجة فى مشهد غاب عنه رجال الشرطة تماماً.
هذا المشهد اختلف تماماً بزاوية مقدراها 180 درجة، عندما قاد اللواء أحمد سالم الناغى، مدير أمن الجيزة، عدة حملات أمنية على مدار أسبوع متواصل لمداهمة البلطجية والباعة الجائلين والخارجين على القانون، وتم إزالة الأكشاك المخالفة للقانون وغير الحاصلة على تراخيص من محافظة الجيزة.
ميدان "مزلقان أراض اللواء" تحول فى ليلة وضحها إلى قطعة من حى المهندسين، فى النظافة والجمال، بعدم اكتسى الشارع برجال الشرطة وغاب البلطجية وسائقو التوك توك عن المشهد تماماً، لأول مرة بعد الثورة.
أهالى المنطقة سجلوا فرحتهم على طريقتهم الخاصة، حيث خرجت النساء من شرف المنازل بالـ"زغاريد"، تحية لقوات الأمن الباسلة، فيما هرول الرجال إلى ضباط وأفراد الشرطة لمصافحتهم، فى موقف أشبه باستقبال الجنود العائدين من النصر.
حقيقة أن نعمة الأمان من أفضل النعم قاطبة التى لا يساويها كنوز الدنيا وما فيها، ومن ثم فإن الأشخاص القائمين بالحفاظ على هذه النعمة كان من حقهم ألا تمس أعينهم النار، كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم.
محمود عبد الراضى يكتب: جمهورية أرض اللواء.. واللواء الناغى
الأحد، 29 أبريل 2012 07:40 ص