هند وفاطمة، وصابرين لم تكن يوماً مطربات ولا ناشطات حتى يهتم أحد لهن كما اهتمت بلدنا بكارمن وسميرة وأسماء.
لم نخطئ ولنا الحق فى نسياهن، فمن هن؟
كارمن هى محبوبة العرب وسميرة هى بطلة العرب وأسماء هى ثائرة العرب، لهن صولات وجولات وما من بيت فى المعمورة إلا ويعرفهن، أما هند وأخواتها كعادتنا تناسيناهن "إلا قليلاً".
فلم نرهن فى طبخات التوك شو ولا كبريات الجرائد ولا مواقع الإنترنت، يبادرنى أحدهن متسائلاً كيف لا نعرفهن؟ بالفعل عزيزى أنت تعرفهن ولكنك لم تر منهن إلا نصف جسد تلاعبت به مشارط جزارى الطب الشرعى، فى شق عرضى للرقبة وطولى للبدن.
هن بنات الأمين حمدى محمد فؤاد، فى عمر الزهور لم تكد الحياة ترسم ملامحها على وجوههن ولا خطت أقدامهن سوى بضع سنوات فى طريق شاق من البداية للنهاية.
انفجرت جينات الجاهلية فى دم الأب الحانى، وتلاعب به الشيطان كما يتلاعب الهواء بريشة شاردة، تقمص دور أبى لهب بجدارة وأطلق عليهن سيلاً من الكراهية، لم تشفع لهن البراءة ولا الطفولة ولم يشعر بهن سوى خالقهن.
يقول الأب القاتل هن بناتى وأنا حر، وأنا أقول فرطتَ فى كنز يتمنى غيرك أن يدفع عمره ليحصل على اسمه فقط، تنازلت عن صك ملكية لثروة باع غيرك الغالى والنفيس فى محاولة "فقط محاولة" الحصول على جزء منه.
لا أظنك سمعت مقولة (أولادنـــــــــــا بيننـــــــــــــــا أكبـــــــــــادنا تمشى على الأرض)، خسرت يا عزيزى الكثير والنفيس.
بم ستجيب ربك حين يسألك لم قتلت فلذات كبدك؟
هل سيشفع لك قولك: حمدى محمد... أمين شرطة ؟ هيهاااااااااااااات.
ماتت هند وأخواتها وماتت فينا الإنسانية، هنيئاً لكن الجنة يا حبيباتى، وهنيئاً له النار.
هذا مجتمعنا الجديد الذى بدأت ملامحه فى البزوغ، جاهلية، قسوة، بهتان، نفاق، يا رب سلّم.
عبد الحميد يسرى يكتب: ماتت هند وأخواتها وماتت فينا الإنسانية
الأحد، 29 أبريل 2012 08:03 م